احتدام انتخابات الكنيست وسط سعي نتنياهو للعودة للسلطة

مدار الساعة ـ نشر في 2022/11/01 الساعة 22:04

مدار الساعة - يدلى ناخبون إسرائيليون، الثلاثاء، بأصواتهم للمرة الخامسة في أقل من أربع سنوات في انتخابات يحاول من خلالها رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو العودة للسلطة؛ عبر سباق من المرجح أن يسفر عن صعود حزب يميني متطرف ليصبح صاحب الكلمة العليا في تشكيل الحكومة المقبلة في إسرائيل.

وبعد سنوات من الجمود السياسي، تزايد سخط الناخبين تجاه الأحزاب السياسية، لكن التأييد المتنامي لتكتل (الصهيونية الدينية) القومي المتشدد عزز حملة أنصار ومعارضي التكتل وزعيمه المشارك إيتمار بن غفير.

ويحاكم نتنياهو، وهو صاحب أطول فترة رئاسة وزراء في إسرائيل، بتهم فساد ينفيها. ولا تزال التوقعات تشير إلى أن حزبه اليميني (الليكود) سيخرج من الانتخابات بأكبر عدد مقاعد في البرلمان منفردا.

ومع ذلك، أظهرت استطلاعات الرأي الأخيرة التي نشرت الأسبوع الماضي أنه لن يتمكن من الحصول على 61 مقعدا المطلوبة لضمان الأغلبية في الكنيست المؤلف من 120 مقعدا؛ بما يفتح الباب لمفاوضات ونقاشات قد تستمر أسابيع لتشكيل ائتلاف حاكم وربما تقود لانتخابات جديدة.

تقول هاجيت كوهين، البالغة من العمر 46 عاما، وهي تسكن تل أبيب، وتعمل في القطاع الاجتماعي "هناك شعور باليأس إزاء كل هذه الجولات من الانتخابات". وأوضحت أنها ستصوت لرئيس الوزراء المنتهية ولايته يائير لابيد وليس لأحزاب يسار الوسط التي كانت تدعمها عادة.

وتصدر ملفا الأمن وارتفاع الأسعار قائمة مخاوف الناخبين في حملة انتخابية بدأت بعدما تسببت الانشقاقات في انهيار ائتلاف لابيد غير التقليدي الذي تشكل بعد الانتخابات الأخيرة وضم أحزابا من اليمين والوسط، وحزبا عربيا للمرة الأولى.

كما جرت الحملة، التي انطلقت بعد أسابيع من جولة قتال قصيرة مع مسلحي حركة الجهاد الإسلامي في غزة في أغسطس/آب، وسط عنف مستمر منذ أشهر في الضفة الغربية المحتلة يتضمن مداهمات واشتباكات بصورة شبه يومية.

إلا أن الصراع لم يكن له تأثير مباشر يُذكر على الحملة، التي طغت عليها الشخصية المؤثرة لنتنياهو، الذي فاقمت معاركه القانونية حالة الجمود التي تعرقل النظام السياسي الإسرائيلي منذ أن وُجهت له اتهامات بالرشوة والتزوير وخيانة الأمانة في 2019.

وخلال الإدلاء بصوته في القدس المحتلة، استرعى نتنياهو انتباه مؤيديه إلى إمكانية أن يكون هناك إقبال كبير من الخصوم على التصويت. وتابع "قلت لكم إنني قلق بعض الشيء، ولكن بمشيئة الرب... سننهي اليوم بابتسامة".

ومع استمرار مشكلات نتنياهو القانونية، نجح بن غفير وزعيم اليمين المتطرف بتسلئيل سموتريتش من النيل من شعبية الليكود التقليدية بين أنصار التيار المتشدد. وتظهر الاستطلاعات أن الصهيونية الدينية، وهي مجموعة كانت هامشية في السابق، من المتوقع أن تحتل المرتبة الثالثة في النتائج.

ويبدو أن بن غفير، وهو عضو سابق في حركة كاخ المدرجة على قوائم مراقبة الإرهاب في إسرائيل والولايات المتحدة، خفف بعضا من مواقفه السابقة، إلا أن احتمال انضمامه إلى حكومة يقودها نتنياهو يثير قلق واشنطن.

وقال بن غفير للصحفيين خلال الإدلاء بصوته في مستوطنة كريات أربع بالضفة الغربية حيث يعيش "هنا، وبصوت واحد، نأمل أن يصبح نتنياهو رئيسا للوزراء (وأن) تتشكل حكومة يمينية".

وبنى لابيد حملته الانتخابية على الإنجازات الدبلوماسية التي تحققت مع دول من بينها تركيا ولبنان، فضلا عن أداء قوي للاقتصاد الإسرائيلي الذي يجتاز بيئة عالمية مضطربة في صورة جيدة نسبيا.

ووسط حشد من أنصاره أمام مركز اقتراع في تل أبيب، قال لابيد "هذه الانتخابات تجري بين المستقبل والماضي؛ لذلك اذهبوا للتصويت اليوم من أجل مستقبل أبنائنا، من أجل مستقبل بلادنا".

رويترز

مدار الساعة ـ نشر في 2022/11/01 الساعة 22:04