الأقصى سلاح الحق

مدار الساعة ـ نشر في 2017/07/30 الساعة 11:26
لم يكن موجودا إلاَ الله وحده لاشريك له ولاشئ معه وسيبقى الى الابد المحدد من قبله، حيث كان في فراغ وبدأ خلق الاشياء بتسلسها الحالي؛ 1- فخلق الماء ثم العرش عليه، 2- ثم خلق القلم وامره بالكتابة، فجرى في تلك الساعة بما هو كائن الى يوم الدين، 3- ثم خلق الكون من العدم، 4- وخلق السموات والارض في ستة أيام ثم استوى على العرش، ودليل ذلك قوله تعالى: الله خالق كل شئ وهو على كل شئ وكيل . ففي خلق الأرض كان الله قد أنشأ أول بقعتين لتكونا بداية تكون اليابسة هما (مكة المكرمة التي هي أول بقعة يابسة أنشأها الله على الأرض) والمسجد الأقصى بأنه قبلة المسلمين الأولى قبل تحويلها إلى الكعبة، في (بيت المقدس التي نمت امتدادا لبقعة اليابسة الأولى) كمكانيين مقدسين بالاستعانة بهما لإقامة شرع الله عليهما بالعبادات من خلال قيام الإنسان بها باستخلافه في الأرض، لأن الخالق سبحانه وتعالى قد قسَّم الزمن تقسيماً فلكياً، فجعل الشمس عنواناً لليوم، والقمر ليدلنا على الشهر ليكون توقيت هذه العبادات هو الضابط لحركة هذه النجوم والكواكب والمتحكم بها. لقوله سبحانه وتعالى: إِنَّ عِدَّةَ ٱلشُّهُورِ عِندَ ٱللَّهِ ٱثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ ٱللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ.
قبل 1439عاماً من الآن كان الدليل الدامغ الرباني عندما ارتفعت مظلمة المواطن محمد بن عبدالله إلى ملك الملوك ليقضي بحكمه العادل بإستضافته في رحلة الإسراء والمعراج في نفس الليلة (ليلة السابع والعشرين من شهر رجب قبل الهجرة بعام واحد)، لقول الله تعالى: سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ . حيث يبين لنا: 1- في هذه المعجزة الخارقة تتجلى مكانة القدس، قبلة المسلمين الأولى، مسرى الرسول محمد ( ) ومنها المعراج- الى السماوات العلى ليرى هنالك من آيات الله الكبرى ليكون للقدس منزلة عليا في قلوب المسلمين في كل بقاع الدنيا، في هذا الزمان وكل زمان. 2- وفي معجزة الإسراء والمعراج أسرار كثيرة: ففيها ربط قضية المسجد الأقصى وما حوله –فلسطين- بقضية العالم الإسلامي، إذ أصبحت مكة بعد بعثة الرسول ( ) مركز تجمع العالم الإسلامي ووحدة أهدافه، وإن الدفاع عن فلسطين دفاع عن الدين نفسه ليقوم به كل مسلم في شتى أنحاء الأرض. 3- كل مؤمن باالله ورسوله والرحلة من المسجد الحرام الى المسجد الأقصى رحلة مختارة من اللطيف الخبيرلتربط بين عقائد التوحيد الكبرى من لدن إبراهيم وإسماعيل، الى محمد خاتم النبيين عليهم الصلاة والسلام، وتربط بين الأماكن المقدسة لرسالات التوحيد جميعا.4- بهذه الرحلة العجيبة تم إعلان وراثة الرسول لمقدسات الرسل ( )في ربط البقعتين المباركتين في الحجاز وفلسطين، مكة والقدس، المسجد الحرام والمسجد الأقصى. منذ فجر التاريخ، تكون الحروب بين طرفين والتي ابتدأت بقتل ولدي آدم أحدهما الآخر بسبب لغة المصالح الدنيوية كما جاء في القرآن الكريم : فطوعت له نفسه قتل أخيه فقتله فأصبح من الخاسرين والتي تزامنت مع تكملة تأسيس المسجد الأقصى حيث أول من أسسسه الملائكة بأمر رباني، ثم آدم، فسام بن نوح، ثم إبراهيم ويعقوب، ومن داود حتى أكمله سليمان عليه السلام وبقيت القدس ومسجدها الأقصى ينعمان بالرخاء والهناء –فترات طويلة- حتى الغزو الصليبي لها إلى أن فتحها صلاح الدين 584هـ، ثم الغزوالتتري الذي تصدى له السلطان قطز والظاهر بيبرس وانتصر عليهم في معركة عين جالوت عام 658هـ. وبعد الحرب العالمية الأولى احتلت القدس من قبل القوات البريطانية تمهيداً لتهويدها، حيث تعرضت للغزو الإسرائيلي حتى الآن. ثم توالت الحروب في هذا الوقت بين أقطاب الباطل في العالم على الأرض العربية حيث لا منتصر فيها وهي دمار شامل لشعوبها حيث أشعلها أبليس الدنيا بينهم ليفوز بالأبل، والناجي منها من يتخذ الحياد فيها سبيلا. لقد بيّن لنا رسول الله ( ) كيف النجاة فقال: ((إن السعيد لمن جنب الفتن))، ثم قال: ((ستكون فِتَنٌ، القاعد فيها خيرٌ من القائم، والقائم فيها خيرٌ من الماشي، والماشي فيها خيرٌ من الساعي، ومَن يُشرِف لها تَستَشرِفْه، ومَن وجد ملجَأً أو مَعاذًا فليَعُذْ به)). والدليل الواقعي الملموس هو ما حدث في الأقصى اليوم حيث تعانق الشعب الأردني بقيادة سيد البلاد الملك عبدالله الثاني(إتباع سياسة الحياد مع الأشقاء والأصدقاء+ ونصرة الحق للاقصى المظلوم) والشعب المقدسي في التصدي للهجمة الأسرائلية في إغلاق أبواب المسجد الاٌقصى والأنتصار المعنوي والمادي على غطرسة النتن قائد قوى الباطل في العالم لتكون البداية في الاستعداد للمعركة المصيرية بين الحق الذي تمثله هذه الشعوب المتصدية لقوى شر الباطل المتمثلة بالصهيونية وأعوانها لكي ينتصر الحق بأمر رب العرش العظيم الذي يهب النصر لشعوب نصرة الأقصى. فايها الناس لا تيأسوا ولا تخافوا لان الأقصى منحه الله كسلاح للحق في وجه الظلم خبى يرث الله الأرض ومن عليها. وإلى اللقاء في سلاح الأقصى الآخير. والله أعلم.
  • الدين
  • إسلامي
  • علان
  • عمان
  • عربية
  • الأردن
  • الملك عبدالله
  • منح
مدار الساعة ـ نشر في 2017/07/30 الساعة 11:26