أيام صعبة
مدار الساعة ـ نشر في 2022/12/19 الساعة 23:52
نعبر أياما صعبة، ربما هذه الأيام من أصعب الأيام التي رأيتها، خلال عقود، أصعب من ايام الربيع العربي، وما قبلها وما بعدها، بما يجعلنا نشعر بتوتر شديد إزاء كل ما يجري.
تبدأ القصة بالوقود، وتتحول الى الدم، والمفارقة هنا كبيرة ومؤلمة جدا، ونبدأ باعتصام سلمي مكفول قانونيا، ونصل الى حوادث قتل عشوائي، على يد جماعات دخلت على الخط، واستثمرت اللحظة، ونبدأ بإضراب في خدمات النقل، ونصل الى جنازات الشهداء، والجرحى.
كل أردني يتألم امام هذه المشاهد المرة والمؤلمة معا. وهي مشاهد لم يكن أحد يتوقع ان تزيد بهذه الطريقة، وهي قد تقع في مواقع ثانية داخل الاردن في هذه الظروف.
هذه ايام صعبة، على الكل، والتلاوم الآن ليس حلا، لآن الكل يتهم طرفا ما، في هذه القصص، لكن الخلاصة واحدة، أي أن الأردن ذاته يعبر توقيتا حساسا على كل المستويات.
نحن بحاجة الى هدنة مع انفسنا، وقفة تفكير عميقة، مراجعة لكل شيء، واعادة انتاج كثير من العناوين، حتى ندخل العام الجديد بشكل مختلف، بعد أن انهينا هذا العام، بشكل دموي مؤلم، الى الدرجة التي نسأل فيها انفسنا عن احتمال تكرار هذه الحوادث في اي شارع او ساعة، وبما يختطف حق الناس في التعبير عن وضعهم الاقتصادي، ومطالبهم، ويستغل هذه الظروف لارتكاب جرائم قتل، يندى لها الجبين، في هذه البلاد، وتسبب القلق في كل بيت.
لا أحد فينا ينكر وجود مصاعب اقتصادية، والكل يمر فيها، لكن مشاهد القتل وقطع الطرقات والاعتداء على الممتلكات وغير ذلك، يضر أصلا مشروعية القضايا المثارة، لأن هذه الافعال تهدد بلدا بأكمله، وتقول إن تهوين البعض من هذه الافعال، تهوين غير حكيم، وقد رأينا الى اين يمكن ان نصل، وان كل شيء بات متوقعا، ما دمنا بدأنا بدفع ثمن دموي.
هناك كلف سياسية لكل ما يجري، وسواء كانت هذه الكلف عاجلة او مؤجلة، الا انها واضحة كما الشمس، وربما استيعاب الذي يجري لا يكون بالتعامي عن هذه الكلف، بل عبر ادارة المشهد بطريقة صحيحة، لأن الحسابات هذه المرة تؤشر على مخاطر من نوع ثان في الأردن.
من المؤلم حقا، أن ينقسم الناس ايضا، حول من يتحمل المسؤولية، لأن كل واحد فينا يبحث عن الطرف الذي يريد مهاجمته واستغلال هذه الظروف، ولا بد من وقفة عاقلة لا تجامل احدا، وتوزع حصص المسؤولية، بشكل عادل على الكل، اضافة الى ادراك الفروق بين هذه الازمة وسابقاتها من جهة، والفروقات الاهم بين الحل العاجل، والحل الاستراتيجي.
نحن بحاجة الى هدنة مع انفسنا، حتى لا تتسع مساحة الشر وردود الفعل، والاستغلال لهذه الازمات، وهو استغلال لا يقف عند حدود جماعة هنا او هناك، بل يمتد الى ظلال الاقليم، والكلام لا يقال هنا من باب التذاكي على الناس، لإخافتهم، وردهم الى بيوتهم، بل لكون هذه الاخطار موجودة حقا، فيما علينا ان نمنح انفسنا فترة عميقة وقصيرة وسريعة لإعادة انتاج كل شيء، ومراعاة ما يريده الناس، والوقوف عند وجهات نظرهم، وصون وجود الدولة وهيبتها ايضا والتخلص من كل عبء يزيد عليها الثقل في هذه الظروف التي نعبرها، والتي توجب الخروج باستخلاصات كثيرة، حتى نسلم جميعا، ويسلم الأردن الاكبر من كل واحد فينا.
هذا ليس أوان إشعال الحرائق، ولا رمي الحطب في الموقد، ولا التحريض من اي طرف، هذا أوان التهدئة من الكل، حتى نستعيد انفاسنا، ونعيد ترتيب اوراقنا، من اجلنا جميعا.
تبدأ القصة بالوقود، وتتحول الى الدم، والمفارقة هنا كبيرة ومؤلمة جدا، ونبدأ باعتصام سلمي مكفول قانونيا، ونصل الى حوادث قتل عشوائي، على يد جماعات دخلت على الخط، واستثمرت اللحظة، ونبدأ بإضراب في خدمات النقل، ونصل الى جنازات الشهداء، والجرحى.
كل أردني يتألم امام هذه المشاهد المرة والمؤلمة معا. وهي مشاهد لم يكن أحد يتوقع ان تزيد بهذه الطريقة، وهي قد تقع في مواقع ثانية داخل الاردن في هذه الظروف.
هذه ايام صعبة، على الكل، والتلاوم الآن ليس حلا، لآن الكل يتهم طرفا ما، في هذه القصص، لكن الخلاصة واحدة، أي أن الأردن ذاته يعبر توقيتا حساسا على كل المستويات.
نحن بحاجة الى هدنة مع انفسنا، وقفة تفكير عميقة، مراجعة لكل شيء، واعادة انتاج كثير من العناوين، حتى ندخل العام الجديد بشكل مختلف، بعد أن انهينا هذا العام، بشكل دموي مؤلم، الى الدرجة التي نسأل فيها انفسنا عن احتمال تكرار هذه الحوادث في اي شارع او ساعة، وبما يختطف حق الناس في التعبير عن وضعهم الاقتصادي، ومطالبهم، ويستغل هذه الظروف لارتكاب جرائم قتل، يندى لها الجبين، في هذه البلاد، وتسبب القلق في كل بيت.
لا أحد فينا ينكر وجود مصاعب اقتصادية، والكل يمر فيها، لكن مشاهد القتل وقطع الطرقات والاعتداء على الممتلكات وغير ذلك، يضر أصلا مشروعية القضايا المثارة، لأن هذه الافعال تهدد بلدا بأكمله، وتقول إن تهوين البعض من هذه الافعال، تهوين غير حكيم، وقد رأينا الى اين يمكن ان نصل، وان كل شيء بات متوقعا، ما دمنا بدأنا بدفع ثمن دموي.
هناك كلف سياسية لكل ما يجري، وسواء كانت هذه الكلف عاجلة او مؤجلة، الا انها واضحة كما الشمس، وربما استيعاب الذي يجري لا يكون بالتعامي عن هذه الكلف، بل عبر ادارة المشهد بطريقة صحيحة، لأن الحسابات هذه المرة تؤشر على مخاطر من نوع ثان في الأردن.
من المؤلم حقا، أن ينقسم الناس ايضا، حول من يتحمل المسؤولية، لأن كل واحد فينا يبحث عن الطرف الذي يريد مهاجمته واستغلال هذه الظروف، ولا بد من وقفة عاقلة لا تجامل احدا، وتوزع حصص المسؤولية، بشكل عادل على الكل، اضافة الى ادراك الفروق بين هذه الازمة وسابقاتها من جهة، والفروقات الاهم بين الحل العاجل، والحل الاستراتيجي.
نحن بحاجة الى هدنة مع انفسنا، حتى لا تتسع مساحة الشر وردود الفعل، والاستغلال لهذه الازمات، وهو استغلال لا يقف عند حدود جماعة هنا او هناك، بل يمتد الى ظلال الاقليم، والكلام لا يقال هنا من باب التذاكي على الناس، لإخافتهم، وردهم الى بيوتهم، بل لكون هذه الاخطار موجودة حقا، فيما علينا ان نمنح انفسنا فترة عميقة وقصيرة وسريعة لإعادة انتاج كل شيء، ومراعاة ما يريده الناس، والوقوف عند وجهات نظرهم، وصون وجود الدولة وهيبتها ايضا والتخلص من كل عبء يزيد عليها الثقل في هذه الظروف التي نعبرها، والتي توجب الخروج باستخلاصات كثيرة، حتى نسلم جميعا، ويسلم الأردن الاكبر من كل واحد فينا.
هذا ليس أوان إشعال الحرائق، ولا رمي الحطب في الموقد، ولا التحريض من اي طرف، هذا أوان التهدئة من الكل، حتى نستعيد انفاسنا، ونعيد ترتيب اوراقنا، من اجلنا جميعا.
مدار الساعة ـ نشر في 2022/12/19 الساعة 23:52