نحن نثق بالملك بقلم : غازي ابوجنيب الفايز

مدار الساعة ـ نشر في 2017/07/30 الساعة 21:06

إن حجم التحديات الداخلية والخارجية التي تواجه الوطن على وجه الخصوص أصبحت - بلا شك - حديث الشارع المحلي والعربي والدولي . فالتداعيات التي تنعكس سلبا على أردننا الغالي نتيجة لتلك التحديات تفرض واقعا صعبا على المرجعيات العليا ودوائر صنع القرار في الدوله الاردنية . فالقرار إن كان سياسيا او اقتصاديا او اجتماعيا ، فلا بد له أن يخضع الى دراسات معمقه تراعي ظروفنا بسبب الصراعات والحروب التي تحيط بنا ، وكذلك الضغوط الخارجية التي أصبحت تعيق حركتنا ، مما يضطر صانع القرار احيانا لإختيار القرار الصعب تفاديا للقرار الأصعب ، " فقبطان السفينه يضطر احيانا لاتخاذ قرارا بتغيير مسارها تفاديا لغرقها ، رغم عدم رضى المسافرين عن القرار بسبب ما سيتعرضون له من مشقه السفر لطول المسافه " ، هذا ما يجعلنا نعتقد احيانا أن صاحب القرار يتعمد في اتخاذ مثل تلك القرارات الغير مرضي عنها وننعتها بالعشوائية لغاية ما في النفس .
لقد سبق لي وكنت في خلال فترة بداية الربيع العربي التي احدثت تغييرات جوهرية للأنظمة في الساحة العربية مع الكثير من دعاة الاصلاح ، ننتقد أداء الحكومات ونطالبها باجراء تعديلات و إصلاحات بهدف الحد من تفشي الفساد المستشري في مؤسسات الدوله ، لسوء أداء البعض من أصحاب القرار فيها ، والذي كاد أن يلحقنا إلى ما لحقت به تلك الدول . الأمر الذي أدى الى خروج الكثير من أبناء الشعب الاردني الغيور على مصلحة الوطن الى الشارع مطالبين بالاصلاح .
ورغم لقاءاتي وظهوري على الكثير من الفضائيات حينها للتعبير عن نبض الشارع أثناء الغضب الشعبي العارم ، والذي عم البلاد إحتجاجا على أداء الحكومه ، إلا أنني كنت أردد حينها وأقول بكل تيقن : (( أنه لو خرج جلالة الملك على المتظاهرين وشاهدوه بينهم لتوقفوا عن الهتاف وحملوه على الأكتاف مرددين " بالروح بالدم نفديك يا بو حسين " كون الشعب يثق بصاحب الجلاله شخصيا ويحبه )).
إن ما يذكرني بذلك هو احتقان الشارع لما حدث في خلال الاسابيع الماضيه من تداعيات لأحداث الاقصى ، ومقتل مواطنين أردنيين على يد حارس السفارة الاسرائيلية في العاصمة عمان ، الأمر الذي أدى الى غضب الشارع الاردني . وتقاعس المسؤولين السابقين ونأيهم بأنفسهم عن التدخل والقيام بالوجب الوطني الملقى على عاتقهم ، كون مناصبهم السابقه جعلتهم يحظون بمكانة إجتماعية تؤهلهم لإخراج الوطن من أزماته الداخليه ، ما دعى بي إلى الوقوف متسائلا عما سيواجهه الشارع الاردني من ردود فعل لما يحصل مع ابنائنا . فتوجهت الى أصحاب الحل والقعد العقلاء من رجال الوطن بهدف ضبط الحال وتطييب النفوس ، الى أن قوبلت جل خطواتنا الاصلاحية تلك بالايجاب من قبل الجميع . أضف إلى ذلك الدور الذي انتهجه صاحب الجلالة بهدف تطييب النفوس - من باب الاصلاح -الذي جيء به من خلال زيارات متكررة وبخاصة الى بيوت العزاء وما شابه حتى شعر الجميع بالطمأنينة والأمان .
وبالرغم من فداحة تسارع الاحداث التي يقابلها الغضب الشعبي العارم ، إلا أن تفاعلات جلالته وتواصله مع العامة ، هذا ما دفع بنا الى الرضى والقبولية و الراحه والهدوء . ما أدى الى الحد من غليان الشارع . وهذا وإن دل على شيء فإنما يدل على أن العلاقة التاريخية الحميمة ما بين الشعب وقيادته الهاشميه الحكيمه هي علاقة متجذره لن تتأثر بالاحداث والتحديات وحتى المتغيرات التي نواجهها ككل ، لا بل فإنها زادت من تماسك اللحمة أكثر ما بين الشعب والقياده ، وعكست مدى قدرة الشعب الاردني على تحمل مسؤولياته من أجل حماية الوطن والحفاظ على أمنه واستقراره ، والالتفاف حول قيادته الهاشميه .
إن الاردن رغم وجوده في وسط محيط ملتهب ، فإنه يتأثر بما تتأثر فيه دول الجوار من أحداث دمويه ، فرضت عليه أعباء سياسيه واقتصاديه واجتماعيه كبيره . إلا أنه بقي صامدا وقويا بفضل حكمة قيادته الفذة وما يتحلى به من ثقة تامه وعلى كافة الصعد .
هذا هو الشعب الاردني وتلك هي قيادته الحكيمة اللتان كلما اشتدت عليهم الاحداث ، كلما ازدادوا عطاء وتلاحم وتقدما أكثر ،ولذلك نحن نثق بالملك.
حمى الله الوطن ... وحفظ الله الملك الحليم ... وشعبه الاردني العظيم .

الدستور

مدار الساعة ـ نشر في 2017/07/30 الساعة 21:06