عبيدات يكتب: إنهم يحرقون الكتب المدرسية
اندهش الإعلامي المعروف ماهر أبو طير، مما شكونا منه مرارًا ومن أنّ الطلبة يحرقون الكتب أو يرمونها في الشوارع وعلى أبواب المدرسة بعد تقديم الامتحانات! وأنا كممارس ومعلم اندهشت من هذه الدهشة! وأقول : بل لماذا لا يحرقون تلك الكتب، وينثرون رمادها حول كل مدرسة وجامعة وبيت كل مسؤول تربوي على مدى عشرين عامًا على الأقل! فالوعي التربوي متوفر، ومسؤولو التربية يملأون منابرنا، والخبراء التربويون في كل فضائية، والمواطن يشكو ، والملك يشكووكلنا نشكو ولم يُحاسِب أحدُنا مسؤولًا،، بل ويتمسكون بكل من ساهم في تراجع التعليم وفقرهومرضه، ويدوّرونهم من مجلس إلى مجلس، ومن مركز إلى مركز، ومن فشل إلى فشل ، ومن عين إلى وزارة أو العكس، ومن جامعة إلى جامع!!
والقصة سيداتي سادتي:
وفرت الدولة-ولا نعرف ماهي-وفرت فرصًا لتطوير التعليم وفقحدود ضيقة جدًا، تفتح مؤسسة تربوية وتغلقها بإدارة روتينية لا رؤية لها، مستخدمين الفهلوة والتزييف، وخداع صغار المسؤولين وكبارهم! نجحوا في كيفية خداع أصحاب القرار، مجموعة من الأسماء لا تزيد عن عن فريق كرة قدم: وزراء، رؤساء مجالس، وزراء ، أعضاء مجالسلم يعرف عن أحدهم أنه قرأ فكرًا تربويًا أو يمتلك مشروعًا تربويًا، يتبادلون الفشل، ويكافأون عليه! إذًا! لماذا لا نصاب بفشل تربويأحد مظاهره الملموسة البسيطة إحراق الكتب، ورميها في الشوارع! ولأبدأ أولًا :
-متى تحرق الكتب؟
-لماذا تحرق الكتب؟ ما قيمة المحروق؟
-ما علاقة الحارق بالمحروق ؟
-هل يحرق أحد عزيزًا؟
إن الإجابة عن هذه الأسئلة يمكن أن تكون شاملة تتعلق بالنظام التربوي وبيئته المجتمعية! لكن تبسيطًا للأمور
أقول:
الكتاب سرد لمعلومات هدفها تعذيب الطلبة في الواجبات والحفظ والامتحان!
والمعلم أسير لذلك الكتاب. والطالب مخنوق عبر هذا الكتاب.
بدلًا من أن يكون صديقًا لرفيق له على مدى عام أو فصل!
إذًا المشكلة أخي ماهر في ذلك الكتاب: الكتاب الذي أردناه حوارًا مع الطالب حول حياته ومشكلاته وحاجاته، جاء مونولوجًا بين مؤلف ونفسه! أو بين مادة دراسية لا علاقة لها بأحد. طورنا الكتب ، وأنفقنا دون حساب! أخذنا مناهج عالمية وعبثنا بها محليًّا،. اشترينا"خبراء
وخدمات، شكلنا لجانًا وفرقًا،
وحين قلنا يجب أن نقف وقفة تأمل لتقييم هذه الكتب، لم يستجب أحد! لم تقيّم الكتب ذاتيًا يا ماهر ، ولم يقيَّم كتاب واحد! طلبت من وزير التربية السابق تقييم الكتب، تحمس ثم سكت خوفًا من إزعاج أحد!!
وبدلًا من تقييم كتب الطلاب
مارسوا تقييمًا عجيبًا آخر وفي مكان آخر،
كيف نقيّم كتبًا-وبين يدي كتب وضعت لمعالجة الفاقد التعليمي، وكل كتاب عليه واحد وعشرون اسمًا، كتب علوم يشرف عليها مختصون بعيدون عن العلوم، وكتب لا يزيد حجمها عن
٤٠ صفحة مرصعة بأسماء فريق كبير جدًا جدًّا يزيد عددهم عن اللاعبين في فريقين بملعب كرة
غير متجانس من كبار وصغار لا علاقة لهم باللعب! وإلّا كيف يكون على كتاب علوم أربعة اسماء على الأقل لمختصين باللغة العربية!
وأخيرًا! لماذا لا يحرقون الكتب يا ماهر؟
نأمل ونحلم بكتاب لا يُحرَق!
وهذا هو أكثر الملفات أهمية أمام الوزير الجديد، هل يفعل؟ ملاحظة:
قبل خمسة عشر عامًا تسربت أسئلة امتحان مادة البيولوجيا
في التوجيهي! قرر الوزير إعادة الامتحان بعد أسبوعين!! اعترض الطلبة والأهل لأن الطلبة رموْا بالكتب في الحاويات! قرر الوزير الشهم توزيع كتب جديدة بدلًا من تلك التي رموْها ليرموها من جديد! لم يسألْ أحد لماذا رموا الكتب! وكيف ننتج كتابًا لا ترمى!
ملاحظة ٢
في المركز الوطني للمناهج أدب
لمعايير الكتاب الجيد أهمها كتاب يحبه الطلبة ويمتعهم!
فهل سننجح؟ وهل نفتح فرصًا لإنتاج كتب يستمتع بها الطلبة؟