قمة إقليمية في عمان.. استقرار العراق وسط أزمات عربية ودولية.. كيف ذلك؟
في آب عام 2021، ووسط بغداد، مع قمة العراق للتعاون والشراكة قال الملك عبدالله الثاني، بارتياح القادة وبهجة الاشقاء: «أمن واستقرار العراق هو من أمننا واستقرارنا جميعاً وازدهاره من ازدهارنا».
من أجل ذلك، نشطت الدبلوماسية الأردنية في وضع المنطلقات النهائية لعقد القمة الإقليمية حول العراق، بهدف هو: كيف نعمل معا من أجل دعم العراق الشقيق"، وهي الرؤية التي أفصح عنها وزير الخارجية أيمن الصفدي، استنادا إلى حراك أوروبي (فرنسا)، وعربي إقليمي تقوده العراق ومصر والأردن، إضافة إلى مؤشرات مهمة حول مشاركة خليجية موسعة لم تتضح تماما.
بالطبع أعلنت فرنسا والعراق، ان المؤتمر في العاصمة عمان، له دلالات جيوسياسية وامنية ودبلوماسية واسعة الطيف.
.. عمليا الدولة الأردنية، ومن خلال اهتمام والتزام جلالة الملك عبدالله الثاني بالعلاقات الأخوية الثنائية الأردنية-العراقية، عزز الملك من دبلوماسية الحكومة ممثلة برئيس الوزراء د. بشر الخصاونة ووزارة الخارجية، للاستثمار الاتصالات العربية-العربية، والعربية - الأوروبية، عدا عن العلاقات والتعاون الدولي مع الأمم المتحدة والمنظمات الدولية كجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي ومنظمة التعاون الأفريقي، والاتحاد الأوروبي، والولايات المتحدة.
القمة، لحظة فارقة لحماية استقرار الدولة العراقية، وتمنح فرصة لوضع قضايا المنطقة والإقليم والأزمات الدولية وتداعيات الحرب الروسيّة-الأوكرانيّة، ومآلات القضية الفلسطينية والعلاقات بين دول الجوار العراقي، تحديدا تركيا وإيران وسوريا،.. والقمة هنا، ومن الأردن، تعيد النظر في ملفات مؤتمر بغداد الذي عقد في العراق في آب/ أغسطس 2021، وشهد الحضور الاستثنائي للزعماء الدول التي حرصت على قراءة مستقبل العراق، برغم الأزمات عالية الخطورة أمنيا وجيوسياسيا، عدا عن أهمية العراق لمستقبل الطاقة والاقتصاد في المنطقة وتحديدا دول الجوار، وهي ملفات ومنطلقات تدعمها وتهتم بها رؤية الملك عبدالله الثاني، ضمن الفكر الاستراتيجي القومي والأمني والاقتصادي، الذي أعلنه في مؤتمر بغداد العام الماضي، وكانت حكمة الملك.. تُنجح مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة، وأمام رؤساء وحكومات ووزراء ومنظمات عربية إقليمية ودولية، كان من الصعب جلوسها على ذات الطاولة، دعا الملك، فرقاء المؤتمر الأول في بغداد من المنطقة والشرق الأوسط والعالم للانتباه الى العراق الحضارة والقوة والتاريخ المؤثر فأشار جلالته: «لا بد من فتح الباب أمام تحقيق التكامل الاقتصادي والصناعي والتجاري على أرضية من التعاون والتشاركية».
هناك التزام بعديد المنطلقات، أبرزها:
* المنطلق الأول:
بهدف استمرار الزخم الذي بدأ في مؤتمر بغداد 2021 ومن من أجل الوقوف إلى جانب العراق الشقيق، بضرورة عقد قمة إقليمية في الأردن، تجمع العراق والدول المجاورة بمشاركة فرنسا على غرار مؤتمر بغداد في آب/ اغسطس 2021، في ظل التوتر مع إيران وتركيا، بحسب ما جاء بعد مكالمة هاتفية بين إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، وتأكيد الخارجية الاردنية.
المنطلق الثاني:
المؤتمر.. ينعقد في وقت دقيق، يشهد فيه العالم الكثير من التطورات السياسية والأمنية والاقتصادية، والتي سلطت الضوء على طبيعة الأزمات والتحديات العابرة للحدود، مثل نقص الأمن الغذائي وتبعات وباء كورونا، والتي لا يمكن تجاوزها دون إيجاد أرضية مشتركة، تقرب وجهات النظر وتؤسس لحوار جاد وتعزز سبل التعاون والشراكة لمواجهتها».
المنطلق الثالث :
متابعة تبادل المواقف والخبرات حول تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية وانقطاع سلاسل الإمداد وأزمة الطاقة والأمن السيبراني.،والموقف من تأثيرات الحرب الروسية الأوكرانية، والأزمات الداخلية على استقرار العراق.
المنطلق الرابع:
تحديات ومآلات القضية الفلسطينية ومستقبل القدس، والتنبيه لمنع تهويد الحرم القدسي الشريف وبالذات في ظل الحكومة الإسرائيلية الصهيونية التلمودية التي يقود تشكيلها اليميني المتطرف نتنياهو.
المنطلق الخامس:
برغم ارتفاع مستويات التوتر السياسي والاقتصادي، والأمني والاجتماعي في العالم، تحديداً الحدث الساخن في أوكرانيا ووضع أفغانستان ولبنان، فلسطين وإيران والعراق واليمن وسوريا، فإن الهدف المعزز، إدامة التعاون الأوروبي، عبر فرنسا، والإقليمية، عبر قيادات الأردن ومصر، والخليج العربي.
المنطلق السادس:
إرادة انعقاد مؤتمر العراق في عمان، إرادة إقليمية ودولية للتعاون والشراكة، دليل على دور العراق المركزي في بناء الجسور وتعزيز الحوار الوطني العراقي، والعراقي مع دول الجوار تحديدا إيران وتركيا، بما في ذلك النظر على أبعاد المسألة العراقية، عربياً، إسلامياً، دولياً، وأممياً..
المنطلق السابع:
العراق القوي، : «يشكل ركيزة للتكامل الاقتصادي الإقليمي وبيئة إيجابية لتعزيز التعاون بين دول المنطقة»، ولهذا يحتاج من المؤتمر، خطة طريق لإدارة وحماية القرار السيادية العراقي والتفاهمات الإقليمية والدولية حول ذلك.
عمان، الدبلوماسية الأردنية الذكية، والإعلام الوطني الأردني، والاتصال الحكومي والخارجية، تسعى نحو تعزيز إقامة وعقد المؤتمر، ويجتهد الرئيس الخصاونة في تذليل كل متطلبات نجاح المملكة في احتضان مؤتمر، يعيد فهم قوتنا الذاتية الإقليمية نحو المزيد من الاستقرار والشراكة والتعاون الإقليمي والدولي والأمني.
.. لننتظر، وهذا يجيب على سؤالنا، وأسئلة المنطقة والإقليم، المملكة الأردنية الهاشمية هي النموذج القوى الناجح أمنيا وانساني، في قيادته الهاشمية الحكيمة، تستكمل إجراءات قمة بغداد التي تنعقد في عمان، لتكون بموازاة القمم الإقليمية الكبرى، وتدور في أولوية منطلقاتها حول دعم استقرار العراق، إضافة إلى قضايا الطاقة والأمن والقدس، والعلاقات بين دول الجوار العراقي.
huss2d@yahoo.com