لماذا وكيف ومتى.. ألغى الفايز زيارته لقطر؟!
مهما كانت الإجابة عن الأسئلة في العنوان، فهي ليس لها علاقة لا من قريب ولا من بعيد، بمتانة أو ضعف والتباس العلاقات السياسية بين الأردن وقطر..
دعونا اولا نقلل من شأن مثل هذه الزيارة؛ بل نضعها في مكانها الطبيعي، فمن الطبيعي جدا أن توجه دولة قطر دعوات للزعماء وللسياسيين وحتى للناشطين والأصدقاء، بحضور مباريات المونديال التي أوشكت على النهاية، ومساء الخميس، ضجت الأردن بتسريب خبر يفيد بأن رئيس مجلس الأعيان دولة فيصل الفايز يرافقه رئيس مجلس النواب أحمد الصفدي، يهمان بزيارة لدولة قطر لحضور مباراة المغرب والبرتغال، وإنني شخصيا امتعضت من الخبر، وليس من الزيارة، فهو ليس بالخبر المهم ليتم نشره وتقديمه على أخبار أخرى.
طبيعي ان تجري دعوة ممثلي مجلس الأمة من قبل مجلس الشورى القطري، فهي دعوات مجاملة لا أكثر، وتلبيتها تعد احتراما لمن وجه الدعوة، وهي زيارة عادية وغير مهمة لو حدثت، لكنها ليست كذلك حين يتم إلغاؤها، إذ يصبح الإلغاء بحد ذاته خبرا، وبيئة مناسبة لطرح الأسئلة من قبل (العالم اللي مش لاقية الها شغلة سوى انتهاز الفرص للتشكيك بالعلاقات الأردنية القطرية)، وقد قرأت بعض هذه التساؤلات في صحف اخبارية وتحليلات، بل ووصلتني مسجات، تتضمن اخبارا تتقصى سبب الغاء الزيارة، وربطها بعدم استقرار العلاقة بين البلدين الشقيقين، ويحلق المحلقون المسكونون بالتشكيك، والمغرمون بصناعة ثم بث الإشاعة، في هذه البيئة المدججة بأسئلة متكلفة.
قالوا بأن علاقاتنا مع قطر ليست بخير، وأن «توجيهات عليا» للفايز، هي التي دفعته لإلغاء الزيارة، وتم اعتبار هذه التوجيهات هي بمثابة تعليمات «ملتبسة « تبين عدم استقرار العلاقة السياسية بين الأردن وقطر، وتحدثوا تأكيدا على جعل التشكيك حقيقة، حين أوردوا أن القوة الأمنية الأردنية المشاركة في تأمين ملاعب مباريات المونديال، وساحات الجماهير، عادت أمس الأول «السبت»، ولن تكمل عملها.
الفايز لو صح خبر وجود الزيارة، فهو يلبي دعوة رسمية عادية، وعدم تلبيتها يصبح مريبا، وقابلا للحديث، أما حين تفيض الشبكة بالمواقف والانتقادات والتهجم على الفايز والصفدي، فمن الطبيعي أن يمتنعا عن تلبية الزيارة.. وموضوع عودة القوة الأمنية المشاركة بتأمين المونديال، فهي أيضا عادية، وقطر دولة فيها جيش وأمن، ويمكنها التعامل مع مباراة كرة قدم، فكل المباريات المتبقية هي 4 مباريات، وتجري كل مباراة في يوم، ويمكن للأمن القطري اكمال المهمة، ولا أتخيل أن كل القوى الأمنية المشاركة في تأمين المونديال والقادمة من خارج قطر، بالإضافة للقوى القطرية، يمكنها الاجتماع لتأمين مباراة واحدة.. يعني «ما فيه الهم شغل ولا مكان في الملعب».
مثل هذا التشكيك والاشاعات تسيء لمن يطلقها وتعبر عن سطحيته.. فهي ليست مقاييس لتقييم علاقات سياسية بين دولتين شقيقتين.