المسفر يكتب: وأخيراً الكرك.. انقذوا الأردن من فكي الكماشة
تحت عنوان "عام أفل وعام جديد أشرقت شمسه"؛ كتب المفكر القطري العربي محمد صالح المسفر يقول:
نودع سنة 2016 وشرورها كثيرة، نودع هذه السنة ونحن نتشح بالسواد حدادا على شهدائنا الأبرار في العراق وفي حلب الشهباء وغيرها من المدن السورية، وكذلك اليمن وليبيا العزيزة وفلسطين المقدسة وأخيرا محافظة الكرك. إنها سنة مرت علينا لم ترتسم الفرحة على وجهنا.
عالمنا العربي يعيش حالة قلق وحرب من المملكة المغربية إلى عمان في أقصى الشرق، الفتنة تطل برأسها بيمن المملكة المغربية وموريتانا، والفتنة تتصاعد في محافظة المهرة اليمنية. السودان وما أدراك بمصائبه، قيل لنا إنه إذا تحقق انفصال جنوب السودان عن شماله سيعم الرخاء والاستقرار ويسود الأمن.
وتم الانفصال وأعلنت دولة جنوب السودان واعترف بها المجتمع الدولي، لكن الانفصال لم يحقق للدولة الوليدة الأمن والسلام والاستقرار بل أمعنت النخب السودانية الجنوبية في خلافاتها واشتعلت الخلافات المسلحة وكثر عدد الضحايا والمهجرين أو الهاربين عن مناطق الصراع بين أفراد الحكومة الجنوبية، ورمى اللاجئون من جنوب السودان بثقلهم على السودان الشمالي.
(2)
أستطيع القول إننا خسرنا العراق واستولت عليه إيران، وكنا الأقدر على المحافظة عليه من كل عاديات الزمان، كنا الأقوى على بقاء العراق موحدا ضمن الدائرة العربية، وكنا الأقدر على حمايته من هيمنة الفرس ونهب ثرواته لكننا فرطنا، ولا أريد إنكاء الجراح، فكل ما لا نحب أن يحدث للعراق حدث ونحتاج إلى أزمان وأزمان لنستعيد العراق من قبضة الفرس.
في سوريا الحبيبة لم نتعلم الدرس من العراق منذ عام 1991 وحتى عام 2003 فكانت مصيبتها أعظم، استولى عليها الفرس والروس، وأمعنوا في قتل المواطنين ليصل عدد القتلى إلى أكثر من نصف مليون سوري، ودمرت مدن التاريخ السورية على رؤوس أهلها، وما برح تحت الأنقاض المئات من البشر، واليوم قوى احتلال سوريا يخططون لمستقبلها السياسي في غياب عربي مقلق. والحق أننا لم نستطع توحيد قوى الثورة والمعارضة السورية لمواجهة الحشود الطائفية والمرتزقة بقيادة بشار الأسد، ولم نزود المنظمات الوطنية التي نطمئن لصدقها بأسلحة متطورة لمواجهة الطيران الروسي والسوري ومنعه من تدمير المدن. اعتمدنا على حلفائنا الأمريكان فخذلونا وخذلوا قوى الثورة والمعارضة وتركوا الساحة للفرس والروس وهم يعبثون اليوم بسوريا الحبيبة وراحوا يتمددون نحو لبنان واليمن ولا أستبعد الأردن الشقيق.
إن واجبنا اليوم هو حماية الأردن من أن يقع بين فكي الكماشة من الشرق ومن الشمال الغربي. إن إيران تحيط بالأردن الشقيق ولها أطماع لا حدود لها في فرض سيطرتها على الأردن، ولها القدرة على التسلل إلى القلب الأردني بالترغيب أو الترهيب.
والحق أننا خسرنا العراق وسورية ولبنان، وخسارتنا للبنان كان لصالح إيران بوجود رئيس الجمهورية الحليف لحزب الله اللبناني، المؤمن بولاية الفقيه الإيراني، وتحصيل حاصل قبول إيران به كرئيس بعد أن تعذر اختيار رئيس لأكثر من سنتين نظرا للفيتو الإيراني عبر حزب الله اللبناني.
لا أشك في أننا خسرنا مصر لأننا لم نحسن التعامل مع ثورة الشعب المصري 2011، ولم نحسن التعامل مع المجلس العسكري بقيادة المشير طنطاوي، ولم نحسن التعامل مع الرئيس المنتخب الدكتور محمد مرسي، وأغدقنا على قادة الانقلاب في مصر بقيادة الجنرال السيسي طمعا في تقويته ليكون معنا في مواجهة أطماع الآخرين في أوطاننا العربية بعد كل دعمنا للجنرال السيسي حاكم مصر سياسيا وماليا وإعلاميا شاح بوجهه عنا فلم يشد من أزرنا في اليمن لمواجهة الأطماع الإيرانية في فرض هيمنتها على اليمن بقيادة الحوثيين والرئيس السابق علي عبد الله صالح وتهديد أمن دول مجلس التعاون خاصة المملكة السعودية، واصطف إلى جانب القوى الباغية في دمشق وبغداد.
(3)
لا يخالفني أحد في أن المملكة العربية السعودية مستهدفة من كل القوى، فإيران حركت كتائبها القتالية في العراق لتكون على الحدود الشرقية الشمالية للمملكة السعودية، وخلاياها الشريرة منتشرة في الدول الخليجية سرعان ما تستدعى لهز أمن المملكة ودول الخليج، وفي اليمن حدث ولا حرج، وحراك غير شريف يجري في محافظة المهرة وحضرموت لا بد للقيادة السعودية من الانتباه إليه كي لا يتطور ذلك الحراك الأناني إلى أن يصبح معضلة نحتاج إلى جهود مضنية لحل تلك المعضلة.
في هذا الإطار يجب علينا نحن المواطنين في السعودية ودول مجلس التعاون أن نعد أنفسنا جميعا ونشكل فرقا شعبية للدفاع عن المملكة العربية السعودية لأنه لا سمح الله لو تعرضت لأي خطر فإننا في دول مجلس التعاون سنكون أول الخاسرين، تعالوا نشكل سدا منيعا للحفاظ على أمننا السعودي الخليجي انطلاقا من اليمن بنصرة ثورتها وجيشها وشعبها، بقيادة حكومتها الشرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي. تعالوا نشكل قوة لمحاربة الشائعات والنميمة السياسية وبث أفكار الفرقة الموجهة ضد المملكة ودول مجلس التعاون.
آخر القول: نستقبل العام الجديد وكلنا أمل في نصر مبين في اليمن لصالح الشرعية اليمنية، قبل تولي دونالد ترامب مقاليد السلطة في البيت الأبيض، فهو قادم وهو مشحون ضدنا من قبل جحافل الحاقدين على أمتنا العربية والإسلامية، وبما حبانا الله من خير.