مكتبة الملك عبدالعزيز تكشف مخطوطة نادرة عن 'القهوة'
مدار الساعة -كشفت مكتبة الملك عبدالعزيز العامة عن مخطوطة نادرة عن (القهوة) محفوظة ضمن مقتنيات مجموعاتها الخاصة، كُتبت قبل أكثر من 400 عام، وتحمل المخطوطة الرقم (1213) وهي بعنوان: "تلخيص عمدة الصفوة في حِلّ القهوة" كتبها الشيخ العلامة مدين بن عبدالرحمن القوصوني (969-1044هـ) / (1562-1634م) .
المخطوطة تلخّص كتاب عبدالقادر بن محمد الجزيري الذي يحمل عنوان: "عمدة الصفوة في حِلّ القهوة" للشيخ العلامة أحمد شهاب الدين بن عبدالغفار نزيل طيبة المالكي، والكتاب مرتب على عدة أبواب، ويبدأ الباب الأول بعنوان: "في معنى القهوة"، ويندرج الكتاب في مجال الفقه، حيث دارت تساؤلات حول احتساء شراب القهوة بين الحل والتحريم.
وتأتي المخطوطة لتبين ذلك في تلخيص الكتاب الذي يتبدى من عنوانه أن المؤلف يحل شراب القهوة باعتبارها من الطيبات التي أحلها الله لعباده.
وجاء في أول صفحة بعد عنوان المخطوطة: "بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله الذي أحلّ لعباده الطيبات، وجعلها متنوعة من معدن وحيوان ونبات، وجعل منها قهوة البن الصافية الأخلاق المحبوبة عند التلاق المطلوبة عند الفراق الموصوفة بالمنافع في أكثر الآفاق، وأشهد أن لا إله إلا الله الملك الخلاق، وأشهد أن سيدنا محمد الموصوف بأشرف الأخلاق صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه إلى يوم التلاق
وبعد:
فيقول راجي عفو ربه القريب الفقير مدين بن عبدالرحمن الطبيب بدار الشفا بمصر – غفر الله له كل أمر – هذه تعليقة لطيفة وطريقة منيفة تتعلق بما قيل في القهوة".
وكانت بداية الكتاب الذي نسخته المخطوطة كالتالي: "الحمد لله الذي أحل لعباده الطيبات وجعلها متنوعة من معدن وحيوان ونبات، وجعل منها قهوة البن... ".
ونهاية الكتاب عبارة عن قصيدة في مديح القهوة: "وله أيضا: أنا المعشوقة السمراء.. أجلي في الفناجين/ وعود الهند لي عطر .. وذكري شاع في الصين.. وفي هذا القدر كفاية فيما أردناه ولخصناه والله سبحانه وتعالى الموفق للصواب".
ويأتي هذا الكشف عن المخطوطة من جانب مكتبة الملك عبدالعزيز العامة في سياق الاحتفاء بـ"عام القهوة السعودية 2022"، تلك المبادرة التي أطلقتها وزارة الثقافة والمدعومة من برنامج جودة الحياة "أحد برامج تحقيق رؤية المملكة 2030 للتأكيد على قيم الهوية والتراث وعادات وتقاليد المجتمع السعودي.
وقد طُبع كتاب عبدالقادر الجزيري كاملا عدة طبعات، منها طبعة المجمع الثقافي في أبوظبي (1996) وطبعة هيئة أبوظبي للثقافة والتراث (2007).
أما صاحب مخطوطة: "تلخيص عمدة الصفوة في حِلّ القهوة" فكان رئيس الأطباء بمصر في عصره، له باع في الأدب والتاريخ، من كتبه: (ريحان الألباب وريعان الشباب في مراتب الآداب) و(قاموس الأطباء وناموس الألباء) في المفردات الطبية، فرغ منه سنة 1044 و(طيبات الأنباء في طبقات الأطباء) و(تاريخ) حافل، أشار إليه المحبي ولم يسمه، وسماه البغدادي (تاريخ مصر) وله في خزانة الرباط (1766 كتاني) مخطوط باسم (تحفة المحب في صناعة الطب، وجاء اسمه في ظاهر النسخة (هدية المحب في صناعة الطب) وهو جزء لطيف بخط مشرقي فيه قدم، وقد توفي القوصوني بمصر.