على تلك الطاولة الملتصقة بحلم الكلمة
مدار الساعة - بقلم : أميمة الجبور
في محاولة لخداع النفس واستكشاف الأمر بدأ الحلم يؤسس لرحلة الضياع وللأيام البعيدة المضللة لتصحو وقد انهار عليك الحلم إذا ما صدمت بالواقع وتيقظ ضميرك واشتعل ذاك الضوء الخافت أو المتخم في داخلي ليفجر أكواما من النجوم ويحطم مئات الذي رقد فيثور على قسوة التجربة فلن تبدأ العودة إلا إذا لاح الغياب وحكّ هذا الظفر المتيبس ذاك الجلد المتجفف الأصفر الذابل من الحرية.
في داخل كل منا سجن حقيقي يشبه هزائم الحروب الكبرى التي لا تخوضها إلا دول تعرف الهدف وتحترف الخصم دون شرط أن تكون من العقلاء الذين يحسون بالمسؤولية او يكون أحدهم مواطن حر فالمواطنة وحب الوطن لا تتفق أو تختلف مع أن تكونا عاشقا للحرية تناضل ضد قهرك وظلمك المهم أن تكون جدا أن يكون ضميرك واعيا متيقظا للحقيقة وتكون مسؤولا وشريكا بها لا تفجع في مستقبلك ولا تكون شاهدا غائبا وطرفا خادعا تعترف بالرأي الآخر حريته ووجوده وقوته وجوده حرا حيا تمثله كل أشكال الحرية التي تبحث عنها وتعبث مكامن الروح فيه.
أعرف جيدا أن الصراعات التي تتولد دواخلنا قد تطول وتتعرج وقد تسبب لنا لنا خطر لعين ولعنة تقر وتفوق أن نكون مجرد أحلام وأرقام بشرية لعداد السنوات والأيام وشهادات الوفاة التي يختمها العمر دون أن يبقى منها قصاصة أحلام تحققت أو نالت العفو والمغفرة لتبقى حية على الورق أو الواقع .
هذه الليلة ذاكرتي شارهة للكلمات وإن كانت أحيانا هاجرة للورق مشحونة أو مشجونة بكلمات تنزلق دون أي اشارة وصوت يرتفع في ضميري يردد مازلت أحلم أن أكتب، أكتب بيد لاترتجف أو بيد ملوثة فاليد الملوثة ؛ والقلوب الملوثة لاتستطيع أن تكتب أتمنى أن أكتب كل الكلمات التي غفت على حلم أوراقي من سنين ليست عاجزة أريد لكل الرايات أن تشتعل وتقف تجدد الوثاق مع تلك الأوراق بهدنة معجزة تنفث الروح في الميت منها وتمنح العافية للهالكة والمنكسرة فيها.
المهم.. إن أجدت في حلمي فلأن الانسان مفطور على الخير وإن كان للبعض أن يذهب بكلماتي ويريدها أن تعتنق دين قلبه وضميره الذي يدين فلتكن أضغاث أحلام يوسفية النية وباكورة الشتاء الذي يداهمنا بالبرد ليداعبنا بالدعاء والمطر