ألم تفهموهم بعد؟

نسيم عنيزات
مدار الساعة ـ نشر في 2022/12/18 الساعة 00:18

مهما اختلفنا او تعددت مطالبنا وبلغت درجة غضبنا او تلاشت تقاطعاتنا، وغابت عن اذهاننا لحظات كانت وما زالت تجمعنا، لا يستطيع احدا ان ينكر علينا، او يخرج من بيننا من يزاود على وطنيتنا، وحبنا وانتمائنا للوطن.

هذه حقيقية واقعة ومثبتة، لا تحتاج الى شرح او تفسير ، لا يستطيع أحد ان ينكرها على الأردنيين او يشكك بها، مهما قدم من نظريات او ساق من تبريرات لأن الحقيقة بين أيدينا لا ينكرها الا جاحد او حاقد، فقد بصره وبصيرته.

فمن يرى دولة عمرها يزيد عن مئة سنة بقليل تناطح دولا عمرها الاف السنين، وقد رسمت مستقبلها واوجدت لها مكانا على الخريطة العالمية في جميع معالمها السياسية والسياحية والاقتصادية، يدرك ان وراء ذلك أمة بنت وعمرت.

من يرى صمود دولة امام أمواج متلاطمة وعواصف متلاحقة والعبور بها إلى بر الأمان يدرك ان هناك سباحين مهرة أبحروا بها إلى شاطئ الأمان.

دولة تجاوزت كل التحديات وصمدت في منطقة تلاشى بعضها وتبعثرت اوراقها، وذهب ريحها، يعلم أن هناك شعبا كتب مستقبله بيده، ورسم شكل دولته بريشته، بعد ان روى كل شجرة ونبتة فيها من عرقه وكده، وروى ارضها وترابها من دمه دفاعا عنها، يدرك ان على هذه الأرض من يحميها ويضعها في الجهة اليسرى من صدره.

نعم قد نختلف احيانا، ونغضب كثيرا، وتصدر عن بعضنا تصرفات وسلوكيات تعجب البعض وتغضب البعض ايضا، الا انه علينا ان نعلم انها ليست ضد الوطن، بل من اجل الوطن ولا يجوز ان نفكر بغير ذلك.

فليس الاردنيون الذين يطعنون اردنهم ويسيئون لوطنهم ويؤذون ابناءهم واشقاءهم وها هو التاريخ والمواقف تشهد لهم.

فالحاجة قد تقود إلى تعطل التفكير وتسبب حالة من الانفصام المؤقت عند البعض تدفع به إلى سلوكيات وتصرفات تحمل بين طياتها رسائل واضحة بخط عريض، علينا قراءتها وفهم معانيها السهلة.

فالكل يدرك الوضع ويعي صعوبته، لكن أحوال الناس ايضا ليست بخير، بعد ان ضاقت بهم سبل العيش وحاصرتهم الحاجة من كل حدب وصوب، واصبحت خزانات الصبر تنضب ان لم تكن نضبت بالفعل.

ومع ذلك ظلوا صامدين مدافعين عن الأردن رافضين المساس بوحدته ونسيجه، ليس منة بل ايمانا منهم بانه فرض وواجب يدفعهم رابط يحمل سرا غريبا ويربطهم حبل عصي على الحل والقطع.

مدار الساعة ـ نشر في 2022/12/18 الساعة 00:18