موشيه شاريت أحد الذين أفنوا أعمارهم في تأسيس الكيان الصهيوني
بدأت الحرب الروسية الأوكرانية بتاريخ 24/2/2022 وما زالت مستمره حتى كتابة هذه المقالة. والغريب في الأمر والذي لاحظه معظم الناس في العالم، هو وقوف معظم الدول العظمى في العالم وغيرها مجتمعة مع القيادة الأوكرانية، لماذا؟!. هذا الموضوع جعلني أعود لقراءة تاريخ بعض قيادات الكيان الصهيوني ومواطنهم الاصلية، الذين افنوا سنين أعمارهم وبذلوا الغالي والرخيص في العمل الدؤوب لتاسيس كيان لبني جلدتهم، فوجدت أن أصل معظم تلك القيادات الصهيونية من أوكرانيا وبولندا جارة أوكرانيا فمثلا، جولدا مائير من كييف عاصمة أوكرانيا، وكذلك موشيه ديان والديه هاجروا من أوكرانيا إلى فلسطين وغيرهم العديد. ولكن في مقالتي هذه سلطت الضوء علىموشيه شيرتوك (والذي غير إسمه للعبرية شاريت)، من مواليد خيرسون بأوكرانيا عام 1894 في زمن الإتحاد السوفياتي، والده يعقوب شيرتوك وأمه بنيا ليف. هاجر وعائلته الى فلسطين عام 1908 واستقر في قرية عين سينيا بين نابلس والقدس ثم انتقل مع عائلته إلى تل أبيب عام 1908. وكان موشيه وأخته ريفكا من تلاميذ خريجي الفوج الأول في المدرسة الثانوية "هرزيليا جيمانزيم" العليا وهي أول مدرسة عبرية أنشئت في فلسطين. تعلم موشيه شاريت اللغة العربية ودرس اللغة العبرية، وانتقلت عائلته في عام 1910 للإقامة في مستوطنة "بيت أهوزت" داخل حيفا التي أصبحت فيما بعد النواة الأولى لمدينة تل أبيب. سافر في عام 1913 لدراسة الحقوق في اسطنبول، لكن دراسته توقفت مع اندلاع الحرب العالمية الأولى. تجند في ربيع 1916 في صفوف الجيش العثماني، وبعد أن أنهى كلية الضباط في اسطنبول خدم كضابط ومترجم. مع انتهاء الحرب تم تعينه مساعدا لمخلص الأراضي يهوشوع حنكين في إطار البعثة الصهيونية، وخلال تلك الفترة عمل مع كل من دوف هوز وإيلياهو غولومب، اللذين تزوجا لاحقا من أختيه ريفكا وعادا.
كان موشيه شاريت نشيطا في حزب "أحدوت هعافوداه" منذ يوم تأسيسه، وفي منظمة "الهاجانا" التي لعبت دورا كبيرا في تهجير اهل فلسطين من قراهم ومدنهم إلى قرى ومدن أخرى داخل فلسطين وإلى الأردن. عمل ضمن وكالة يهودية متخصصة في شراء الأراضي في فلسطين والدول العربية. بعد ذلك سافر إلى إنجلترا لدراسةض الاقتصاد السياسي خلال الفترة من 1922-1924 ثم عاد إلى فلسطين وبعد إنشاء دولة الكيان عام 1948 ترأس المجلس التنفيذي للمنظمة الصهيونية العالمية. خلال فترة رئاسة دافيد بن غوريون للحكومة المؤفتة عمل وزيرا لخارجية الكيان وإستمر وزيرا لخارجية الكيان في جميع حكومات إسرائيل حتى عام 1956. خلال توليه الخارجية عمل من أجل إقامة علاقات متميزة بين دولة الكيان ودول العالم، وأدار الكفاح السياسي في الأمم المتحدة، حتى المصادقة على مشروع التقسيم بأغلبية ثلثين في الجمعية العمومية للأمم المتحدة في 29 تشرين ثان/نوفمبر 1947. كما نجح في إدارة النضال لقبول دولة إسرائيل عضوا كاملا في الأمم المتحدة. وكانت أحد أكبر إنجازاته توقيع اتفاقية التعويضات مع ألمانيا الغربية في كانون ثان/يناير 1954. بعد استقالة بن غوريون من الحكومة، انتخب شاريت لكي يشغل منصبه لفترة قصيرة. إلا أنه حصل خلافات بينه وبين وزير الدفاع بنحاس لافون ورئيس هيئة الأركان موشيه ديان آنذاك، حول مسائل في مجال السياسة الأمنية. وفي أعقاب كشف النقاب عن شبكة تجسس تخريبية صهيونية في مصر، اضطر لافون إلى الاستقالة، وعاد دافيد بن غوريون ليشغل منصبه. وبعد ذلك استقال شاريت من عمله السياسي وأصبح رئيسا لدار النشر "عام عوفيد" التابعة لنقابة العمال ورئيس المؤسسة التربوية – النظرية "بيت بيرل". في عام 1961 انتخب رئيسا للمنظمة الصهيونية العالمية ورئيسا للوكالة اليهودية، وأشغل هذين المنصبين حتى وفاته في عام 1965 عن عمر 71 عاما قضى معظمها في تأسيس دولة الكيان. ترك موشيه شاريت خلفه زوجته تسيبورا (التي توفيت في عام 1973)، وابنين (يعقوب وحاييم)، وابنة (ياعيل). أتساءل هل مر أو وجد بين أهل فلسطين خلال كفاحهم قيادات مخلصة ومتفانية لبني جلدتها كموشيه شاريت أو غيره من الصهاينة؟!.