شتائم
أنا اشاهد المباريات, كلها أشاهدها.. وانفعل حين تأتي فرصة ضائعة, وحين يتلكأ المهاجم في التسديدة.. لكن ما يزعجني انفعالات جيراني على الطاولة المجاورة, بعضهم يشتم عائلة اللاعب.. وما علاقة عائلته؟ وبعضهم يشتم عطوفة الوالدة... البارحة مثلا والدة (نيمار) تعرضت لشتيمة قاسية من المشجع الذي يجلس جانبي.
الأصل أن كرة القدم لعبة تحصل من خلالها على متعة المشاهدة, ولكنها لدينا تختلف فعلى ما يبدو أنها تمنح المشاهد.. متعة استخراج الرصيد البذيء من الشتائم, تخيلوا حتى الصبايا الجميلات اللواتي حضرن لمشاهدة المبارة خرجن عن المألوف.. واحدة منهن قالت عن ميسي حين أضاع الكرة: (يا أهبل)... ميسي (أهبل)؟ وواحدة أخرى.. قالت عن لاعب أرجنتيني: (شو مالو هادا شكلو.. مش متغدي اليوم).
لا أنفي أن بعض البصقات تنطلق اتجاه الحكم, ولا أنفي أيضا... أن عائلة الحكم تحظى بأوصاف خادشة للحياء..
ثمة (أراجيل) تسقط, وبعض الفحم يتطاير... وفناجين قهوة تسكب على الطاولات, وهمس بين صبيتين يندلع في استراحة الشوطين تخاطب واحدة فيها الأخرى قائلة: (مالو أبو كرش هادا الأهبل بتطلع علينا)... بالطبع المقصود أنا, وللعلم أنا لم أكن انظر لأحد ولكني كنت ابدي امتعاضي من مشهد الصراخ وأكواب القهوة التي تنسكب, وفي النهاية قررت أني لم اسمع شيئا.. ولكني نظرت قليلا لكرشي وقلت: (الله يخزيك وين ما انروح فاضحني)..
على كل حال كأس العالم فرصة مهمة للحصول على المتعة, ومهمة أيضا في استخراج كامل الرصيد المحلي من الشتائم, والصراخ, ورمي فناجين القهوة.. واستهلاك أكبر كم من الدخان.. وتذكير عبدالهادي راجي.. بأنه: (ابو كرش).
abdelhadi18@yahoo.com