عبيدات يكتب: لماذا غضب معشر الفلاسفة
كانت ندوة شومان هذا الأسبوع فرصة لطرح القضايا ذات الصلة بتدريس الفلسفة وتهيئة الفرص لإنجاح تعلم التفلسف! وكان المتوقع أن تناقش قضايا إعداد كتب الفلسفة وإعداد من سيشرفون على تدريسها من باحثين وتربويين ومشرفين، بالإضافة إلى من سيقودون عملية تعليمها بل تعلمها في مدارسنا!
بدلًا من ذلك مال المنادون إلى السهولة فحدثونا عن أهمية الفلسفة أو كم قلت في مقالتي أمس عن أهمية تدريس الفلسفة والابتهاج بعودتها!
ولمن لا يعرف تاريخ تدريس الفلسفة في الأردن، فقد بدأت سنة ١٩٦٦ وعاشت عشر سنوات قبل أن تلغى سنة ١٩٧٦ تنفيذًا لقرار اتخذ قبل هذا الوقت.
عاد الاهتمام بالفلسفة عام١٩٩٢ ، وتقرر تدريسها، وفشلت التجربة نتيجة فشل تأليف كتاب مناسب!
وها نحن على أبواب التجربة مرة أخرى حيث من يتسيد الموقف هم من نفس الفئة التي فشلت فيتألف كتاب ١٩٩٢ ووأد التجربة الفلسفية!
إذًا ، حين قلنا لدينا مشكلتان: التأليف والتدريس انتفض الفلاسفة لعدم شعورهم بالمشكلات القادمة واعتبروا حماسة المجلس العربي للموهوبين وحماستي بأنها استعجال للارتزاق! وبصراحة هذا المنطق يرعبني إذا استلم هؤلاء مهمة دفن الفلسفة للمرة الثالثة.
قام المركز الوطني للمناهج كما فعلت الوزارة بالاهتمام بالفلسفة ، وهذا جهد إيجابي مشكور منهما! والمطلوب التفكير في تهيئة فرص نجاح الفلسفة. وأعود إلى القول إن مجرد الدكتوراة في الفلسفة لا تعطي حقًا لأحد بأن يكون تربويًا، يعلم الطلبة ويكتب لهم كتبًا.
هذه ليست مخاوف وهمية، بل تجنبًا لعدم تكرار التجارب الفاشلة السابقة! إنهم يرون أن مجرد عودة الفلسفة انتصار بحد ذاته، ولكي لا نبيع المجتمع وهمًا أقول:
إن تدريس الفلسفة لا يعني تلقائيًا تغير أنماط تفكيرنا، ولا يعني زيادة قدرتنا عل البحث وتقديم الأدلة وتبني قواعد المنطق! هذه أهداف تتحقق إذا قدمنا الفلسفة
بشكل نموذج قد يلهم تدريس المواد الأخرى!
ولكي لا تكون الفلسفة عبئًا إضافيًا ومادة امتحانية مؤلمة جديدة، علينا التفكير مليًّا بالخطوات القادمة، فعلّو الصوت لا يعني وجاهة القول والفعل!
وأخيرًا، اسمحوا لي تكرار بيت الشعر في خطب وُدِّ الفلسفة:
وكلٌّ يدّعي وصلًا بليلى
وليلى لا تُقِّرُ له بذاكا