من يقصد عبدالهادي راجي من الإعلاميين والصحفيين الأردنيين

عبدالهادي راجي المجالي
مدار الساعة ـ نشر في 2022/12/08 الساعة 01:15
حزب الدايت
.... هناك انشقاق في الوسط الإعلامي الأردني ...
وهذا الانشقاق كنت المحه وأعرف تفاصيله من خلال المؤتمرات والندوات، التي تحدث هنا أو في الخارج ....وفيما بعد ترسخ وتطور هذا الانشقاق وتمخض عن صفين أو شقين أو حزبين :
الحزب الأول : هو حزب (الدايت) فحين كنا مثلا نجتمع على وليمة , كان لابد من قيام بعض الزملاء بملء اطباقهم بالسلطة فقط , والحديث عن وزنهم ..وعن اهمية الابتعاد عن اللحوم ..وكانت الولائم عبارة عن نصائح غذائية.
الحزب الثاني : هو حزب (الغماس) .. وهذا الحزب كنت امثله بكل تجلياته , كان لابد من الحصول على كميات هائلة من الخبز والبحث عن أي شيء قابل (للغماس) .. وهذا التيار غالبا ما يكون متسلحا بالكرش , ولا يأبه لنصائح الزميل (....) ..مثلا .
حزب (الدايت) .... الان يهاجم بشر الخصاونة بكل الأدوات المتوافرة , فهو أيضا يؤمن (بالدايت ) السياسي , وغالبا ما يلجأ إلى (تويتر) باعتباره منصة العالم الراقي , ويقلل من الفيس بوك باعتباره منصة ( الشوفيرية ) أمثالي , وغالبا ما يعتقد نفسه بأنه هو من يسقط الحكومات وهو من يؤمن لها الاستمرارية , وهو يتعاطى مع الجسم الحكومي باعتباره صحن حساء مليئا بالكوليسترول ويجب الابتعاد عنه ...ويتعامل معه باعتباره (ئرف) , ويمثل حالة (يععع) بامتياز .
بالمقابل حزب (الغماس) يراقب المشهد , وهو يعرف جيدا ..كيف أن حكومة سابقة مثلا كانت (دايت سياسي) بامتياز , ويعرف كيف تكونت تحالفات الطبق الواحد , وتحالفات ..سلطة (السيزر) , وتحالفات الشوكة والسكين , وكيف أن فئة كانت تبحث عن مصالحها أكثر من مصالح الناس .
أنا لا أريد الانخراط في الدفاع عن حكومة بشر , ولكني منخرط في تفسير ظاهرة غريبة عجيبة في الإعلام الأردني , ظاهرة الفوقية الإعلامية ...ظاهرة اعتقاد البعض أن تويتر يستطيع اسقاط حكومة في الأردن , وأن جلسة في مطعم راق بعمان قادرة على تشكيل تحالفات مع السلطة وتحريض النواب ...ظاهرة تولدت وترسخت تحت قاعدة المصالح ليس تحت تحت قاعدة الإعلام الوطني الحر والمستقل.
أنا كان بامكاني منذ العام (2000) أن اذهب للخارج لعواصم النفط مثلا ..كان بامكاني أن احصل على عقد بأجر كبير , كان بامكاني أن أقوم بتأسيس مركز ممول للثرثرة وادعو ثلة من السفراء, كان بامكاني أن (ادحش) جيوبي من التمويل , كان بامكاني أن اسجل في (جيم) واقدم للزملاء نصائح غذائية ...كان بامكاني , أن استفيد من التحالفات هنا وهناك ..لكني اخترت أن ابقى على علاتي مبتلى بالجنون ويحكمني القلب ..وتحكمني الكرك والتراب الحر الندي , ولا تحكمني الشلل هنا أو هناك .
صدقوني ان ما يدور في الإعلام تحت مسمى المصلحة الوطنية والخوف على البلد ..ليس سوى مصالح مغلفة بعناوين براقة , ونحن حزب (الغماس) نخاف من الانخراط في الدفاع عن حكومة أو شخص , لأن الشارع يعتقد أن حزب ( الدايت) ...وحزب (تويتر) يحب البلد أكثر منا .
هذه مهنة نصفها خداع .. والنصف الاخر مجرد صمت.
abdelhadi18@yahoo.com
مدار الساعة ـ نشر في 2022/12/08 الساعة 01:15