وزير خارجية قطر محمد بن عبدالرحمن آل ثاني يدافع ويفند ويرد على الدعوات الأخيرة لمقاطعة كأس العالم: الكيل بمكيالين

مدار الساعة ـ نشر في 2022/11/04 الساعة 23:20
مدار الساعة - تحدث الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني وزير خارجية قطر، الدولة المضيفة لكأس العالم لكرة القدم المقبلة في المقابلة التي أجريت يوم الخميس ٤ نوفمبر في باريس عن الانتقادات العديدة التي وجهت للدولة قبل أسبوعين من انطلاق البطولة.

كيف ترد على الدعوات الأخيرة لمقاطعة كأس العالم؟

الأسباب المقدمة لمقاطعة كأس العالم ليست منطقية. هناك الكثير من النفاق في هذه الهجمات التي تتجاهل كل ما حققناه والتي يتم تسويقها من قبل عدد قليل جداً من الناس، في عشرة بلدان على الأكثر، والذين لا يمثلون على الإطلاق بقية العالم. إنه أمر مؤسف صراحة. الحقيقة هي أنّ العالم يتطلع إلى هذا الاحتفال. تم بيع أكثر من 97٪ من التذاكر. من بين الدول العشر التي اشترت أكبر عدد من التذاكر، نجد دولاً أوروبية مثل فرنسا.

منذ حصول قطر على شرف استضافة كأس العالم في عام 2010، تحسنت ظروف العمل بالنسبة للعمال. لكن الإصلاح الرئيسي، وهو إلغاء نظام "الكفالة" (نظام يقيد العمال برؤسائهم وقد يتطور إلى عمل قسري)، جاء في عام 2020 بعد اكتمال معظم البنية التحتية. لماذا استغرق هذا الأمر وقتاً طويلاً؟

لقد أدركنا المشاكل في أنظمة العمالة الوافدة. حتى أننا دعونا المنظمات غير الحكومية إلى الدولة والعمل معنا. لقد قطعنا شوطاً طويلاً في إصلاح تشريعاتنا. هذه الإصلاحات تستغرق وقتاً وينطبق هذا على أيّ بلد. وليس الأمر فريداً من نوعه فقط في قطر. بالطبع، لا تزال هناك عيوب ونحن مصممون على إصلاحها. لكن لماذا نلوم حكومتنا بشكل ممنهج على هذه المشاكل، بينما في أوروبا، يتم إلقاء اللوم في أدنى حادثة على الشركة؟ لماذا هذا الكيل بمكيالين؟ أعتقد أن هناك بعض الأشخاص الذين لا يقبلون أن تقوم دولة صغيرة في الشرق الأوسط باستضافة مثل هذا الحدث العالمي.

العمال الذين ماتوا في الفترة التي سبقت كأس العالم موضوع متكرر آخر للنقد. تتحدث المنظمات غير الحكومية عن آلاف الوفيات، بينما تعترف حكومتك رسمياً بثلاث حالات وفاة فقط في مواقع بناء الملاعب. لماذا ما زلنا لا نملك إحصائيات دقيقة عن الوفيات في جميع مواقع البناء المرتبطة بكأس العالم؟

كل حالة وفاة هي أمر محزن. في قطر، نقوم بجمع ونشر أرقام الوفيات كل عام، مقسمة حسب العمر والجنس وسبب الوفاة ونوع العمل. بالطبع، غالبية هذه الوفيات ليست مرتبطة بالعمل. إنها تعكس التركيبة السكانية لدولة قطر التي تضم مجموعة سكانية متنوعة للغاية. والواضح أنّ الأرقام التي نقلتها وسائل الإعلام كاذبة أو مضللة.

أدخلت قطر مؤخراً حداً أدنى للأجور الشهرية يبلغ 1000 ريال (281 يورو)، بالإضافة إلى الوجبات والإقامة. في هذا البلد الغني للغاية والذي لديه أعلى نصيب للفرد من الناتج المحلي الإجمالي في العالم، أليس هذا المبلغ صادماً؟

لا ليس كذلك. المبلغ يتناسب مع تكلفة المعيشة في قطر ومستوى الأسعار وحجم الاقتصاد القطري. هذا الحد الأدنى للأجور كافٍ لعيش حياة كريمة.

طلبت منظمة العفو الدولية من الفيفا تخصيص 400 مليون دولار من أصل 6 مليارات دولار من أرباح كأس العالم لإنشاء صندوق تعويضات للعمال الذين انتهكت حقوقهم في الفترة التي سبقت كأس العالم. وزير العمل الخاص بك قد رفض للتو هذا الطلب. لماذا؟

مثل هذا الصندوق موجود بالفعل وأثبت قيمته. في العام الماضي تم صرف 350 مليون دولار من هذا الصندوق. ذهبت هذه الأموال إلى الموظفين الذين حُرموا من رواتبهم والذين تواجه شركاتهم الآن دعاوى قضائية، أو للموظفين الذين أصيبوا في العمل أو لحالات الوفاة المرتبطة بالعمل. هذه الآلية تعمل بشكل جيد للغاية. فلماذا نكررها؟

زارت إحدى صحفيينا نيبال مؤخراً ولم تجد صعوبة في مقابلة النساء اللواتي توفي أزواجهن في قطر ولم يتلقين أيّ تعويض ...

يمكنك أن تدلنا على هذه الحالات، وسنوجههم إلى الصندوق. كما تعلم، قرأت قبل أيام تعليقاً يقول إنّ قطر ليست مستعدة فكرياً وثقافياً لاستضافة كأس العالم. هل هذه العنصرية مقبولة في أوروبا في القرن الحادي والعشرين؟ كرة القدم ملك للجميع. إنها ليست حكراً لنادي النخب. أربعمئة وخمسون مليون عربي مسرورون لأنّ بطولة كأس العالم تقام أخيراً في منطقتهم.

هل سيعمل نظام التكييف التي تم تثبيته في الملاعب خلال المباريات؟

درجات الحرارة في قطر في الفترة من تشرين الثاني إلى كانون الأول أقل تقريباً من درجات الحرارة في أوروبا خلال الصيف. لذلك لن يتم استخدام تكييف الهواء. لكن فكّر في حقيقة أنّ بعض الملاعب الأوروبية يتم تدفئتها خلال فصل الشتاء. هذا لا يسبب مشكلة. فلماذا يُثار تكييف الهواء في ملاعبنا على أنه مشكلة على الرغم من أنّ التكنولوجيا المستخدمة أكثر حداثة وذات ضرر بيئي أقل؟

سترسل إنكلترا ضباط شرطة إلى قطر للعمل كحاجز بين المشجعين الإنكليز وسلطات إنفاذ القانون المحلية، على أساس أنّ الاختلاف الثقافي قد يربك البعض منهم. كيف ستعمل هذه الآلية؟

كأس العالم في قطر مثل أيّ حدث رياضي آخر في العالم. تتمتع قطر بعلاقة ودية مع هذه الدول، في أوروبا وأمريكا الجنوبية، ونحن نعمل معهم في مجال الأمن. ستعمل قوات الأمن من فرنسا وإنكلترا ودول أوروبية أخرى جنباً إلى جنب مع شرطتنا. لن يتصرفوا بمفردهم بل سننسق كل شيء، لأننا مسؤولون عن أمن الجميع، سواء جاؤوا من إنكلترا أو فرنسا أو إفريقيا. نحن من أكثر البلدان أماناً في العالم، وستكون كأس العالم هذه واحدة من أكثر الكؤوس أماناً في التاريخ.

يتوقع العديد من المراقبين حدوث "صدام ثقافات" بين المشجعين من جميع أنحاء العالم وبلدك. كيف ترد؟

الشعب القطري شعب مضياف، والعالم بأسره مرحَّبٌ به في بلدنا. كل ما نطلبه هو أن يحترم المشجعون قوانيننا، تماماً كما يُتوقّع منا أن نحترم قوانينك عندما نزورك في بلدك. ستضمن قواتنا الأمنية كأس عالم آمن، ولن يكون هناك تدخل أمني ما لم تعرّض تصرفات معينة الناس للخطر. هذا هو الوضع الوحيد الذي سيتدخلون فيه.



نشر المنتخب الأسترالي الذي ينافس في البطولة مقطع فيديو يستنكر فيه "المعاناة" المرتبطة بتنظيم البطولة في البلاد. كيف سيكون رد فعلك إذا تحدّث بعض اللاعبين خلال كأس العالم عن قضايا غير رياضية؟

في الوقت الحالي، العالم منقسم للغاية، لقد خرجنا للتو من كوفيد 19. نتمنى أن تكون هذه البطولة احتفالية يكتشف فيها الجميع بلادنا وثقافتنا. شعبنا مضياف جداً ومتسامح. إذا أراد اللاعبون التعبير عن رأيهم، فسيكونون أحراراً في القيام بذلك، ولن نمنع أيّ شخص أبداً من التعبير عن نفسه.

غالباً ما تكرر التخلي عن الملاعب التي تم إنشاؤها لأحداث رياضية كبرى بمجرد انتهاء البطولة. كيف تخططون لتجنب مثل هذا الأمر؟

الفرق هو أنّ هناك توافقاً مثالياً بين البنية التحتية التي أنشأناها لكأس العالم والبنية التحتية التي تحتاجها البلاد. سيتم تفكيك بعض الملاعب، بما في ذلك الملاعب التي سيتم تفكيكها بالكامل وإعادة استخدامها في دولة أخرى. سيتم التبرع ببعض المدرجات لدول أخرى. وسيتم استخدام جميع الملاعب الأخرى بعد كأس العالم. كذلك يتم التخطيط للعديد من الأحداث الرياضية الكبرى الأخرى في بلدنا بعد كأس العالم، مثل دورة الألعاب الآسيوية لعام 2030.

هل ستستمر القوة الرياضية الناعمة التي استثمرت فيها قطر لمدة عقدين من الزمن بعد بطولة كأس العالم؟

بدأت هذه السياسة قبل فترة طويلة من حصولنا على استضافة كأس العالم، وستستمر بعد ذلك. طموحنا أن نقوم بأشياء تجمع بين الناس وتوحدهم. الرياضة أداة مهمة لتحقيق هذا الهدف. بلدنا على استعداد لاستضافة الأحداث الرياضية الكبرى. كأس العالم هو مجرد مثال على ذلك.

مدار الساعة ـ نشر في 2022/11/04 الساعة 23:20