“يمينك سيدي الشيخ”
أحد الزملاء الكرام ومع كل حدث يستدعي كان يروي لنا مقولة او حكاية من بعض القرى بطلها شيخ ضرير كان يتنقل في طرقات القرية، وكانت طرقات لا تخلو من حفر لا يراها الشيخ الضرير، وكان بعض الخبثاء من اهل القرية اذا شاهدوا الشيخ يسير في الطريق قريبا من إحدى الحفر يرفعون صوتهم منادين عليه “يمينك سيدي الشيخ” إلى حيث الحفرة ليسقط فيها.
وفي عالم العلاقات السياسية والاجتماعية وحول كل صاحب مسؤولية تنفيذية دائما هنالك أشخاص ينادون عليه في إدارته لقضايا إدارته ومسؤلياته ” يمينك سيدي الشيخ “، يقولونها بأشكال مختلفة عبر استشارات او ممارسات لكنها في النهاية ترسل بالمسؤول إلى الحفرة اي الخطأ او فعل امر في غير مكانه او قرار يغضب الناس .
من يدعون المسؤول إلى الحفرة دوافعهم اما ضعف القدرات وقلة الخبرة والرعونة في العمل او أشخاص يعملون بنوايا سيئة تجاه المسؤول حتى لو كانوا من فريقه او محاسيبه، وفي النهاية فالمحصلة واحدة وهي السقوط في الحفرة.
وأحيانا لايحتاج بعض انواع المسؤولين إلى من يدفعهم للسقوط بالحفرة لأنهم يقومون بهذا بأنفسهم، فالعناد والمكابرة وقلة الخبرة او الفوقية التي تبنى على ضعف القدرات قد تأخذ صاحبها إلى الحفر واحدة بعد أخرى، واحيانا يكون المسؤول التنفيذي سبب نزوله في الحفر لانه لا يسمع لأصحاب الرأي السديد ويعتقد انه صاحب الرأي الذي لامثيل له.
من نصائح لقمان الحكيم لابنه ” اجعل عقل غيرك لك بالمشورة”، لكن ليس كل صاحب او ابن شلة او علاقة او مصلحة او ليالي السهر والضحك يصلح لهذا المكان، لأن المواصفة واضحة ” القوي الأمين ” اي الصادق القادر، ولهذا عندما تغيب المواصفة عن فريق اي مسؤول تنفيذي يعمل كل شخص لمصلحته، وربما تكون عيون بعضهم على مكان المسؤل ليحلو مكانه بعد سقوطه في إحدى الحفر.
راقبوا كل صاحب مسؤولية تنفيذية لتروا كيف يسير بين الحفر، فإن كان كثير العثرات والأخطاء قليل الانجازات فاعلموا ان كثيرا ممن هم حوله يدفعونه بضعف قدراتهم او سوء نواياهم واعمالهم او بعناده وفوقيته نحو حفر الطريق حتى يصل إلى الحفرة التي لا يستطيع مغادرتها..