الزيود يكتب: إبراهيم العجلوني.. المثقف الهادئ
غادرنا إلى دار الحق فجر اليوم الكاتب الأستاذ إبراهيم العجلوني،
عرفته منذ زمن من خلال مقالته اليومية في صحيفة الرأي والتي كان يكتبها في زاوية "أفق"، عمل في وزارة الثقافة حيث كان مكتبه صالونا للشعراء والكتّاب ، وأذكر في شهر كانون ثاني من ١٩٩١ أني زرته برفقة حبيب الزيودي وجلس معنا يومئذ معالي أ. طه الهباهبة..
كتب أكثر من ٤١ كتابا ما بين الشعر والأدب والنقد والفكر والمقالة، عمل في الإذاعة الأردنية وفي الجامعة الأردنية وترأس الكثير من هيئات تحرير مجلات معروفة مثل أفكار و المواقف ..
زارني في شهر كانون أول من عام ٢٠٢٠ في مكتبي في الجامعة، تمسك بيده ابنته المحامية "فاطمة"، يومها أراد تسجيلها في برنامج الماجستير في القانون، تحدث كثيرا عن واقع المثقفين والثقافة الأردنية وأهداني مجموعة من كتبه القيّمة، وأهديته مجموعتي القصصية " وحيدا كوتر ربابة ".
ثم تزاملنا السنة الماضية في اللجنة العليا لمكتبة الأسرة الأردنية دورة عام ٢٠٢١، وقد كان قليل الكلام ولكنه عميقا عندما يتحدث ، كان يمازحه معالي علي العايد وزير الثقافة آنذاك فيرد بابتسامة.
اقترح الصديق الكاتب حسين الرواشدة على اللجنة أن ننشر للعجلوني كتابا ضمن منشورات مكتبة الأسرة، فكان خجولا ونبيلا في حق نفسه.
يعود اليوم إبراهيم العجلوني إلى "الصريح" ليرتاح في مثواه الأخير، فقد كان قامة إبداعية أردنية، وقلما شريفا نظيفا، غادر بهدوء وقد ترك الأثر الطيب والسمعة العطرة، وعزاؤنا الكبير لنا ولأهله ومحبيه ولزوجته الشاعرة نرجس القطاونة وابنته فاطمة.