الناصر يكتب: الإصلاح.. اصوات متعددة العنف ليس منها

د. طارق زياد الناصر
مدار الساعة ـ نشر في 2022/12/17 الساعة 14:51
إن ما جرى ويجري في وطننا الغالي من خروج عن الحق الطبيعي في حرية التعبير عن الرأي وممارسة الحقوق السياسية والاجتماعية لا يمكن أن يعتبر بأي شكل من الأشكال أمرا طبيعيا، وأن يمر بلا تقييم او حساب، ولم خسر وطننا الحبيب فارسا من فرسانه على يد ثلة غاشمة من أهل الغدر والخسة فإنه لا بد لنا من كلمة لا نتهاون في إعلانها والدفاع عنها.
فلقد تابعنا بعين الحزن تلك الاعتداءات على المقدرات العامة والممتلكات الشخصية وخدمات النفع العام، بما في ذلك إغلاق الطرق وإثارة الرعب في الناس، وكنا نقدر في أجهزتنا الأمنية وقواتنا المسلحة روح الحكمة وصوت العقل في التعامل مع مثل هذه التصرفات، إلا أننا اليوم لم نعد نأمن على ارواحنا وممتلكاتنا من يد الفتنة والاعتداء وصار لزاما على أبنائنا في الاجهزة الامنية الضرب بيد من حديد على كل معتد او كاره، بل وصار واجبا أيضا أن نرصد جميعا كل دعوات الفتنة المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي ونقف في وجهها بالقول والفعل.
ولما كنا نؤمن أيضا بأن الظرف الاقتصادي للمواطن اصبح صعبا لا يحتمل، كنا نتابع ما تقوم به مؤسسات الدولة من إجراءات وخطوات تسابق فيها الزمن لتحقيق تنمية اقتصادية تساهم في التخفيف من أعباء الواقع الصعب الذي يمر به الأردن كما سائر دول العالم، وكما أننا آمنا إيمانا مطلقا بأننا قادرون على صناعة مستقبل مشرق، بنفس السلاح الذي بنى فيه أجدادنا هذا الوطن بقيادة الهاشميين وهو؛ العمل والعلم والصبر، فإننا ايضا نؤمن أن من حق الآخر التعبير والرفض بالطرق التي تليق بحضارة هذه الأرض وبطيب اهلها ومعدنهم النقي، إلا أن هذا الايمان أيضا يجعلنا نرفض رفضا مطلقا أن يكون صوتنا غير مسموع عند الآخر، وأن يغلب الصوت المرتفع وإن كان على باطل أي صوت آخر وإن كان على حق.
إن غياب قادة الرأي العام عن ممارسة ادوارهم المجتمعية امام سطوة التواصل الاجتماعي وكثافة الخطاب الموجه سلبا من خلالها، هو غياب غير مقبول ولا يمكن تبريره، ففي الأزمات لا بلاغة للصمت ولا قوة للغياب، الأزمات هي العنوان الحقيقي للمواقف، ما يعني أننا جميعا مطالبون بممارسة دور وطني حقيقي يقوم على الحوار والبحث والعمل ضمن رؤية جلالة الملك المفدى في تعزيز البناء وتطوير المساحة الجامعة لأطراف التنمية، بعيدا عن الصراع والاستهداف ولغة القوة، فقادة الرأي اليوم مطالبون بممارسة أدوارهم الحيوية على أرض الواقع، والحكومة مطالبة ببناء جسر رصين من العلاقة مع الشارع عبرهم، وهو ما يتم بسهولة إن توفرت المعلومة الكاملة وطبقت سياسة الأبواب المفتوحة والعقول المنفتحة، خاصة أن البيئة السياسية والاجتماعية الوطنية قادرة على احتضان هذا الدور الوطني، ويحمل التاريخ السياسي الاردني صورا متعددة لذلك في هذا العرين الهاشمي الأغر .
مدار الساعة ـ نشر في 2022/12/17 الساعة 14:51