الانتصار في حروب كرة القدم

عدي مزهر
مدار الساعة ـ نشر في 2022/12/03 الساعة 16:32

تعتبر الرياضة روحا ثقافية تقرب المسافات بين الشعوب، الا إذا تشابكت ساحات الرياضة مع السياسة، فيمكن للرياضة أن تحل المشاكل السياسية للحكومات بين بعضها أو بين الحكومات وشعوبها.

ففي عام ١٩٧١ زار فريق كرة الطاولة الأمريكي الصين، وذلك بعد قطيعة حوالي ٢٠ عاما، وكان التصالح بين الدولتين هو نتيجة المباراة التي لا يذكر من فاز بها أصلاً، ومن هنا أصبح العالم يتحدث عن "دبلوماسية البينغ بونغ".

وفي ظل التطورات بين روسيا وأوكرانيا، فرضت العديد من المنظمات الرياضية الدولية، عقوبات على روسيا ورياضييها، في خطوة للتضامن الكامل مع الشعب الاوكراني، ومن أبرز هذه المنظمات اتحاد "الفيفا" والاتحاد الأوروبي لكرة القدم "اليويفا" اللذان أعلنا أنهما أوقفا جميع الفرق الروسية الدولية والأندية من مسابقاتها "حتى اشعار أخر"، بالإضافة الى الاتحاد الدولي للسيارات الذي حظر إقامة المسابقات في روسيا وبلاروسيا وحظر أعلام ونشيدي البلدين وقام بشكل مؤقت باستبعاد أعضاء الاتحادين الروسي والبيلاروسي من مسؤولياتهم وأدوارهم كمسؤولين منتخبين أو أعضاء في اللجان، كما فرضت عقوبات مشابهة من العديد من اللجان الرياضية الأخرى، كالاتحادات الدولية للتنس والسلة والشطرنج والبيسبول وغيرها.

ومع استمرار التطورات، ظهرت مجدداً طبيعة العلاقات بين الملاعب الرياضية والسياسية، وانقسم العالم الافتراضي بين مناهضين يدعون لإبعاد الرياضة عن السياسة للحفاظ على الحيادية ومؤيدين يرون أن هذا المزج مبرر وضروري وإنساني.

أما رئيس الاتحاد الدولي لألعاب القوى "سيباستيان كو" فيقول إن فرض عقوبات على الرياضيين بسبب تصرفات حكوماتهم يتعارض مع مبدأ الاتحاد الرياضي، الذي يدعو للحيادية والسلام وفصل السياسة عن الرياضة، ولكن في هذه الأوضاع الاستثنائية على الرياضة أن تنضم الى الجهود الدولية لأنها الطريقة الوحيدة لتعطيل الحرب واستعادة السلام.

ولو نظرنا في التاريخ لوجدنا أمثلة بارزة على تشابك الرياضة بالسياسة، ففي عام ١٩٤٨ أقيمت الألعاب الأولمبية الأولى في لندن، ولم تتم دعوة ألمانيا واليابان بسبب دورهما في الحرب العالمية الثانية، كما استبعدت أفغانستان في عام ٢٠٠٠ من دورة العاب "سيدني" بسبب تمييزها ضد النساء في ظل حكم طالبان.

مدار الساعة ـ نشر في 2022/12/03 الساعة 16:32