فيفا يناشد الدول المشاركة في كأس العالم 'التركيز على كرة القدم'
مدار الساعة -كتب الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) إلى المنتخبات المشاركة في كأس العالم لكرة القدم، يحثهم على التركيز على كرة القدم في قطر وعدم السماح بجرّ هذه الرياضة إلى "معارك" أيديولوجية أو سياسية.
تأتي رسالة جياني إنفانتينو رئيس فيفا وفاطمة سامورا الأمينة العامة للاتحاد بعد عدد من الاحتجاجات التي قامت بها فرق كأس العالم، حول قضايا تتراوح بين قضايا مجتمع الميم والمخاوف بشأن معاملة العمال المهاجرين.
وذكرت قناة سكاي نيوز نقلا عن إنفانتينو وسامورا في الرسالة الموجهة إلى 32 دولة مشاركة في بطولة كأس العالم لكرة القدم "من فضلكم، دعونا الآن نركز على كرة القدم".
وأضافا في الرسالة "نحن نعلم أن كرة القدم لا تعيش في فراغ ونحن ندرك بالقدر نفسه أن هناك العديد من التحديات والصعوبات ذات الطبيعة السياسية في جميع أنحاء العالم، لكن من فضلكم لا تسمحوا لكرة القدم بالانجرار إلى كل معركة أيديولوجية أو سياسية موجودة".
ولم يتسنَّ لفيفا الإدلاء بتعليق فوري عندما اتصلت به رويترز.
كما قال وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إن الأشخاص الذين يطالبون بمقاطعة مونديال قطر لا ينتمون سوى لقلة من الدول التي لا تمثل بقية دول العالم التي تتطلع إلى انطلاق البطولة.
وقطر هي أول دولة في الشرق الأوسط تستضيف نهائيات كأس العالم لكرة القدم ولكنها تعرضت لضغوط شديدة في السنوات الأخيرة بسبب أسلوب معاملتها للعمال الأجانب والقوانين الاجتماعية الصارمة.
وقال الشيخ محمد في تصريحات لصحيفة لو موند إن "الأسباب التي تساق لمقاطعة كأس العالم لا تمت للمنطق بصلة. هذا الهجوم ينطوي على الكثير من النفاق ويتجاهل كل ما حققناه.
"هذه (الادعاءات) يتم تسويقها من قبل عدد قليل جدا من الناس في 10 دول على الأكثر وهم لا يمثلون بتاتا بقية العالم. إنه أمر مؤسف بصدق".
وأضاف "الحقيقة هي أن العالم يتطلع إلى هذا الاحتفال. وجرى بيع أكثر من 97 بالمئة بالفعل من التذاكر".
وتبدأ بطولة كأس العالم، وهي الأولى التي تقام في الشرق الأوسط، في 20 تشرين الثاني/نوفمبر.
وقال ستيف كوكبيرن، رئيس برنامج العدالة الاقتصادية والاجتماعية في منظمة العفو الدولية في بيان "إذا كان جياني إنفانتينو يريد من العالم ’التركيز على كرة القدم’ فهناك حل بسيط: يمكن لفيفا أخيرا أن يبدأ بمعالجة مشكلات حقوق الإنسان الجدية بدلا من تجاهلها".
وقال كوكبيرن "أول خطوة تكون الالتزام علنا بتأسيس صندوق لتعويض العمالة الوافدة قبل بدء البطولة وضمان عدم تعرض مجتمع الميم لتفرقة أو مضايقات".
وتابع قائلا "من المدهش أنهم لم يفعلوا ذلك بعد. إن جياني إنفانتينو محق في قوله إن ’ كرة القدم لا تعيش في فراغ’ ... مئات الآلاف من العمال تعرضوا لانتهاكات لتصبح تلك البطولة ممكنة ولا يمكن نسيان حقوقهم أو تجاهلها. يستحقون العدالة والتعويض وليس الكلمات الفارغة، والوقت ينفد".
وانتقد المنتخب الأسترالي في الأسبوع الماضي سجل قطر في مجال حقوق الإنسان والعلاقات الجنسية المثلية.
كما صرح الاتحاد الدنماركي لكرة القدم لوسائل إعلام محلية الشهر الماضي بأن لاعبي الدنمارك سيسافرون إلى كأس العالم بدون عائلاتهم احتجاجا على سجل حقوق الإنسان في البلاد.
وأكد اتحاد كرة القدم الأسترالي استلام رسالة من فيفا، الجمعة، لكنه رفض ذكر المزيد. كما اتصلت رويترز بالاتحاد الدنماركي لكرة القدم للتعقيب.
وقال منظمو كأس العالم إن الجميع، بغض النظر عن ميولهم الجنسية أو خلفيتهم، مرحب بهم، لكنهم حذروا أيضا من إظهار الحميمية في الأماكن العامة.
وأقرت قطر بوجود "ثغرات" في نظام العمل لديها، لكن كأس العالم سمح للدولة بإحراز تقدم في مجال حقوق العمال.
وقال إنفانتينو في الرسالة "في فيفا، نحاول احترام كل الآراء والمعتقدات، دون إعطاء دروس أخلاقية لبقية العالم".
وتابع "أحد أعظم نقاط القوة في العالم هي بالفعل تنوعه ذاته، وإذا كان الإدماج يعني أي شيء، فإنه يعني احترام هذا التنوع. لا يوجد شعب أو ثقافة أو أمة ’أفضل’ من الآخرين".
واستكمل "هذا المبدأ هو حجر الأساس للاحترام المتبادل وعدم التمييز. وهذه أيضا واحدة من القيم الأساسية لكرة القدم. لذا، من فضلكم، دعونا نتذكر ذلك جميعا ونضع كرة القدم في بؤرة التركيز".