دَقُّ الماء في الإناء!
احتاج الوسطاء الدوليون والاقليميون إلى ساعات لإنجاز اتفاقية هدنة ووقف اطلاق النار بين حركة الجهاد الإسلامي وكيان الاحتلال الإسرائيلي في آب الماضي.
واحتاجت المخابرات المصرية والمبعوث الأممي نيكولاي ملادينوف، إلى خمس عشرة ساعة لإنجاز اتفاقية الجهاد- إسرائيل في تشرين الثاني 2019.
وما يزال الصراع محتدما بين الأشقاء الفلسطينيين بعد عشر اتفاقيات وخمس عشرة سنة من التقاتل وهدر طاقات الشعب العربي الفلسطيني !!.
كل شيء إلى الوراء في ظل الانقسام الفلسطيني المستمر منذ سنة 2007، وكأن الاحتلال، لا يقف بين المرء وأخيه وكأن المواجهة الاستيطانية الاقتلاعية ليست متشكّلة في الأفق.
ويجدر أن نسجل ان الانتهاكات الإسرائيلية العلنية لسيادة الدول الأوروبية، تتم وتمر دون مجرد استدعاء السفير الإسرائيلي أو حتى إصدار بيان شجب.
اتحدث عن اغتيالات تمت في الدول الأوروبية الحرة العريقة التي ترفع لواء الدفاع عن حقوق الإنسان !!
لقد اغتال الموساد الإسرائيلي قادة فلسطينيين في باريس: عاطف بسيسو ومحمود الهمشري وباسل الكبيسي ومحمد أبو دية وعالم الذرة المصري يحيى المشد.
و في أثينا: خالد نزال وزيد مقصي. و في روما: وائل زعيتر.
و في نيقوسيا: حسن البشير.
و في النرويج: المغربي أحمد بوشيقي (بالخطأ ظناً أنه علي حسن سلامة).
و في مالطا: فتحي الشقاقي. وها هي إسرائيل ترفض التحقيق الأميركي في اغتيال الصحافية
شيرين أبو عاقلة.
لقد ازدرت إسرائيل ومسحت الارض بكرامة عدة دول اوروبية وغير أوروبية، فالاغتيالات السياسية الإسرائيلية كلها تتم بموافقة خلية مصغّرة مكونة من رئيس الوزراء ووزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان الإسرائيلية.
إسرائيل هي الوحيدة في العالم، عضو الأمم المتحدة، التي تمارس جرائم الاغتيال العلنية، ولا تأبه أو تُحاسَب، و جميع عملياتها الإجرامية تمر بلا مساءلة، لأنها مطمئنة إلى الإفلات من العقاب.
إسرائيل لا تنكر مقارفة الإرهاب على مستوى الدولة فحسب، بل هي ترفض الالتزام بوقف الاغتيالات السياسية، غير المجدية لإنها لم تؤدِ إلى حصول الفراغ و»التحييد» الذي ترتجيه.
فقد اغتالت أحمد ياسين ولم تنتهِ حماس.
واغتالت أبو علي مصطفى ولم تنتهِ الجبهة الشعبية.
واغتالت فتحي الشقاقي ولم تنتهِ الجهاد الإسلامي.
واغتالت عباس الموسوي ولم ينتهِ حزب الله اللبناني.
دورة الدم الرهيبة ستستمر، لأن العالم يطبّق أعلى معايير النفاق والإغضاء عن جرائم إسرائيل، ولأن ظهر الشعب الفلسطيني مكشوف بلا حماية دولية، ولأن صراع الإخوة الفلسطينيين مستمر !