نبيل الكوفحي تجربة تُدّرس في العمل البلدي

مدار الساعة ـ نشر في 2022/11/23 الساعة 13:47

مدار الساعة -بقلم: غسان الزيود

تعد البلديات الوحدة الأولى في العمل التنموي وجوهر الحكم المحلي لأي منطقة من مناطق المملكة، اكتب اليوم عن مدرسة من مدارس العمل البلدي في الأردن وانا اقطن بعيداً عنه مسافة تتجاوز 80كم فليس لي مصلحة مباشرة أو غير مباشرة بعرض تجربته الناجحة وانا اتحدث هنا عن رئيس بلدية إربد الكبرى المهندس النشيط الدكتور نبيل الكوفحي الحائز على 40% من أصوات إربد في انتخابات المجلس البلدي.

فقد استيقظت إربد على ورشة عمل كبرى يقودها د. الكوفحي، ونلاحظ الإنجاز تلو الإنجاز يتحقق على الأرض عنوانه بدأت ساعة التغيير فإربد عروس الشمال غير -نعم إنها غير-معها مهندسها وفريقه الذي لا يكل ولا يمل في تقديم كل ما هو جميل للصالح العام وإذا قدر لي أن أصف المفاصل الرئيسية التي يتمحور عليها العمل البلدي في إربد فسيكون كالاتي:

أولا: إيمان م. نبيل الكوفحي المطلق بأن لا تطوير ولا تحديث في العمل البلدي دون تطوير قدرات العاملين في بلدية إربد فشرع بتأهيل الكوادر العاملة ورفع مستواهم وبناء قدراتهم وتعزيز المميزين منهم.

ثانياً: تعزيز منظومة النزاهة داخل العمل البلدي فلا مكان لفاسد أو مرتش صغير كان أم كبير، ولا حماية لأحد فالمال العام خط أحمر والحفاظ عليه من أولويات العمل، فتم الضرب بيد من حديد حول أي شبهة في أي ملف من الملفات وكان الايعاز للنائب العام بالتحرك إما لإثبات الخطر أو تصويب الخلل وتحويل المخطئ لعقوبته الدنيوية قبل الأخروية، إضافة إلى أهمية المسارعة في الرقمنة والحوسبة لتقليل تلاعب بعض الأيدي قبل كفها.

ثالثاً: يقال دوماً في علم الإدارة "لا يوجد مشروع فاشل يوجد إدارة فاشلة" لذلك كانت الإدارة الناجعة للكوفحي الحل السحري في إعادة صهر قدرات العاملين المؤهلين مع أعضاء المجلس البلدي المنتخبين مع أعضاء مجلس محافظة إربد ليشكل تناغم اداري لا مثيل له متوحد على هدف واحد خدمة إربد الكبرى لا خدمة مصالح ذاتية وشخصية فأمام الهدف الأكبر تصغر الأهداف الأنانية الصغيرة.

رابعاً: آمن الكوفحي ومجلسه الموقر أن تضيء شمعه خير من أن تلعن الظلام لذلك كان البحث عن الحلول المجتمعية العلمية لأبرز المشاكل التي تعاني منها إربد دون الشكوى واللطم والعويل والقاء اللوم على المجالس السابقة، فبدأت الخطط المبنية على أسس علمية لا فزعات آنية لحل مشاكل المرور والمياه والبيئة والنظافة وتنظيم الأسواق، وإعطاء الأولويات في التنفيذ فمن الحلول المرورية التي شرعت البلدية تنفيذها انشاء دوارين موازيين لحدائق الملك عبدالله الثاني من جهة شارع البترا ووصفي التل واغلاق فتحات التفافية وانشاء دوار على شارع إربد – حوارة اذ ستسهم هذه التحسينات بانخفاض الاختناقات المرورية بنسبة تصل إلى 50%، ناهيك عن مجموعة أخرى من الحلول تعكف البلدية على دراستها حالياً وتنفيذها مطلع العام القادم.

خامساً: العدالة أساس النجاح فكانت العدالة في توزيع الخدمات على مختلف مناطق البلدية البالغة 27 منطقة دون النظر للأبعاد الديمغرافية أو الجغرافية فحق كل مواطن في إربد ان يلمس التطور في الخدمات وان تصله بعدالة وشافية وهو مبدأ صرح به الكوفحي بحملة الانتخابية عندما قال: إربد يعني كل إربد.

سادساً: النظر للمستقبل فإربد اليوم تعد ثاني مدن الأردن من حيث التعداد السكاني بتعداد يتجاوز 2 مليون نسمة، وهذا يستلزم البحث عن حلول واقعية لمختلف القضايا المتشابكة فبدأ التفكير والاعداد والتخطيط لإربد كمدينة ذكية، إذ يرى م. الكوفحي أن المدينة الذكية تشمل كافة عناصر النشاط الحيوي في فضاء مدينة إربد كنشاط الأشخاص والحركة التجارية والمرورية وحركة البناء والتغيير في استخدامات الأراضي والتحكم المركزي في الإشارات الضوئية والحصول على التراخيص المختلفة للمحال التجارية بالإضافة إلى مراقبة كافة الأعمال والتغيرات التي تحصل على المساكن، وهذا يسهم في تقليل الجهد والوقت والتكلفة على البلدية من جانب وعلى المواطن من جانب آخر ويوفر معلومات دقيقة جداً ممكن أن يبنى عليها في المستقبل إضافة إلى تعزيز نهج الشفافية ومحاربة الفساد المبطن من خلال الدفع الالكتروني والرقابة الصارمة على مختلف العمليات لأي معاملة سواء اكانت لجهة أو شركة أو فرد.

سابعاً: الاستثمار بوابة الخدمة المميزة

إن التطور الكبير الذي تشهده مدينة إربد يحتاج إلى ثلاثة أمور، الأول التوسع بالخدمات المقدمة للمواطنين مع الجودة في تقديمها وثانياً ضرورة توفير مشاريع استثمارية تحسن من ميزانية البلدية ووارداتها وثالثا: تقليل الهدر في الميزانية لذلك شرعت البلدية ومن خلال انشائها المجلس الأعلى للاستثمار إلى وضع تصورات واقعية لمجموعة من المشاريع المدرة للدخل والخدمة معاً بالإضافة إلى إيجاد فرص عمل للشباب من خلال هذه المشاريع ومنها:

1. الاعتماد على الطاقة البديلة، حيث بدأت الاستعدادات لبناء مزرعة طاقة شمسية على أرض مساحتها 500 دونم وستنتج 25 ميجا واط والمشروع سيوفر على البلدية ما يقارب 5 ملايين دينار سنويا.

2. إنشاء سوق مركزي للخضار والفواكه على مساحة 360دونم.

3. إقامة فندق ومركز للأعمال ومركز للمؤتمرات ومطاعم وكافيهات على قطعة ارض مساحتها ما يقرب من 27 دونم تقع بالقرب من دوار الثقافة.

4. إنشاء قطار خفيف يربط ما بين إربد وجامعة العلوم والتكنولوجيا ومستشفى الملك المؤسس وهذا يساعد كثيرا في حل مشاكل الازمات المرورية على دوار الثقافة.

5. انشاء مواقف طابقية ومجمع سفريات بالقرب من موقع بلدية إربد ويعد من المشاريع الحيوية للتخفيف من الاختناقات المرورية والاصطفاف داخل المدينة.

6. كذلك ستستفيد البلدية من منحة حكومية لتغيير كافة وحدات الإنارة التقليدية في شوارع إربد بوحدات إنارة ذكية تقدر بـ 60 ألف وحدة لها ميزة التوفير وشبكها بخدمة الانترنت وتزويدها بشريحة يمكن أن تستخدم في عمليات التصوير والمراقبة.

7. تسعى البلدية لاستثمار مجموعة من الأراضي التي تمتلكها بالتعاون مع القطاع الخاص على نظام BOT.

8. تخفيف الهدر المالي جزء من تنمية صندوق البلدية ومن ذلك تخفيف الهدر في مادة الديزل بقيمة تصل ل 5000 دينار أسبوعياً مما يوفر آلاف الدنانير لصندوق البلدية.

ثامناً: الشباب عنوان التغيير

لذلك تعمل البلدية حالياً على إنشاء وحدة خاصة لتمكين الشباب في إطار من التشاركية مع القطاعين العام والخاص ومؤسسات المجتمع المدني بهدف تدريبهم وتأهيلهم ورفع مستوى مهاراتهم من جانب وتحسين فرصهم الوظيفية من جانب آخر.

تاسعاً: التشاركية لا التنافسية

رسخ م.الكوفحي مبدأ التشاركية مع المجتمع المحلي في مختلف القضايا فكان التشاور أساسها وسياسة الباب المفتوح مع الجمهور وعدم الاختباء خلف الشاشات والسكرتيرات والمواعيد الطويلة بل كانت سياسة واضحة لرئيس البلدية ولمدراء المناطق لفتح أبوابهم وعدم اغلاقها أمام الجمهور مع التركيز على العمل الميداني والتواجد المباشر عند أي شكوى، في بعض بلديات المملكة لا تعرف مدراء المناطق ولا حتى صورهم واشكالهم.

عاشراً: القرب من المجتمع.

أسهمت سياسة م.الكوفحي في تعزيز العلاقات بين مختلف مكونات وشرائح المجتمع الإربدي دون انحياز لفئة ودون العمل على تقسيم المقسم وتأجيج الخلافات، فالكبير يبقى كبير بعمله ورؤيته وحكمته والتعالي عن سفاسف الأمور، فكانت المبادرات المجتمعية حاضرة بقوة تعزز تماسك المجتمع وتفرده بحب بلده، والتنافس والغيرة في خدمتها فجاءت مبادرة إربد غير من المبادرات الجميلة التي شجعت مجتمع إربد للخروج الصباحي كل يوم جمعة يلتقوا على الافطارات والمبادرات الإنسانية والمجتمعية الهادفة، وعززت من تعارف المجتمع بتنوع سكانه فكان التنوع دوماً مصدراً من مصادر قوة المجتمع.

لدي اعتقاد بأن القادم لإربد أجمل بقيادة عميدها وعمدتها د.م. نبيل الكوفحي وفريقه لجعل إربد عروس الشمال درة من درر المدن الأردنية ولتكون تجربته في الإدارة وبما يمتلكه من رؤية وعزيمة تجربة ملهمة لكل رؤساء البلديات والعاملين في القطاع البلدي في الأردن وقادر على تجاوز الكثير من الصعوبات والتحديات، واختم بما قاله الصديق محمد العودات " كل من يصل للسلطة يخسر من الشعبية الا الدكتور المهندس ولله الحمد، في كل يوم خدمة يزيد التفاف الناس حول مشروعه وتزيد شعبيته، كم مسؤول تنفيذي منتخب بمثل د نبيل نحتاج حتى يتحول الأردن إلى حالة أفضل".

مدار الساعة ـ نشر في 2022/11/23 الساعة 13:47