لماذا أحبُّ موسى حجازين؟

مدار الساعة ـ نشر في 2022/11/17 الساعة 08:14
مدار الساعة - علي عبيدات - موسى حجازين مرآة طباعي وهويتي وكياني وهمي الأردني، الأردن الذي أريدهُ أحسن مكان في الوجود، كذلك موسى حجازين.
إنّ الفن الأردني كله لم يأتِ بمثل موسى حجازين، ثمة قامات وأساتذة هو يعترف بفضلهم عليه لأنه كريم ابن كرام، لكن ما سر حب الأردن كلها لموسى حجازين بإجماع كامل شامل من عقربا حتى العقبة؟!


لم يجد موسى حجازين صاحب الملامح الأردنية الغارقة في الأصالة نصًّا يليق به باستنثاء نص الأردني النقي أحمد حسن الزعبي، قبل هذا كان موسى حجازين يحارب ويجاهد ويتعب، ثم أطلَ علينا في حارة أبو عواد وقد ابتكر لازمة الشخصية أمام محمود الزيودي ونبيل المشيني في المكتب (التأتأة) فذهلوا من هذا الفتى القادم حديثًا من مصر وقد درس الموسيقى بعد أن تتلمذ على يد العملاق "أحمد فؤاد حسن".

كركي من السماكية من أسرة محافظة درس الموسيقى ولا يعرف عمّان ولا تعاليل الفنانين (وما زال)، انطلق مع غول تمثيل عملاق شعبي حسن ابراهيم (مرزوق) وقدما معًا لوحات أردنية تعكس ثمانينات وتسعينيات الانعطافات الأردنية الكبيرة، ثم سلسلة لا تجيبوا سيرة، ثم أصابت الميوعة كل المشهد الفني الأردني ثم اختلط حابل الثقافة بالاقتصاد والتردي المعيشي فسكت موسى حجازين. أوتعرفُ ما معنى أن يسكت كوميديان بهذا الحجم؟ هذا يعني أن المشهد فيه ألف علّة.

لماذا يحبُّ أبوك موسى حجازين؟ لماذا تحب جدتك موسى حجازين؟ الحب قادم من عمق السلوك الكركي الآسر في التواصل مع الناس، على الأقل لم يتعالَ على الجمهور، نحت شخصيته كما يليق بمجتمع يحب الضحك ويستحي من الضحك، يقول النكتة ويخجل من الضحك عليها، لكن موسى حجازين كركي له مهارات الكركي في نقل المعنى بالدموع والضحك، كم متقاعدًا عسكريًا ترى في موسى حجازين؟ كم موظف أرشيف ونجار وسائق ومعلم مدرسة ترى في موسى حجازين؟ إنه نحن جميعًا.

في صوت موسى حجازين الذي يحترف الضحك دموع كثيرة ترسبت في الشخصية الأردنية على طول تاريخها، دموع رجل شق الجبل في البتراء فسقط، دموع أم مؤابية أضاعت طفلها في حرب كنعان. إن الشجن المتمغط في صوت موسى حجازين وهو يقول:" بالله يا نجم يا وضاح اشرف على احبيب القّلب وقِلُّه" شجن أيتام يضحكون في زمن المهداوي الطاغية. هذا حزن أصيل منذ قطع الشجرة الأولى لبناء قلعة الكرك. تلك أحزان المواجدة والحجازين والزريقات أيام المذابح الوحشية والزلم المليحة.

موسى حجازين، يعني فكاهة نجيب الريحاني وشرفنطح وحسن فايق وعلي الكسار ومدبولي؛ إذا اعتلى خشبة، يعني قسوة زكي رستم ووعورة زكي طليمات واكتناز يوسف بك وهبي إذا غنى باستقامة تسحق القلب. من يستطيع أن يعيش بأداء كوميدي مثل عصفور وبصوت بكائي مثل طبيب حاد الملامح بيده مقص!. تلك خلطة الأردني الأصيل وتلك نعمة الله علينا بأن يكون بيننا موسى حجازين. أطال الله عمرك خالي.

---------------------------------------

وكتب الاستاذ موسى حجازين عبر صفحته على منصة الميتافيسبوك شاكراً الزميل علي عبيدات...

الشكر لله الذي أعطاني

نعمة بعيون الآخرين.

عزيزي الفاضل الاستاذ

علي عبيدات حفظك المولى،

لو ارسلت لحضرتكم كل عبارات الشكر، لمقالك الذي اعتبره وساماً على صدري، لا يمكن أن تروي عن ما بداخلي نحو شخصكم المقدر.

فاسمح لي أن التجئ الى السماء لاتضرع لله عز وجل جلاله،

بأن يشكرك بصحتك وباهل بيتك وبنجاحاتك وبمسيرتك وبعملك.

رغم انني ارى أن مقالك البسني ثوبا اكبر من حجمي ومقاسي،

مع كل المحبة والود.

حفظك الله وحفظ الوطن
مدار الساعة ـ نشر في 2022/11/17 الساعة 08:14