لماذا وقفية 'المصطفى' لختم القرآن الكريم بـ'الأقصى'
مدار الساعة ـ نشر في 2022/12/12 الساعة 01:22
رغم ما يجري في القدس من محاولات لطمس تاريخ المدينة العظيمة واستباحة قطعان المستوطنين والمتطرفين لباحات المسجد المعظّم، فإن روح الله تسود المكان والزمان، ويبقى المسجد الأقصى وقبة الصخرة شاهدين على تاريخهما الإسلامي منذ أسرى الله بنبيه الأعظم محمد بن عبدالله، ومن بعده فتح المدينة بقدوم الخليفة الثاني عمر بن الخطاب الذي أكد على حق غير المسلمين بما يعتقدون، وعلى مرّ الأزمان توالت العديد من الحملات الغريبة وكلها اندحرت على يد عظماء القادة المسلمين، حتى قبيل نهاية العام 1917 عندما احتلها الجيش الإنجليزي، ومع ذلك دخل قائد الجيش " اللنبي" عبر باب يافا ماشياً على قدميه مطأطأ رأسه، وخرج منها على حصانه، قبل رحيل جيشه بعد ثلاثين عاماً.
ومنذ ذلك الحين لا زالت القدس مهوى قلوب مليارات العالم، ليس المسلمون وحدهم بل والطوائف الدينية الأخرى، وما كانت القدس لتبقى صامدة لولا دخول الجيش الأردني للمدينة 1948 وحمايتها، وكان ذلك عهد الملك المؤسس والملك طلال ثم الحسين، وأخيرا حمل الراية الملك عبدالله الثاني الذي ما زال يدافع ويتحمل الضغوطات و يقفز عن المحبطات والأشواك السياسية لتبقى القدس شامخة بمساجدها ومآذنها وكنائسها، لأنها مدينة السلام وحاضنة الوئام العالمي، وخلال عقدين من الزمن تواصل الدعم الملكي للقدس بما ناف عن اثني مليار دينار للإعمار والأوقاف والحراسة وكل ما يحتاجه المسجدان الأعظمان.
اليوم علينا أن نفخر بأن مشاريع الوقف الإسلامي في القدس لا تزال مشمخرة تطاول سماء المبغضين والعتاة، ومن هناك جاء التكريم الملكي برعاية جلالة الملك لوقفية المصطفى لختم القرآن الكريم، التي وشحت بتوقيع جلالة الملك، وتم تسجلها في المحكمة الشرعية لدائرة قاضي القضاة الأردنية، كما أودعت للتنفيذ في الإدارة العامة لأوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى المبارك وحفظت في محكمة القدس الشرعية، كتعظيم لأهمية وواجب إعمار المسجد الأقصى المبارك عمارة إيمانية بشرية، وإحياءً لسنة الرسول محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم.
تشكل الوقفية نداءً لحماية القدس والمسجد الأقصى المبارك والدفاع عنهما، وهذا لا يستوي إلا أن يدرك الجميع أنها واجبة على كل مسلم كي يكون متعلقاً بالقرآن الكريم تلاوة وتدبّراً، وتأتي هذه الوقفية كواحدة من عشرات مشاريع إعمار المسجد الأقصى والحرم القدسي الشريفين عمارة إيمانية صادقة بغيتها الحفاظ على الهوية الإسلامية للمسجد الأقصى المبارك ودوام إعماره وصيانته ودعم صمود المصليّن فيه، حيث جاء الدعم الملكي ليعزز أهدافا ساميّة، يتقدمها إحياء سنة الوقف الإسلامي للحفاظ على المسجد الأقصى وإعماره بقراءة القرآن الكريم ضمن حلقات القُرّاء، وإظهار عناية المسلمين بمسجدهم المبارك، ودعم صمود المقدسييّن في القدس الشريف تلافياً لأية صراعات سياسية، وإثبات خطأ الذين يدّعون أن المسلمين غير آبهين بالحرم الشريف ونصرته.
بالنسبة لنا كأردنيين يواصل الأردن ملكاً وحكومة وشعباً دعمهم لصمود أشقائنا في فلسطين والقدس خصوصاً، فضلاً عن الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية بالمدينة المقدسة، ولهذا تبرز تلك الوقفية المسؤولية التاريخية والدينية لصاحب الوصاية على الأماكن المقدسة في القدس جلالة الملك عبدالله الثاني، ورعاية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس وحمايتها، وتثبيت عروبة القدس وأهلها، وتعزيز صمودهم على أرضهم، كما تبرز الوقفية، ارتباط الهاشميين تاريخياً، عبر الأجيال، بعقد شرعيّ مع مقدساتنا في القدس، فحفظوا لها مكانتها، ضمن رعاية وخدمة متواصلتين، باستنادهم إلى إرثٍ ديني وتاريخي مرتبط بالنبي العربي الهاشمي محمد صلّى الله عليه وسلم.
لهذا جاءت هذه الوقفية لترسخ مكانة المسجد الأقصى كمنارة للعلم امتد تأثيرها لنواح متعددة، حيث كان مركزاً لتدريس العلوم الإسلامية، وهو أول معهد إسلامي في فلسطين، وكان في القرون الأربعة الأولى للهجرة المعهد العلمي الكبير والوحيد في القدس، وتستند الوقفية أيضاً إلى جمع التبرعات من مختلف القيادات والمؤسسات والأفراد، أكان محلياً أو خارجياً، ووضعها كوديعة وقفية تكفي عوائدها،عبر نظام المرابحة الإسلامية، لتغطية مكرّمات ألف قارئ وقارئة موزعين في مئة حلقة داخل المسجد الأقصى والحرم القدسي الشريف، تحديدا مسجد قبة الصخرة المشرفة طيلة أيام الأسبوع.
لسنا نحن فقط من يحملون على عاتقهم التكاليف المرهقة سياسيا واقتصاديا لمجابهة كل الأخطار التي تستهدف القدس الشريف، بل على العالم الإسلامي أيضا أن يقف وقفة جادة لدعم صمود المقدسيين والفلسطينيين كما يقف الأردن، ولهذا جاءت هذه الوقفية لتدق جرس إنذار للعالم كله بأن التهديد محيق بالقدس، ومن هناك جاءت مبررات ولادة الوقفية لتسلط الضوء على ما يجري في القدس الشريف وبقية مدن فلسطين، ودعم الوقوف في وجه المحاولات التي تستهدف عزل المسجد الأقصى المبارك في أخر 10 سنوات عن بعده الإسلامي، ومنع معظم المسلمين من حق الوصول اليه والصلاة فيه في محاولة علنية ومبطنة لتفريغه من المسلمين واستهدافه بانتهاكات كثيرة كالتالي:
الحملة الأمنيّة والقانونية الإسرائيلية الممنهجة لتهويد المسجد الأقصى المبارك، المخططات العلنية والسرية للمتطرفين اليهود ونشطاء سياسيين لهدم المسجد الأقصى وبناء هيكل اليهود المزعوم مكانه، محاولات اقتطاع أجزاء من المسجد الأقصى واحتلال بعضها، مثل المدرسة العمرية وغيرها، تزايد عدد المقتحمين من المتطرفين اليهود والسياح غير المسلمين الذين يتم ادخالهم بحماية الشرطة الإسرائيلية، حيث تضاعفت أعدادهم أكثر من 10 أضعاف وبمرافقة أدلاء سياحيين يهود يشرحون عن المسجد على أنه هيكل يهود خصوصاً منذ عام 2010، ومن هنا على الأمّة العربية والإسلامية أن تلتف حول قضيتهم الكبرى لحماية ودعم القدس مسرى الرسول محمد ومهد السيد المسيح ومهوى أفئدة المؤمنين حول العالم، فهي مدينة السلام المجروحة.
Royal430@hotmail.com
ومنذ ذلك الحين لا زالت القدس مهوى قلوب مليارات العالم، ليس المسلمون وحدهم بل والطوائف الدينية الأخرى، وما كانت القدس لتبقى صامدة لولا دخول الجيش الأردني للمدينة 1948 وحمايتها، وكان ذلك عهد الملك المؤسس والملك طلال ثم الحسين، وأخيرا حمل الراية الملك عبدالله الثاني الذي ما زال يدافع ويتحمل الضغوطات و يقفز عن المحبطات والأشواك السياسية لتبقى القدس شامخة بمساجدها ومآذنها وكنائسها، لأنها مدينة السلام وحاضنة الوئام العالمي، وخلال عقدين من الزمن تواصل الدعم الملكي للقدس بما ناف عن اثني مليار دينار للإعمار والأوقاف والحراسة وكل ما يحتاجه المسجدان الأعظمان.
اليوم علينا أن نفخر بأن مشاريع الوقف الإسلامي في القدس لا تزال مشمخرة تطاول سماء المبغضين والعتاة، ومن هناك جاء التكريم الملكي برعاية جلالة الملك لوقفية المصطفى لختم القرآن الكريم، التي وشحت بتوقيع جلالة الملك، وتم تسجلها في المحكمة الشرعية لدائرة قاضي القضاة الأردنية، كما أودعت للتنفيذ في الإدارة العامة لأوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى المبارك وحفظت في محكمة القدس الشرعية، كتعظيم لأهمية وواجب إعمار المسجد الأقصى المبارك عمارة إيمانية بشرية، وإحياءً لسنة الرسول محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم.
تشكل الوقفية نداءً لحماية القدس والمسجد الأقصى المبارك والدفاع عنهما، وهذا لا يستوي إلا أن يدرك الجميع أنها واجبة على كل مسلم كي يكون متعلقاً بالقرآن الكريم تلاوة وتدبّراً، وتأتي هذه الوقفية كواحدة من عشرات مشاريع إعمار المسجد الأقصى والحرم القدسي الشريفين عمارة إيمانية صادقة بغيتها الحفاظ على الهوية الإسلامية للمسجد الأقصى المبارك ودوام إعماره وصيانته ودعم صمود المصليّن فيه، حيث جاء الدعم الملكي ليعزز أهدافا ساميّة، يتقدمها إحياء سنة الوقف الإسلامي للحفاظ على المسجد الأقصى وإعماره بقراءة القرآن الكريم ضمن حلقات القُرّاء، وإظهار عناية المسلمين بمسجدهم المبارك، ودعم صمود المقدسييّن في القدس الشريف تلافياً لأية صراعات سياسية، وإثبات خطأ الذين يدّعون أن المسلمين غير آبهين بالحرم الشريف ونصرته.
بالنسبة لنا كأردنيين يواصل الأردن ملكاً وحكومة وشعباً دعمهم لصمود أشقائنا في فلسطين والقدس خصوصاً، فضلاً عن الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية بالمدينة المقدسة، ولهذا تبرز تلك الوقفية المسؤولية التاريخية والدينية لصاحب الوصاية على الأماكن المقدسة في القدس جلالة الملك عبدالله الثاني، ورعاية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس وحمايتها، وتثبيت عروبة القدس وأهلها، وتعزيز صمودهم على أرضهم، كما تبرز الوقفية، ارتباط الهاشميين تاريخياً، عبر الأجيال، بعقد شرعيّ مع مقدساتنا في القدس، فحفظوا لها مكانتها، ضمن رعاية وخدمة متواصلتين، باستنادهم إلى إرثٍ ديني وتاريخي مرتبط بالنبي العربي الهاشمي محمد صلّى الله عليه وسلم.
لهذا جاءت هذه الوقفية لترسخ مكانة المسجد الأقصى كمنارة للعلم امتد تأثيرها لنواح متعددة، حيث كان مركزاً لتدريس العلوم الإسلامية، وهو أول معهد إسلامي في فلسطين، وكان في القرون الأربعة الأولى للهجرة المعهد العلمي الكبير والوحيد في القدس، وتستند الوقفية أيضاً إلى جمع التبرعات من مختلف القيادات والمؤسسات والأفراد، أكان محلياً أو خارجياً، ووضعها كوديعة وقفية تكفي عوائدها،عبر نظام المرابحة الإسلامية، لتغطية مكرّمات ألف قارئ وقارئة موزعين في مئة حلقة داخل المسجد الأقصى والحرم القدسي الشريف، تحديدا مسجد قبة الصخرة المشرفة طيلة أيام الأسبوع.
لسنا نحن فقط من يحملون على عاتقهم التكاليف المرهقة سياسيا واقتصاديا لمجابهة كل الأخطار التي تستهدف القدس الشريف، بل على العالم الإسلامي أيضا أن يقف وقفة جادة لدعم صمود المقدسيين والفلسطينيين كما يقف الأردن، ولهذا جاءت هذه الوقفية لتدق جرس إنذار للعالم كله بأن التهديد محيق بالقدس، ومن هناك جاءت مبررات ولادة الوقفية لتسلط الضوء على ما يجري في القدس الشريف وبقية مدن فلسطين، ودعم الوقوف في وجه المحاولات التي تستهدف عزل المسجد الأقصى المبارك في أخر 10 سنوات عن بعده الإسلامي، ومنع معظم المسلمين من حق الوصول اليه والصلاة فيه في محاولة علنية ومبطنة لتفريغه من المسلمين واستهدافه بانتهاكات كثيرة كالتالي:
الحملة الأمنيّة والقانونية الإسرائيلية الممنهجة لتهويد المسجد الأقصى المبارك، المخططات العلنية والسرية للمتطرفين اليهود ونشطاء سياسيين لهدم المسجد الأقصى وبناء هيكل اليهود المزعوم مكانه، محاولات اقتطاع أجزاء من المسجد الأقصى واحتلال بعضها، مثل المدرسة العمرية وغيرها، تزايد عدد المقتحمين من المتطرفين اليهود والسياح غير المسلمين الذين يتم ادخالهم بحماية الشرطة الإسرائيلية، حيث تضاعفت أعدادهم أكثر من 10 أضعاف وبمرافقة أدلاء سياحيين يهود يشرحون عن المسجد على أنه هيكل يهود خصوصاً منذ عام 2010، ومن هنا على الأمّة العربية والإسلامية أن تلتف حول قضيتهم الكبرى لحماية ودعم القدس مسرى الرسول محمد ومهد السيد المسيح ومهوى أفئدة المؤمنين حول العالم، فهي مدينة السلام المجروحة.
Royal430@hotmail.com
مدار الساعة ـ نشر في 2022/12/12 الساعة 01:22