البطاينة يكتب: التنظير الحزبي والشباب

د. رافع شفيق البطاينة
مدار الساعة ـ نشر في 2022/12/07 الساعة 21:31
يجلسون على المنصات على كراسي فخمة، ويعتلون أعلى المناصب، ويتقلبون ويتنقلون من منصب لآخر، ويتقاضون رواتب عالية، بعضهم يتقاضى راتبا، والبعض الآخر يتقاضى راتبين وربما أكثر، يركبون سيارات فخمة حديثة بعضها جيب، والبعض الآخر مرسيدس أو أنواع أخرى لا نعرف نوعها أو منشأها، ينظرون على الشباب المتعطل عن العمل عن الحزبية وأهدافها وأهميتها وأن لا مستقبل لهم دون الانضواء تحتها، شباب بعضهم يحمل شهادات عليا أو متوسطة، الغالبية منهم لا يعمل، والبعض الآخر لا يملك ثمن مصروفه أو تنقلاته، أو قوت يومه، يتحدثون عن برامجهم لحل قضايا الشباب من الفقر والبطالة بشكل خاص، وقضايا الوطن بشكل عام، نسمع ضجيجهم ولا نرى طحنهم، قضايا وطنية عديدة مطروحة على الساحة الوطنية لا نسمع رأيهم ولا بياناتهم ولا مواقفهم تجاهها، غلاء فاحش، ارتفاع أسعار الطاقة بشكل جنوني، شباب منتشرين على الجسور هنا وهناك من أجل الانتحار، رجال وآباء ونساء تبكي على هواتف المحطات الاذاعية الفضائيه من الجوع والبرد وفواتير الكهرباء والماء المتراكمة عليهم، ومنهم من قطعت عنه هذه الخدمة، يستجدون المذيعين لعل وعسى أن يسمع صوتهم من يغيثهم، ويتبرع لتسديد رسوم هذه الفواتير، أو أقساط رسوم دراسة أبنائهم الجامعية غير المتوافرة في جيوبهم، وما زالوا يتحدثون عن مستقبل الحزبية وأهميتها أمام الشباب الصامت الذي لا حول ولا قوة له، ينضم بعض الشباب للأحزاب، في الوقت الذي يستقيل منها بعض القيادات الحزبية لسبب أو لآخر، ألم يحن الوقت لهذه الأحزاب للانتقال من التنظير الحزبي للعمل الحقيقي في الميدان، كفى بالله عليكم فنحن نعرف الأحزاب وأهميتها وأهدافها ومستقبلها وووووووالخ، لا نريد منكم صنع المعجزات، ولكن نريد منكم تطبيق العدالة والمساواة بين كل شباب الوطن على قاعدة لا فرق بين أبناء الذوات والواسطات وبين أبناء وشباب الوطن الأكفاء فقط، وأن تسحبوا كراسي السلطة من تحت أجساد غير الأكفاء ومن جلس ويجلس عليها بالواسطة والمحسوبية بغير حق على حساب الفقراء، وختاما نقول لكم نحن مع الأحزاب ولسنا ضدها، ونريد إنجاح الحياة الحزبية، والمشاركة فيها، ولكن شريطة أن نكون فاعلين بها وليس مجرد أرقام لغايات الترخيص والتباهي بنا، أو تلبية شروط قانون الأحزاب، نريد أن نبدأ البناء والتأسيس معكم، وليس بعدكم، نريدكم أن تسمعونا، لا أن نكون مستمعين لكم مجرد آذانا صاغية، هل فهمتونا؟ نأمل ذلك، وللحديث بقية.
مدار الساعة ـ نشر في 2022/12/07 الساعة 21:31