رسالة للمؤمنين بالوطن والمشككين
أجزم أن جلالة الملك عبدالله الثاني قد أعلن صراحة وبشكل قاطع بأننا ماضون إلى الأمام بإصرار وتحد رغمًا عن كل المشككين والمحبطين والسوداويين الذين لا يريدون لقافلتنا أن تتقدم ويصرون على إزعاجها وعرقلتها كلما تقدمت بأصواتهم النشاز، رافضين الانخراط بالعمل مكتفين بالتنظير وحصد الشعبويات التي سئمنا منها وضقنا ذرعًا بها.
الأردنيون جميعا أمام فرصة تاريخية، فنحن لا نمتلك ترف الوقت، لاضاعتها وتكمن في التحديث الكامل للدولة وفي كافة المجالات، بعدما أن قضت 100 عام ناضلت خلالها من أجل البناء وواجهت الكثير من التحديات والتي لولا إيمان وطموح أجدادنا و آبائنا لما أسست هذه الدولة التي يشار إليها اليوم ومن كافة دول العالم من زائرين ومراقبين بالبنان والإعجاب، رافضين الاستسلام لواقع كانوا يعيشونه فحفروا الصخر ورموا البذور وحصدوا الزرع وحموا الوطن وشيدوا البناء رغم ضعف الإمكانيات والموارد معتمدين على سواعدهم في إقامة كل ما ترونه اليوم، ف?خيلوا أنهم أحبطوا وشككوا وشكوا وتذمروا وأصابتهم السوداوية أمام ظروف واجهوها ولم تواجهنا نحن من تعليم وصحة وبنية تحتية وغيرها.
اليوم الوطن يبني كل آماله على المؤمنين به للاستمرار ببنائه وتطويره والتقدم باتجاه المستقبل من خلال استغلال الفرص ومواجهة التحديات، فكل ما عاشه الوطن من تحديات وأمواج عاتية ومنذ التأسيس يثبت أننا من أصحاب العزم والإرادة وبأننا الأكثر قدرة على تطويع التحديات ومهما كانت صعوبتها ولنا على ذلك مئات الأدلة ولعل أبرزها ما عاشه خلال السنوات العشر الماضية، والتي واجهنا بها جملة من التحديات الأمنية والإقليمية وما انتجته من إرهاب حاصرنا من كل اتجاه وصوب غير أننا استطعنا أن نقهر قوى الظلام تلك وأن ندحرها في أوكارها وأي?ما كانت، وعلى الصعيد الاقتصادي عاش الوطن جملة من التقلبات والتي من أبرزها الحصار الاقتصادي غير المباشر مع دول كانت من أهم الأسواق التصديرية بالإضافة إلى انقطاع الغاز المصري وارتفاع كلف الإنتاج وغيرها من الظروف الاقتصادية والتي عبرناها باقتصاد قوي ماليًا ونقديًا ومحققا في كل عام نسب نمو اقتصادي.
ولم يكن كل هذا ما عاشه الوطن مؤخراً فدخل اقتصادنا بموجة جائحة كورونا وتبعيتها فانتصرنا اقتصاديًا وصحيًا واستطعنا أن نتغلب على كل ما نتج عنها من تحديات، فكنا من أكثر الدول تنظيمًا وكفاءة فلم تنقطع السلع لدينا وتلقى الجميع المطاعيم ولم يسرح موظف واحد حتى وصلنا إلى مرحلة تسجيل نسب نمو في كافة القطاعات لم يسبق لنا أن حققناها فخرجنا من هذا التحدي أقوى من قبل دخولها، الأمر الذي ساعدنا على مواجهة تداعيات الحرب الروسية الاوكرانية وما خلفته من نسب تضخم مرتفعة وارتفاع الأسعار بينما نحن ما زلنا ضمن المعدلات المقبولة،?رافضين أن تتوقف عجلة العمل فذهبنا إلى التحديث الاقتصادي والسياسي والإداري وبخطوات جريئة ليفتح الوطن ذراعه من جديد للجميع دون استثناء للتشارك في بناء المستقبل وتهيئة الفرص أمام الاجيال المقبلة، غير أن البعض ما زال يرفض أن يغادر مكانه في الطابور الخامس.
رسالتنا لغير المؤمنين بهذا الوطن وقدرة أبنائه على البناء، تكمن وفي كافة سطورها وحروفها بأننا لن نعيركم اهتمامنا من الآن وصاعداً ولن نتوقف عندكم، فقافلتنا ستمضي رغم أصواتكم المشككة والمتذمرة والمحبطة وصولًا إلى مكان ترفضون وصولنا إليه لتحقيق مكاسب ضيقة على حساب وطن بأكمله، ومن هنا ما عليكم بعد الآن سوى الشراكة معنا في البناء والتطوير والتقدم أو أن تبقوا على ما أنتم عليه، فلن تعيدونا إلى الوراء من جديد ولن تتوقف قافلتنا إلا حين الوصول إلى وجهتنا.