مونديال قطر 2022: أول استضافة عربية وشرق أوسطية
ثلاثة أيام تفصلنا عن أهم حدث رياضي عالمي وهو مونديال كأس العالم لكرة القدم الذي تستضيفه دولة قطر يوم الاحد المقبل 20/11/2022، قطر أول بلد عربي وشرق أوسطي وثاني بلد آسيوي بعد اليابان يتمكن من استضافة المونديال الرياضي الأهم؛ منذ انطلاق البطولة عام 1930 تقاسمت الدول الأوروبية والاميركيتين استضافة هذه البطولة التي يتابعها وعلى مدار شهر مئات الملايين على امتداد العالم وتجتمع فيها ثقافات وعادات وتقاليد العالم.
على خلاف كل البطولات السابقة من ناحية موعد اقامتها التي تعقد عادة في شهر حزيران وتمتد لشهر تموز؛ تقام هذه البطولة أواخر العام حيث تبدأ في تشرين الثاني وتنتهي في كانون الأول، ويعود السبب في تعديل موعد إقامتها لارتفاع درجة الحرارة والتي تقارب 50 درجة مئوية عادة وأيضاً الرطوبة العالية في البلد الخليجي وهو ما لا يناسب الرياضيين والجماهير المؤازرة التي تنتظر هذا الحدث كل أربع سنوات بشغف يصل حد الإدمان.
خلال عشرة أعوام من إعلان فوز قطر بالاستضافة، وفي ظل أجواء من التشكيك والاتهام حول ظروف فوز الدولة الخليجية ذات الإمكانيات والثروات الهائلة وهو الامر الذي وصل حد إجراء تحقيق على مستوى الاتحاد الدولي لكرة القدم؛ تمكن القطريون من تهيئة بنية تحتية توازي وتتفوق على دول متقدمة ولديها خبرات متراكمة في استضافة كأس العالم؛ من ناحية الملاعب والمنشآت الرياضية والخدمات السياحية والترفيهية ووسائل النقل والمواصلات وبكلفة مالية غير مسبوقة؛ تشير بعض التقديرات إلى أنها تقارب من ثلاثمائة مليار دولار أميركي أو أقل بقليل، وليس من المتوقع أن يحقق عوائد مادية توازي هذه التكلفة الكبيرة ولكنه بالتأكيد وضع دولة قطر والعالم العربي والشرق الاوسط على خريطة الحضور الرياضي وهذا ما يشعرنا كعرب بالفخر والاعتزاز.
هناك من لا يروق له أن ينجح بلد من العالم الثالث وخاصة اذا كان بلدا عربيا ومسلما من أن يحقق نجاحا في أي مجال خاصة اذا كان مختلفا ومتميزا، لذلك تتعرض استضافة قطر للمونديال لهجوم مكثف؛ صحيح أنها كانت تثار منذ سنوات ولكن وتيرتها ازدادت في الأسابيع الأخيرة بشكل مكثف ومنظم ولم يقتصر مصدر الهجوم على الرياضيين كجوزيف بلاتر رئيس الفيفا السابق وغيره من بعض اللاعبين الدوليين، بل امتدت لتشمل سياسيين أوروبيين كوزيرة الداخلية الالمانية ومناصري حقوق الانسان وحقوق المثليين للدرجة التي تشعر بأن الهدف التأثير على فعاليات المونديال قبل انطلاقه تحت مبررات واهية.
بعد اثنين وتسعين عاما من انطلاق صفارة الحكم ببدء اول مباراة في كأس العالم بنسخته الأولى بين الولايات المتحدة الأميركية والمكسيك في الاورغواي، يصل قطار الاستضافة لبلد عربي خليجي؛ حيث تتنافس ثماني مجموعات من ضمنها أربعة فرق عربية لنيل اللقب الرياضي الذهبي الأول في العالم؛ عربياً تبقى المنافسة على اللقب في دائرة الاحلام الصعبة في ظل وجود فرق قوية ولكن يبقى الحلم مشروعاً؛ المكسب المهم هو نجاح بلد عربي بتقديم نموذج حضاري من ناحية الاستعداد والتجهيزات وهو ما أنجز على أرض الواقع.