هِستيريا 'صاروخية' أو ... صفعة لـِ'حِزب الحرب'
مدار الساعة ـ نشر في 2022/11/17 الساعة 01:01
محمد خرّوب
خطفَ حادث سقوط "صاروخ" على قرية بولندية محاذية للحدود الأوكرانية الثلاثاء الماضي، الأضواء من قمة العشرين في يومها الأخير بمنتجع بالي الإندونيسي. وهي قمة وفّرت هي الاخرى فرصة لـ"حزب الحرب" في المعسكر الغربي خصوصا لدى المتطرفين من جنرالات وساسة حلف الناتو، كي يواصلوا حملتهم الاعلامية/والنفسية الرامية ضخ المزيد من الدعاية لشيطنة روسيا وتشويه سمعتها, إضافة الى دعوات لفرض المزيد من العقوبات عليها, بعدما فشِل معظم تلك العقوبات حيث لم يَشهد العالم انهيار الاقتصاد الروسي, ولا مسارعة الكرملين الى رفع الرايات البيض على قبابه وطلب الغفران من مجلس ادارة العالم (مجموعة G7). رغم ارتفاع منسوب التحريض عليها عبر اتهامها (دونما دليل) بانها تقف خلف إطلاق هذا الصاروخ, بل سارعَ قادة دول غربية ذات وزن الى اهتبال الفرصة لشحن الموقف وأخذِه الى مربع المواجهة, من خلال الدعوة الى عقد اجتماع عاجل لحلف الناتو وفق المادة الرابعة (على مستوى السفراء للتشاور), وهي التي تسبِق تفعيل المادة الخامسة, التي تعني إلتزام "كل" أعضاء الحلف بالدفاع عن اي عضو يتعرّض لعدوان خارجي.
اصوات الزعماء الذين عبّروا عن "صدمتهم" من التقارير التي تحدثت عن "ضربة" صاروخية روسية, وطالبوا بعد إعلان تضامنهم مع كييف, برد حاسم على العدوان الروسي الغاشم, لم يترددوا في عرض "المساعدة" في التحقيق، برزت في مقابل أصحاب الرؤوس الحامية, اصوات عقلانية صدرت عن قادة وعواصم ثلاث دول مشاركة في قمة العشرين (G20) اولهم كان الرئيس الاميركي/بايدن الذي صرّح بان المعلومات الاولية "تدحض" فرضية ان يكون الصاروخ كان انطلق من روسيا، اما الرئيس الفرنسي/ماكرون فدعا – هو الآخر – الى توخي "اقصى درجات الحذر" بشأن مصدر الصاروخ الذي سقط في بولندا، مؤكدا – ماكرون – ان "دولاً عدة" في المنطقة تمتلك النوع نفسه من السلاح، ولم يتردد في التحذير من خطر "تصعيد" كبير.
فيما كان الرئيس التركي/اردوغان اكثر القادة وضوحا ومباشرة, ليس فقط في استبعاده ان تكون لموسكو علاقة بسقوط صاروخ في بولندا، بل في تأكيده صحة الموقف الروسي الذي نفى المزاعم التي تروّجها وسائل الإعلام البولندية (وغير البولندية بالطبع).
هنا يمكن للمرء ان يقف عند طبيعة دوافع الاتهامات التي سارع الرئيس الاوكراني/زيلينسكي الى اتهام روسيا بالوقوف خلف هذا الحادث, مُعتبِراً ان "الهجوم على بولندا هو هجوم على الأمن الجماعي, قائلاً بنبرة حماسية: "حان وقت العمل" دونما دليل مثبت لديه ولدى البولنديين انفسهم (دع عنك وسائل اعلامهم التي لا تخفي عداءها لروسيا والروس لاسباب تاريخية وايديولوجية معروفة). رغم ان الرئيس البولندي نفسه/دودا.. كان أكّد في وقت مُبكّر ان لا دليل لديه على "هوية مُطلق" الصاروخين (راجت في البداية أنباء تقول انهما صاروخان)، ما يزيد من الاعتقاد بان زيلينسكي انما اراد استغلال فرصة سنحَت او ربما التغطية على مسؤولية قواته عن اطلاق الصاروخ نتيجة عدم الدقة خلال محاولة قوات الدفاع الجوت إسقاط أهداف صاروخية روسية, بل ذهب وزير خارجيته بعيدا عندما دعا إلى استجابة "صارمة" خلال مكالمته مع وزير الخارجية الأميركي/بلينكن بعد شيوع خبر الحادث..
ثمة اسئلة كثيرة تُطرح في شأن المستفيد من حادث كهذا. وهل ثمة مصلحة لموسكو اقله في هذه المرحلة "التحرش" بالناتو وتحديدا بولندا, علما ان الاخيرة هي الدولة الاكثر حماسة لدعم اوكرانيا تسليحياً/ولوجستيا بل انه من خلالها وعبر حدودها الملاصقة لأوكرانيا تمر معظم (حتى لا نقول كل) الاسلحة الاميركية والغربية/النانوية والدعم اللوجستي، وكان بمقدور روسيا لو ارادت وما يزال بمقدورها قصف كل قوافل وقطارات الدعم الغربي/الناتوي لأوكرانيا القادمة من بولندا نحو كييف ولفييف وغيرهما.. فلماذا اذا تختار قرية نائية لا هدف عسكريا فيها ولا اهمية استراتيجية لها, كي "تتحرش" ببولندا العضو في الناتو التي امدت اوكرانيا بكل اسلحتها "السوفياتية" والروسية، واقترحت على "الناتو" تزويد اوكرانيا بطائراتها الروسية/والسوفياتية مقابل تعهّد واشنطن وبرلين تزويدها بطائرات مُقاتلة غربية؟
في المجمل نحسب ان حزب الحرب في الناتو كما في عواصم غربية اخرى "خسِر" هذه المرة ايضا، بعدما تكشّفت الحقائق, ولم يعد ثمة شكوك بأن أوكرانيا تتحمل مسؤولية حدوثه بصرف النظر عن دوافعها.. وهذا ما أكّده أمين عام حلف الناتو/ستولتنبرغ بقوله: إنه لا تأكيدات على أن إطلاق الصاروخ على بولندا كان مُتعمدا, ولا على أن روسيا تُنفِّذ أعمال ضد الناتو والمعلومات تشير إلى "إطلاق صواريخ دفاع جوي أوكرانية". في الوقت ذاته الذي كشف فيه أن الناتو "يحتفِظ بخطوط اتّصال مع روسيا".
خطفَ حادث سقوط "صاروخ" على قرية بولندية محاذية للحدود الأوكرانية الثلاثاء الماضي، الأضواء من قمة العشرين في يومها الأخير بمنتجع بالي الإندونيسي. وهي قمة وفّرت هي الاخرى فرصة لـ"حزب الحرب" في المعسكر الغربي خصوصا لدى المتطرفين من جنرالات وساسة حلف الناتو، كي يواصلوا حملتهم الاعلامية/والنفسية الرامية ضخ المزيد من الدعاية لشيطنة روسيا وتشويه سمعتها, إضافة الى دعوات لفرض المزيد من العقوبات عليها, بعدما فشِل معظم تلك العقوبات حيث لم يَشهد العالم انهيار الاقتصاد الروسي, ولا مسارعة الكرملين الى رفع الرايات البيض على قبابه وطلب الغفران من مجلس ادارة العالم (مجموعة G7). رغم ارتفاع منسوب التحريض عليها عبر اتهامها (دونما دليل) بانها تقف خلف إطلاق هذا الصاروخ, بل سارعَ قادة دول غربية ذات وزن الى اهتبال الفرصة لشحن الموقف وأخذِه الى مربع المواجهة, من خلال الدعوة الى عقد اجتماع عاجل لحلف الناتو وفق المادة الرابعة (على مستوى السفراء للتشاور), وهي التي تسبِق تفعيل المادة الخامسة, التي تعني إلتزام "كل" أعضاء الحلف بالدفاع عن اي عضو يتعرّض لعدوان خارجي.
اصوات الزعماء الذين عبّروا عن "صدمتهم" من التقارير التي تحدثت عن "ضربة" صاروخية روسية, وطالبوا بعد إعلان تضامنهم مع كييف, برد حاسم على العدوان الروسي الغاشم, لم يترددوا في عرض "المساعدة" في التحقيق، برزت في مقابل أصحاب الرؤوس الحامية, اصوات عقلانية صدرت عن قادة وعواصم ثلاث دول مشاركة في قمة العشرين (G20) اولهم كان الرئيس الاميركي/بايدن الذي صرّح بان المعلومات الاولية "تدحض" فرضية ان يكون الصاروخ كان انطلق من روسيا، اما الرئيس الفرنسي/ماكرون فدعا – هو الآخر – الى توخي "اقصى درجات الحذر" بشأن مصدر الصاروخ الذي سقط في بولندا، مؤكدا – ماكرون – ان "دولاً عدة" في المنطقة تمتلك النوع نفسه من السلاح، ولم يتردد في التحذير من خطر "تصعيد" كبير.
فيما كان الرئيس التركي/اردوغان اكثر القادة وضوحا ومباشرة, ليس فقط في استبعاده ان تكون لموسكو علاقة بسقوط صاروخ في بولندا، بل في تأكيده صحة الموقف الروسي الذي نفى المزاعم التي تروّجها وسائل الإعلام البولندية (وغير البولندية بالطبع).
هنا يمكن للمرء ان يقف عند طبيعة دوافع الاتهامات التي سارع الرئيس الاوكراني/زيلينسكي الى اتهام روسيا بالوقوف خلف هذا الحادث, مُعتبِراً ان "الهجوم على بولندا هو هجوم على الأمن الجماعي, قائلاً بنبرة حماسية: "حان وقت العمل" دونما دليل مثبت لديه ولدى البولنديين انفسهم (دع عنك وسائل اعلامهم التي لا تخفي عداءها لروسيا والروس لاسباب تاريخية وايديولوجية معروفة). رغم ان الرئيس البولندي نفسه/دودا.. كان أكّد في وقت مُبكّر ان لا دليل لديه على "هوية مُطلق" الصاروخين (راجت في البداية أنباء تقول انهما صاروخان)، ما يزيد من الاعتقاد بان زيلينسكي انما اراد استغلال فرصة سنحَت او ربما التغطية على مسؤولية قواته عن اطلاق الصاروخ نتيجة عدم الدقة خلال محاولة قوات الدفاع الجوت إسقاط أهداف صاروخية روسية, بل ذهب وزير خارجيته بعيدا عندما دعا إلى استجابة "صارمة" خلال مكالمته مع وزير الخارجية الأميركي/بلينكن بعد شيوع خبر الحادث..
ثمة اسئلة كثيرة تُطرح في شأن المستفيد من حادث كهذا. وهل ثمة مصلحة لموسكو اقله في هذه المرحلة "التحرش" بالناتو وتحديدا بولندا, علما ان الاخيرة هي الدولة الاكثر حماسة لدعم اوكرانيا تسليحياً/ولوجستيا بل انه من خلالها وعبر حدودها الملاصقة لأوكرانيا تمر معظم (حتى لا نقول كل) الاسلحة الاميركية والغربية/النانوية والدعم اللوجستي، وكان بمقدور روسيا لو ارادت وما يزال بمقدورها قصف كل قوافل وقطارات الدعم الغربي/الناتوي لأوكرانيا القادمة من بولندا نحو كييف ولفييف وغيرهما.. فلماذا اذا تختار قرية نائية لا هدف عسكريا فيها ولا اهمية استراتيجية لها, كي "تتحرش" ببولندا العضو في الناتو التي امدت اوكرانيا بكل اسلحتها "السوفياتية" والروسية، واقترحت على "الناتو" تزويد اوكرانيا بطائراتها الروسية/والسوفياتية مقابل تعهّد واشنطن وبرلين تزويدها بطائرات مُقاتلة غربية؟
في المجمل نحسب ان حزب الحرب في الناتو كما في عواصم غربية اخرى "خسِر" هذه المرة ايضا، بعدما تكشّفت الحقائق, ولم يعد ثمة شكوك بأن أوكرانيا تتحمل مسؤولية حدوثه بصرف النظر عن دوافعها.. وهذا ما أكّده أمين عام حلف الناتو/ستولتنبرغ بقوله: إنه لا تأكيدات على أن إطلاق الصاروخ على بولندا كان مُتعمدا, ولا على أن روسيا تُنفِّذ أعمال ضد الناتو والمعلومات تشير إلى "إطلاق صواريخ دفاع جوي أوكرانية". في الوقت ذاته الذي كشف فيه أن الناتو "يحتفِظ بخطوط اتّصال مع روسيا".
مدار الساعة ـ نشر في 2022/11/17 الساعة 01:01