الاستقامة الوطنية وتأثيراتها
الاستقامة الوطنية تأتي أولاً وقبل كل شيء من السلوك المجتمعي (الافراد) والمؤسسي للدولة وتحت مظلة العقيدة والأخلاق والادمية الى جانب العادات والتقاليد، ويجب أن تشمل كل مناحي الحياة ومجالاتها وكياناتها، لتتشكل بالنهاية منظومة الاستقامة الذاتية للفرد وعندها ستبنى منظومة الاستقامة الوطنية التي سيحكمها ثوابت الوطن بسلوك النزاهة والعفة والمصداقية والإخلاص، سواء على مستوى المصلحة الشخصية او العامة للوطن، ودون أن تطغى الأولى على الثانية أو العكس، وهنا يمكن تسكير أبواب الفساد بكل أنواعه.
ان منظومة الاستقامة هي الحاكمية الرشيدة للفعل وردة الفعل لكل أداء أو عمل فردي وجمعي وطني يبعد عن ممارسة الانحراف والشوائب سواء العائلية أو الحزبية أو القبلية وعلاقات الصداقة وغيرها والتي بها يتم تجاوز مصلحة الوطن وتخريب ونهش الثقة الوطنية والتي نسعى جاهدين للحفاظ عليها لأنها رأس المال الحقيقي لتقدم الوطن وقوته ووجوده.
ان الاستقامة هي الولاء الوطني كمبدأ دائم وليست منفعة تنتهي بانتهاء النفع، وهي ليست مجموع أفكار من هنا وهناك انما هي سلوك وافعال عملية يجب أن نراها على أرض الواقع بحيث من خلالها ينشأ السلوك الأخلاقي الوطني المطابق للفطرة الأردنية والقناعة لتحقيق الامن الاجتماعي بكل ما فيه من مودة ووفاء ومصداقية، والاستقامة تعني أن أفراد المجتمع سيتبعون الطريق الصحيح في الحياة والابتعاد عن كل ما هو مفسد وفاسد، ولن يمارسوا طرق النفاق والمجاملة وجلد الذات أو الانتقام وتعكير الحياة باستخدام ظل ظلام وسائل التواصل الاجتماعي وسهولة استخدام التكنولوجيا الحديثة والاعتقاد بانها أمنة وهي ليست ببعيدة لا عن الله سبحانه ولا عن الناس، ان هذا كله هو الذي سيكون له التأثير الإيجابي الكبير على الفرد والمجتمع بحيث تصبح العلاقات بين الناس واضحة وصادقة ويكون المجتمع نقياً طيباً خاليا من المشاكل الاجتماعية والأخلاقية، قال تعالى (وَأَلَّوِ ٱسْتَقَٰمُواْ عَلَى ٱلطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَٰهُم مَّآءً غَدَقًا)؛ فمن آثار الاستقامة أن الله سبحانه وتعالى يصبغ على المجتمع الرخاء والبركة ويتراحم افراد المجتمع فيما بينهم ويسود النظام والنظافة الاجتماعية الوطنية.