زياد المناصير.. و'ع المواكل'
مدار الساعة ـ نشر في 2022/11/27 الساعة 01:27
يعجبني زياد المناصير, أعرف أني قبل أن ألج في المقال.. سيقول البعض إن هذا المقال يقع في باب (التسحيج).. وقبل أن أغوص في التفاصيل ربما سيتهمني البعض بالتزلف, ولكن ما سأكتبه غير ذلك بتاتا هو يرتبط بتعريف الوطنية فقط..
لم اشاهد زياد المناصير في عرس يطلق النار, ابتهاجا بزواج مشعل.. مثلا, وزياد لم يظهر في أي مناسبة سواء كانت شخصية أو وطنية أو عشائرية مرتديا شماغا مهدبا, بالإضافة لمسدس على الخاصرة.. في وضعية (متلثم).. أو (طاق اللصمة).. لم اشاهده مثلا يطوف على المناسف ويصرخ على (حملة الشراب) قائلا: شرب ع المواكل ع المواكل.
لم يظهر أيضا مرتديا (فروة), وحوله مجموعة من (العيال)... يوزع عليهم (الخمسات) في صبيحة عيد الفطر, ولم يظهر في جاهة عشائرية وتكريما له يقوم أهل العروس بوضع المايكروفون أمامه, ويقف ويشيد بمناقب العشيرة التي منها أهل العريس ثم يتحدث عن الوحدة الوطنية, ثم يقول لوالد العروس: (ترى بنتكو أمانة برقابنا)..
لم اشاهده يوما يجلس في مكتبه, ويدخل شاعر نبطي أتى من مكان بعيد... ويلقي على مسمعه قصيدة مطلعها: (زياد اللي الخيل اتهاب طاريه)... ثم يوغل في المدح والثناء, وبعد ذلك يقرر وضع عباءة على أكتاف زياد.. وينهي شعره بالقول: وسلامتك وتعيش..
هذه الأشياء فعلها الكثير من الناس, وأنا شخصيا فعلت بعض هذه الأشياء, فقبل أسبوع قلت لأحدهم: (شرب ع المواكل)...
زياد لم يفعل كل ذلك, هو غادر البلد بعمر (18) عاما, ثم عاد إليها بعشرات الشركات وبـ (10) آلاف موظف يعملون بها... بمعنى آخر بنى ثروة, ووضع الجزء الأكبر منها في البلد ثم غادر..
أيهما أكثر وطنية من الآخر.. من يعيل (10) آلاف أسرة, أم الذي يصرخ بأعلى صوته: (شرب ع المواكل)..
زياد تحرر مبكرا .. وأسس منهجا جديدا في الوطنية, لا يقوم على جمع المال والتفاخر به بقدر ما يقوم على الوفاء للبلد وأهله..
الوطنية الأردنية لم تكن يوما بالشماغ, ولا بالولائم.. ولا بالمظاهر, نحن نحتاج لإعادة النظر في ذاتنا، في نظرتنا لبعضنا, نحتاج لإعادة النظر في موروثاتنا..
abdelhadi18@yahoo.com
لم اشاهد زياد المناصير في عرس يطلق النار, ابتهاجا بزواج مشعل.. مثلا, وزياد لم يظهر في أي مناسبة سواء كانت شخصية أو وطنية أو عشائرية مرتديا شماغا مهدبا, بالإضافة لمسدس على الخاصرة.. في وضعية (متلثم).. أو (طاق اللصمة).. لم اشاهده مثلا يطوف على المناسف ويصرخ على (حملة الشراب) قائلا: شرب ع المواكل ع المواكل.
لم يظهر أيضا مرتديا (فروة), وحوله مجموعة من (العيال)... يوزع عليهم (الخمسات) في صبيحة عيد الفطر, ولم يظهر في جاهة عشائرية وتكريما له يقوم أهل العروس بوضع المايكروفون أمامه, ويقف ويشيد بمناقب العشيرة التي منها أهل العريس ثم يتحدث عن الوحدة الوطنية, ثم يقول لوالد العروس: (ترى بنتكو أمانة برقابنا)..
لم اشاهده يوما يجلس في مكتبه, ويدخل شاعر نبطي أتى من مكان بعيد... ويلقي على مسمعه قصيدة مطلعها: (زياد اللي الخيل اتهاب طاريه)... ثم يوغل في المدح والثناء, وبعد ذلك يقرر وضع عباءة على أكتاف زياد.. وينهي شعره بالقول: وسلامتك وتعيش..
هذه الأشياء فعلها الكثير من الناس, وأنا شخصيا فعلت بعض هذه الأشياء, فقبل أسبوع قلت لأحدهم: (شرب ع المواكل)...
زياد لم يفعل كل ذلك, هو غادر البلد بعمر (18) عاما, ثم عاد إليها بعشرات الشركات وبـ (10) آلاف موظف يعملون بها... بمعنى آخر بنى ثروة, ووضع الجزء الأكبر منها في البلد ثم غادر..
أيهما أكثر وطنية من الآخر.. من يعيل (10) آلاف أسرة, أم الذي يصرخ بأعلى صوته: (شرب ع المواكل)..
زياد تحرر مبكرا .. وأسس منهجا جديدا في الوطنية, لا يقوم على جمع المال والتفاخر به بقدر ما يقوم على الوفاء للبلد وأهله..
الوطنية الأردنية لم تكن يوما بالشماغ, ولا بالولائم.. ولا بالمظاهر, نحن نحتاج لإعادة النظر في ذاتنا، في نظرتنا لبعضنا, نحتاج لإعادة النظر في موروثاتنا..
abdelhadi18@yahoo.com
مدار الساعة ـ نشر في 2022/11/27 الساعة 01:27