مونديال قطر.. من مأمنه يؤتى الحذر

ابراهيم قبيلات
مدار الساعة ـ نشر في 2022/11/28 الساعة 09:01

رغم أنف عقود من التغييب المتعمد، فعل مونديال قطر ما لم يفعله أحد من العالمين للشباب وقضايا الأمة.

في الوقت الذي جرى فيه تغييب الشباب بصورة متعمدة عن القضايا العامة، وفرضوا عليهم تعتيما شاملاً في كل القضايا السياسية والاقتصادية والفكرية، دفع إصرار الرجل الابيض، على فرض شروطه على العالم ومنه العالم العربي الى انتباه الشباب المغيب أن هناك قضايا في العالم غير "ركل الكرة"، وأخبار ميسي، ونيمار، وغيرهما.

الحضارة العربية كانت في مونديال قطر 2022 أحد أكبر المستفيدين.

الثوب العربي الذي كاد يربط بالإرهاب أو النفط لم يعد كذلك. اكتشف الشباب أن هذا الثوب من لحم ودم، ويتنفس، وله آراؤه السياسية، ويمكنك أيضاً ان تراه مبتسماً.

المذيعة الألمانية القادمة إلى الدوحة لتغطية أخبار المونديال "فلتت" منها كلمة لو لم تكن مباشرة لحذفت. قالت: إنهم بشر حقيقيون. تخيلوا.

هذا يجري برغم استنجاد هذه الالمانية وقومها باللاجئين العرب وخاصة السوريين من أجل الإبقاء على ألمانيا حية مدة أطول، هي قالت ذلك حرفياً.

لقد جرى تغييب شبابنا عن قضاياهم، لكنه وخلال متابعته لركلات الكرة صار يسمع عن المعركة الدائرة بين العرب المسلمين والغرب المتوحش حول قضايا على رأسها: الشذوذ الجنسي.

بالطبع سيصدم الشباب بمستوى الصليات التي تقذف من قبل الجانبين: إنها حرب حقيقية، جرى تغييبهم عنها عقود طويلة، وها هو مونديال قطر 2022 يفتح لهم شاشة على مد البصر على مثل هذه القضايا.

من مأمنه يؤتى الحذر.. هذا تماما ما وقع لرسل كرة القدم، وقد حوّلوها إلى إله يعبد، ليس للأجيال العربية، بل لأجيال الأمم بأسرها، ثم فوجئوا بأن هذا الإله تحول إلى منقذ سيرى فيه أتباعه أن فوق الكرة الارضية يوجد قضايا أشد وأخطر من الكاحل المكسور الذي تعرض له اللاعب الفلاني، أو التصريح الذي أطلقه اللاعب الآخر.

مدار الساعة ـ نشر في 2022/11/28 الساعة 09:01