نظرات 'حمد' إلى تميم.. كأس عالم من نوع آخر
مدار الساعة - كتب- عالم القضاة
تكاد المشاهد الإبداعية، التي حفل بها افتتاح كاس العالم في استاد البيت في دوحة العرب، عديدة، وقد تحتاج منا ألف ألف مقالة، دون أن نوفي دولة قطر قيادة وشعبا، حقها بالابتكارات المتميزة التي أبهرت العالم مع الاعلان عن ازاحة الستار عن احداث أهم بطولة في عالم الساحرة المستديرة.
الإفتتاح الأسطوري والفريد من نوعه والذي لم نشاهد مثله في تاريخ البطولات العالمية، أو أي مناسبة أخرى، حفل بمشهد عبر عن عشق الأب لأبنه، وفخره به، والتباهي بقيادته الحكيمة وفكرة النير... نظرات تحمل الكثير والكثير من المعاني، والأحاديث التي تعجز الكلمات عن وصفها وتتلاشى الحروف أمامها، لحظة عميقة، تملؤها المشاعر الصادقة، وتملؤها المحبة والسعادة..
الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني جسد لوحة لا يقدر أن يرسمها أعظم فنان، وهو يرمق بنظرة نجله أمير قطر الشيخ تميم بن حمد، نظرة عز وشموخ، نظرة فخر بالإنجازات، ونظرة رضا لجعل قطر محط أنظار العالم.
اللفتة الرائعة الاخرى ما بين أمير قطر تميم ووالده الشيخ حمد، تمثلت بقصة "تي شيرت" عندما قام أمير قطر بإهداء أبيه الشيخ حمد نسخة من تي شيرت كان قد قام والده بارتدائه في مرحلة شبابه خلال لعبه رياضة كرة القدم قبل سنوات عديدة، وتم عرض مشهد فيديو للشيخ حمد اثناء قيامه بلعب كرة القدم في مرحلة شبابه... في مشهد جميل ومؤثر يدلل على المحبة والشكر والتقدير للأب الحاني، بعيدا عن اي برتوكولات، لحظة تقدير فيها رسالة عابرة للقارات، لانها صدرت من شخصية لها تاثير ليس بالمجتمع القطري فقط، بل لها اثر في جميع انحاء العالم.. فامير قطر يملك شخصية تعجز أن وصفها الكلمات، وهي شخصية ذكية لماحة بالفطرة، وهو كبير بتواضعه، وهذا كان واضحاً في كثير من المناسبات، الا ان الأمير الشاب ترجمها أمام العالم الذي جلس خلف الشاشات يتابع افتتاح الحدث الاكبر كأس العالم، ليرى المحبة والأخلاص ما بين "الأب وأبنه" بعيداً عن اي حواجز أو برتوكولات، لحظات كانت أشبه بكأس عالم، لكن من نوع أخر...كأس المحبة والتقدير والوفاء، كأس له معاني أنسانية ركز عليه ديننا الأسلامي الحنيف والاديان السماوية جميعها.. "بر الوالدين".
وبالعودة الى مراسم الافتتاح فان قطر نجحت على مدار 30 دقيقة، في إبهار العالم بأسره من خلال حفل ذي طابع عربي خليجي إسلامي يتناسب في الوقت نفسه مع كل الثقافات الشرقية والغربية، وكل دول العالم ومجتمعاتها وتقاليدها المختلفة...فالحفل جاء مبهراً بصورة لم تشهدها البطولات السابقة، عبر استخدام أحدث تكنولوجيا الخدع البصرية والتصوير والإضاءة بشكل متناسق مع الجماهير في المدرجات.. وهو ما يدلل على المتابعة المميزة من القيادة القطرية لأدق التفاصيل لكي تكون البطولة الأميز على مستوى العالم وتنقش تفاصيلها في أذهان الاعلام على مدار العصور.
"تميم الخير" لم يكتفِ بما قدمه من تفاصيل ابهرت العالم، بل انه عاد ليبرهن على الوحدة العربية التي كانت حاضرة في مراسم حفل الافتتاح عندما ساند المنتخب وشجع السعودي في مدرجات استاد لوسيل في لقائه أمام الأرجنتين، ليقفز فرحا بفوز الأخضر ويرفع علم المملكة العربية السعودية ويتوشح به، تعبيراً عن فرحته بالفوز العربي.. في أشاره الى ان على التكاتف العربي والتكامل الذي يسع له أمير قطر في سياسته ونهجه الدائم.