سلوك إسرائيل يخدم الإرهاب
لماذا تصرف رئيس الوزراء الإسرائيلي الأرعن نتنياهو بهذا الشكل الاستفزازي تجاه جريمة السفارة واعتبار القاتل بطلاً، وكأن هدفه الحقيقي الاستمتاع بإثارة غضب الأردنيين والعرب، مع أن أية دولة عادية في العالم تسعى لأن تكون لها علاقات ودية مع الجميع وخاصة دول الجوار.
قبل ربع قرن سئل وزير الدفاع الاميركي في حينه ديك تشيني: لماذا تذهبون لاحتلال العراق؟ فأجاب ببساطة: لأننا قادرون على ذلك؟.
إسرائيل أيضاً تصرفت بهذا الشكل الاستفزازي لأنها قادرة على ذلك كقوة احتلال، فما جرى لا يفسر سوى غطرسة القوة، بعيداً عن القانون والأخلاق التي لا تلزم من يظنون في أنفسهم القوة.
ما هو مصدر قوة إسرائيل؟ أميركا هي مصدر قوة إسرائيل فقد تعهدت علناً، في عهد أكثر من رئيس، بأن أميركا ملتزمة بأن تكون إسرائيل وتظل أقوى من الدول العربية منفردة ومجتمعة. هذا (المبدأ) يجرى تطبيقه بوضوح وعلنية ودون مواربة. في المجالات العسكرية والسياسية.
النظام العالمي بطبيعته يميل إلى حالة التوازن، وعندما تبرز دولة بقوة فائضة، فإن الدول الاخرى تتفاهم وتتحالف لموازنة تلك القوة والعودة إلى حالة التوازن.
حتى الآن لم يحدث هذا في الحالة الإسرائيلية، فليس هناك توجه لتشكيل أحلاف ذات معنى تستطيع أن تُلجم الوحش وتضعه عند حده.
قاعدة التوازن الدولي ثابتة تاريخياً وإذا لم يكن تطبيقها بالوسائل الطبيعية، فهناك أشكال أخرى تسعى إسرائيل عمداً لإثارتها، وهي الإرهاب. وهو القوة التي لا تستطيع أقوى الدول أن تقضي عليها.
سلوك إسرائيل هو السبب الاول الذي يفسر قيام الإرهاب في هذه المنطقة بالذات. وسلوكها الأرعن يشكل دعماً غير مباشر للإرهاب لأنه يعطيه شرعية لا يستحقها.
سلوك إسرائيل الشاذ على الساحة الإقليمية والدولية هو دعوة للإرهاب؟ أولاً لأن إسرائيل تمارس الإرهاب في الداخل، وثانياً لأن الإرهاب لا يهتم بتوازن القوى، فالطرف الضعيف يرى فيها الأسلوب الوحيد لحماية نفسه من قوة عدائية طاغية، على استعداد لأن تفعل كل شيء، لأنها تستطيع!.
مرة أخرى تثبت إسرائيل أنها دولة مارقة، ويثبت نتنياهو أنه رئيس عصابة شريرة.
الرأي