العناني يتحدث بجرأة: «حصار قادم على الأردن» إذا تفاقمت الأزمة الخليجية (فيديو)

مدار الساعة ـ نشر في 2017/08/01 الساعة 11:48

العناني: ليست وظيفتنا في الأردن على من نلقي اللوم في هذه الأزمة ولـ"نقلق على أنفسنا"

أرجو ألا يطلب أخواننا الخليجيون "كشف حساب" من الأردن

المقاطعة الاقتصادية تكلف قطر 5 إلى 7 مليارات دولار في السنة وهذا لا يعني الكثير

مدار الساعة - اسماعيل عُباده - لم يغب السؤال المحوري "هل نستطيع نحن في الأردن أن نحافظ على الموقف الحيادي اذا اشتدت الامور وتأزم الخليج اكثر فأكثر" عن بال نائب رئيس الوزراء السابق ورئيس الديوان الملكي الاسبق الدكتور جواد العناني، في ندوته التي عقدت مساء أمس في الجمعية الجمعية الأردنية للعلوم والثقافة.

هذا السؤال أتبعه الخبير والمحلل السياسي والاقتصادي العناني بجملة تساؤلات، حول المخاوف والارتدادات الاردنية من جراء الازمة الخليجية القطرية، مشيداً في الوقت نفسه بالسياسة الاردنية الحالية تجاه الازمة، ومطالبا "اخواننا الذين يتوقعون منا أن نكون الى طرفهم أن يفهموا أن الوقت الحالي ليس وقت طلب كشف حساب (تعال يا أردن ادفع الفاتورة التي عليك وأيّدني على حساب طرف آخر) فهذا سيكلفنا نحن كثيرا جدا".

وطالب العناني عقلاء العرب بالتدخل السريع لإنهاء الازمة، التي بدأت "صغيرة" و"كان من المفروض ان تنتهي.. ولكن اذا استمرت فإنها ستؤدي الى انتهاء مجلس التعاون الخليجي وهذا الامر في الوقت لا أحد مستعد له، حيث أن الخسائر ستكون كبيرة جداً على هذه الدول وستدخل في قطيعة أبدية مثلما هو حاصل الآن".

وقال "الخشية أن الصراع سيؤدي إلى انهيار سريع بدلاً من هبوط آمن، مما سيجعل دول الخليج ودول المنطقة في وضع اقتصادي لا تحمد عقباه".

وبالتالي، والكلام للعناني، "سيصير الاردن في ازمة ونصبح محاصرين ولا يعود لنا منفذ آمن لدول الجوار، بعد أن كان الخليج هو منفذنا الوحيد بعد الاحداث الجارية والاوضاع في سوريا والعراق وفلسطين".

من البداية

وعاد العناني في بداية حديثه، في الندوة التي تابعتها "مدار الساعة" إلى بدايات الازمة الخليجية وقال "الخلاف الأخير مع قطر بني في أساسه على محاصرة قطر اقتصادياً. وفي رأيي أن المسعى وحده لا يكفي، والفشل في قدرته على إرغام قطر من أجل تلبية المطالب الثلاث عشرة التي قدمت لها كان واضحاً، ولذلك، فإن هنالك خشية كبيرة أن يمتد الصراع الاقتصادي والحصار إلى حد القطيعة دون تصعيد عسكري. وهذا سوف يفت في عضد دول الخليج لأن إمكانات التمادي في العقوبات وردود الفعل سيكون مؤذياً.

وذكّر العناني بزيارة رامندرا مودي إلى إسرائيل، وكلاهما له أطماع في الخليج، وكلاهما له القدرة على الأذى الكبير إذا رأى الاثنان او أي منهما له مصلحة في تفكيك مجلس التعاون.

الكويت وعُمان ستلحقان بقطر

وأكد العناني أن لسلطنة عُمان ولدولة الكويت اعتبارات جيوستراتيجية قد تجعلهما في حالة خروج قطر مستعدتين للحاق بها".

على عقلاء العرب أن يتدخلوا

وتحت سؤال "ما هي المخاوف اذا استمرت هذه الازمة لفترة طويلة ولماذا يجب على عقلاء العرب أن يتدخلوا لإنهاء هذه الازمة"، قال العناني: نعرف ان دول الخليج لن تبقى مصدر الدخل لكل الدول المجاورة كما هي الحال الآن. فكان لا بد أن يأتي يوم نفطم نحن في الأردن وغيرنا من الاعتماد الكبير على اقتصاديات دول الخليج لكن هناك فرق كبير بين أن يحصل هبوط فجائي (مرة واحدة) وبين ما يسمى هبوط آني للعملية (شوي شوي) ما يعطي مجالاً وفرصة من أجل أن تكيّف أوضاعك مع الوضع الجديد.

وقال: نحن نعلم الآن أن المساعدات المجانية (التي بدون مقابل) في طريقها الى الانتهاء، وذلك لأن اقتصاديات دول الخليج بدأت تعاني من عجوزات فالصناديق السيادية والتي تبلغ موجوداتها 2.6 تريليون دولار آخذة في التآكل، "لانه عندما يحصل عجز في موازناتها نتيجة الحروب، ونتيجة الانفاق على تمويل المؤيدين وغيرهما هذا كله إنفاق سياسي زائد نفقات الحرب، زائد هبوط اسعار النفط نسبياً هذا كله في الاخير يجعل هذه الدول تعاني عجزا في موازناتها، والعجز يمول عن طريق تسييل الموجودات لدى الصناديق السيادية".

كيف يتأثر الاردن

يهمنا في الاردن، قال العناني، كيف سيتأثر الاردن بهذه الازمة اذا استمرت وما هي بدائلنا نحو ذلك؟

وأجاب: ان 60 إلى 65 بالمائة من دخلنا بالعملات الاجنبية يأتي من دول الحليج واذا تأثر هذا المصدر لا سمح الله تصير عندنا مشكلة، وهذا أولاً.

الامر الثاني: اذا استمرت ازمة الخليج ليس فقط في العلاقة الداخلية لكننا نعلم ان هناك ضغوطا على اقتصاديات دول الخليج ناجمة عن اسعار النفط وعن الحروب وغيرهما لكن اذا (تفكك) مجلس التعاون الخليجي فان الضغوطات الاقتصادية على دول الخليج سوف تزداد ويزداد معها البطالة والفقر في هذه الدول.

أمام هذه الحقائق، رأى العناني، أن دول الخليج ستقع في أزمة تشبه "ازمة الأردن".

وأوضح: "في الوقت التي يصير عندك فقر وبطالة تجد نفسك مضطرا للاقتراض وهنا توضع عليك شروط لا ترحم العاطلين عن العمل أو الفقراء وهنا يفرض عليك الدفع دون ان تكون قادرا على ذلك حتى تستمر في أخذ بعض الديون والتي ستقوم بسدادها بشروط اقسى".

هذه العقدة، ربما تواجهها دول الخليج لان كثيرا منها تتبنى سياسات تقشفية ما عدا قطر والتي يبلغ دخلها السنوي اكثر من 170 مليار دولار تصرف نصفه فقط فيما يذهب النصف الثاني للادخار، ولذلك لا تعني المقاطعة الاقتصادية لقطر الكثير فـ 5 إلى 7 مليارات دولار في السنة زيادة وهذا ليس مهماً كثيراً، وذلك لان قطر تعتمد على بيع الغاز، والذي يباع بعقود طويلة الاجل وليست قصيرة كالنفط ومن هنا قطر ضامنة ان اسواقها موجودة بينما الدول المعتمدة عل النفط تواجه الهبوط والصعود وما بينهما من تغيرات في الاسعار".

الأردن إلى أين يتجه في الأزمة؟

استرجع العناني في حديثه موقف لاردن من بدايات الأزمة وقال "طلبا من السفير القطري مغادرة الاردن، وهو الحد الأدنى الذي يمكن ان نعمله حتى لا تغضب علينا الدول الثلاث المحاصرة لقطر، والحد الاعلى الذي من الممكن ايصاله لقطر لاجل ان تتفهم موقف الاردن".

وشدد على أن الاردن كدولة يجب ان تحافظ على موقفها الحيادي من هذه الازمة، مع تأكيدها على ضرورة الوصول الى المصالحة واستخدام العقل والمنطق وتذكير اهلنا في الخليج بأن ما هم سائرون عليه سيضرهم أولا وسيضرنا نحن أيضاً.

والنقطة الثانية المهمة أننا في الاردن يجب أن نرقب إلى أين تذهب الازمة، وبخاصة في ظل مسارعة تركيا وايران وايضا روسيا والدول الأوروبية، إلى محاولة التدخل بها.

وقال: ازمة صغيرة كان من المفروض ان تنتهي ولكن اذا استمرت فإنها ستؤدي الى انتهاء مجلس التعاون الخليجي وهذا الامر في الوقت الحالي لا أحد مستعد له، حيث أن الخسائر ستكون كبيرة جدا على هذه الدول وستدخل في قطيعة أبدية مثلما هو حاصل الان، فيما سيصير الاردن في ازمة ونصبح محاصرين ولا يعود لنا منفذ آمن لدول الجوار، بعد أن كان الخليج هو منفذنا الوحيد بعد الاحداث الجارية وما آلت إليه الاوضاع في سوريا والعراق وفلسطين.

ومن هنا ليست وظيفتنا في الاردن على من نلقي اللوم في هذه الازمة، ولت وظيفتنا ايضا ان ندخل في سجال سياسي بل واجبنا ان نقلق على الاردن و"يكفينا ما نحن فيه".

ولذلك أنا برايي، علينا كأردن أن نتمسك بالموضوعية والرأي العلمي السديد وأن نضع الحقائق امام اعيننا ونفهم تماما حقيقة ما يجري، وأن نحاول أن نصلح الامور بين الاخوان، وأن نحافظ على شعرة معاوية مع الجميع فليس لنا مصلحة في كسرها مع أحد.

وقال العناني "أرجو من اخواننا الذين يتوقعون منا أن نكون الى طرفهم أن يفهموا أن الوقت الحالي ليس وقت طلب كشف حساب (تعال يا رادن ادفع الفاتورة التي عليك وأيّدني علس حساب طرف آخر) فهذا سيكلفنا نحن كثيرا جداً".

وأشاد العناني بالسياسة الاردنية وقال "اعتقد ان السياسة الاردنية الحالية تجاه الازمة هي سياسة حكيمة وحصيفة وتسير بالاتجاه الصحيح، وأن شاء الله نقدر نستمر في الحفاظ عليها دون ان تكون لها كلفة علينا من بعض الاطراف".

أثر "تفكك" مجلس التعاون الخليجي "خطير جداً"

وعاد العناني للتذكير بالنتائج الوخيمة لاستمرار الازمة وقال: "ليس بالإمكان تجنب هذه النتائج سواء كان هنالك أزمة مع قطر أم لم يكن. ولكن الخشية أن الصراع سيؤدي إلى انهيار سريع بدلاً من هبوط آمن، مما سيجعل ودول الخليج دول المنطقة في وضع اقتصادي لا تحمد عقباه....

ولذلك، فإن الحلول الأفضل لدول الخليج والدول العربية:

1- القدرة في تخفيف الأزمة وحلها، وإلا فإن استمرارها سيعني مزيداً من التدخلات الخارجية.

2- لا تستطيع دول الخليج إلا أن تتعايش ضمن حلقات متعددة الأطراف ثلاث أولها البعد الخليجي- البعد العربي- البعد الإقليمي – البعد الدولي.. وفهم أولويات وتداخلات هذه الأبعاد ضروري.

3- مجلس التعاون أكبر من أن يسقط، وأثر تفككه على الخليج والعرب خطير جداً.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

مدار الساعة ـ نشر في 2017/08/01 الساعة 11:48