ليلة القبض على الصندوق
لم يكن إجتماع الهيئة العامة الاستثنائي لنقابة المهندسين والذي عقد يوم الجمعة يوماً عادياً، بكل ما فيه..
ففيه اختلطت الأمور وتبعثرت الأوراق وتغيرت القناعات وتبددت الخلافات والانتماءات اللونية ولو بالظاهر، وهنا أقصد التنافس اللوني بين الاقطاب التقليديين....
يبدوا أن المشروع المقدم من مجلس النقابة كان بمثابة الشرارة التي ينتظرها البعض لخلق حالة من الأرباك والجمود والتشرذم في المشهد النقابي ككل، التي لم نعتد عليها سابقا ،حتى في وقت الانتخابات وزحم التنافس والاحتقان ،
لا بل يريد البعض ومن خلال المشهد الجديد أن يخلق حالة من الصراع بين الأجيال وهذا الأمر كان واضحا للعيان وأمام الجميع لا يحتاج الى دليل..
كلنا على قناعة تامة من الداخل بخطورة الموضوع والحال التي وصل إليها الصندوق اليوم، ولكن لا أحد يريد أن يعلق الجرس والكل يكتفي بالهمس لا أكثر خوفا على مكانته ...
لن أسهب كثيرا في الأسباب التي أوصلتنا الى ما نحن عليه اليوم ولن أتحدث بالمسببات التي لا تخفى على أي زميله أو زميل،وقد كتبت عنها مرارا وتكرارا ولكن سأكتفي ببعضها..
أولها..حالة التقصير التي أنتهجتها المجالس المتعاقبة في تقييم واقع الصندوق ،وإهمال مخرجات الدراسات الاكتوارية التي تحدثت عن مواطن الخلل بوضوح منذ 40 عام وعدم اطلاع الهيئةالعامة على واقع الصندوق أولا بأول كان السبب المباشرفي كل ما وصلنا إليه اليوم..
....
ثانيا:- حالة الشكيك وعدم الثقة التي كتبناها بأيدينا قدرا على الصندوق منذ عام 2017 وصدرناها الى عموم المهندسين، فأصبحت واقعا عند الجميع عبارة (الصندوق مسروق ومنهار) كانت بمثابة إطلاق رصاصة الرحمة على مصداقيّة الصندوق وديمومته ،فهل يعقل أن نجلد الصندوق ونشكك فيه ليلا ونهارا ومن ثم نطالب الزملاء بالعودة اليه والالتزام بالدفع والاشتراك...
وثالثا:- حالة التراخي في محاسبة المقصرين (ولكي نطوي هذه الصفحة وإطلاق الأحكام جزافا) أوصلتنا الى قناعة تامة بعدم الجدية عند المجالس المتعاقبة في ذلك وأن موضوع المحاسبة غير وارد، فأصبحت القاعدة للعموم أن هنالك أطراف تتفق من خلف الستارة على هذا الواقع لا بل تروج له وتعمل لأجله...
رابعا:-أن لم نقدم للشباب شيئا خدميا حقيقيا يدعوهم الى الإنضمام والتسجيل طوعا وعن قناعة تامة، والانخراط في العمل النقابي فلن تُحل الكثير من التحديات التي تواجهنا....
وعلى سبيل المثال لو كانت الخدمات التمويلية المقدمة منافسة للبنوك لما وجدت مهندس غير مهتم ، أو منعزل عن نقابتة أو يصوت ضد أي قرار يتخذ....
ساختم حديثي بكلمة صدق علها تلاقي من يهتم بها ،اخفقنا جميعا في إدارة المشهد وزاد الطين بله صمت من اصطفيناهم لخدمة النقابة والوطن والزملاء منذ عقود،نصيحتي الى عقلاء النقابة البعيدين عن المصالح والغنائم والمكاسب، الوقت لكم فلا تجعلوا من صندوق التقاعد عنوان صراع بين الأجيال
فالله غالب على أمره ومهما تسللت أيادي العابثين