جسر الشيخ حسين.. من يكون هذا الشيخ؟

مدار الساعة ـ نشر في 2022/11/26 الساعة 09:58
مدار الساعة - كتب: محمد الوشاح لفت انتباهي ما كتبه أحد الأشخاص على أحد مواقع التواصل الاجتماعي عن جسر الشيخ حسين الواقع في الأغوار الشمالية، حيث أشار بالإستناد الى موسوعة ويكيبيديا أن هذا الجسر بناه شخص يُدعى حسن عبد الهادي الشقران من عرابه جنين ، وهذه المعلومة غير صحيحة على الإطلاق، وأود أن أكشف بأن موسوعة ويكيبيديا تتيح لأي مستخدم كتابة وتحرير وإنشاء وإضافة أية أخبار أو معلومات الى وثائقها، وتعلن الموسوعة انّه من حق أي شخص أن يعدل ما يشاء، وليس شرطاً أن تكون معلوماته موثقة.فبعد معاهدة السلام الأردنية الإسرائيلية الموقعة في 26 – 10 – 1994 ، تمَّ في شهر تشرين ثاني من نفس العام وبرعاية سمو الأمير الحسن بن طلال، ورئيس الوزراء الاسرائيلي اسحاق رابين افتتاح جسر الشيخ حسين التابع للواء الأغوار الشمالية / محافظة اربد.وفي كلمة الإفتتاح أشار سموه الى عدم معرفته من أين جاءت تسمية هذا الجسر بجسر الشيخ حسين ، فبادرتُ عقب المناسبة بكتابة مقال في جريدة الرأي نشرته في شهر كانون ثاني 1995 ، أوضحتُ فيه بأن المنطقة سُميّت منذ عهد بعيد بمنطقة الشيخ حسين، نسبة الى الشيخ حسين الوشاح الذي هاجر قسراً مع والده الأمير وشاح بن عامر وشقيقيه حسن وعبد القادر الى الأردن وتحديداً الى السلط قادمينَ من الحجاز قبل حوالى 260 عاما، حيث كان الأمير وشاح قبل المذبحة التي المّت بقومه بسبب حروب قبلية حاكماً لمنطقة سايه الواقعة بين مكه المكرمة والمدينة المنورة، وبعد وصوله مع عائلته الى البلقاء قامت عشائر عبّاد بمنحه أرضاً واسعة في منطقة بطنا جنوب السلط. ومن بعد وفاته في المنطقة انتقل نجلاه الشيخ حسين وشقيقه الشيخ عبد القادر في فصل الشتاء الى الأغوار الشمالية طلباً للدفئ، في حين بقي الشيخ حسن مع عائلته وماشيته في منطقة بطنا ، وهو جدّ عشيرة الوشاح الموجودة حاليا في السلط ومحيطها. ومن هناك في الأغوار انتقل عبد القادر الى فلسطين، في حين بقي الشيخ حسين في نفس المنطقة التي نال فيها محبة أهلها لعلمه الواسع وحكمته البالغة ، ومنحه سكانها أرضاً مشجّرة بمساحة 10 دونمات وفيها نبع ماء لا زال حتى الآن يحمل إسمه، وتكريما لهذا الشيخ تمّ تسمية المنطقة بإسمه – منطقة الشيخ حسين – وعند وفاته جرى دفنه في ذات المزرعه، حيث بقي ضريحه مزاراً مباركاً لدى الناس لسنوات طويلة، ومقصداً لطالبي الشفاء والرجاء حسب الاعتقاد السائد بينهم، وقد قمتُ بنفسي عام 1995 بزيارة الموقع وقرأت الفاتحة على قبر الشيخ حسين، كونه واحداً من أجدادي السابقين.أما الجسر فقد بناه الأتراك على نهر الأردن قبل قدوم الشيخ حسين الوشاح الى المنطقة، والغاية من بنائه لنقل الأسلحة والمعدات العسكرية والبضائع وتسهيل الحركة التجارية بين بلدان سوريا والأردن وفلسطين، التي دخلت جميعها تحت الحكم العثماني في عهد السلطان سليم الأول عام 1516 م ، وعند وصول الشيخ حسين الى هذه المنطقة الواقعة في الأغوار الشمالية تمّ تسميتها وتسمية الجسر بإسمه، وهو جسر الشيخ حسين بن وشاح بن عامر الذي يمتد نسبه الى قبيلة بني سُليم العدنانية، وعليه فإني أتمنى على الباحثين وعلى موسوعة ويكيبيديا تعديل الخطأ الوارد في الكتابة عن الجسر المذكور.
مدار الساعة ـ نشر في 2022/11/26 الساعة 09:58