منتخب الكاميرون لوضع بصمة أفريقية في المونديال
مدار الساعة -يدخل منتخب الكاميرون نهائيات كأس العالم في قطر، عازم الأمل على تحقيق مجد عالمي ووضع بصمته الأفريقية في المحفل الدولي.
يستحوذ المنتخب الكاميروني على الرقم القياسي لعدد المشاركات في المونديال لأي منتخب أفريقي، حيث يخوض البطولة هذا العام للمرة الثامنة. ومنذ مشاركته الأولى في المونديال عبر نسخة 1982، غاب الفريق عن البطولة في 3 نسخ فقط هي 1986 و2006 و2018.
وبرغم صعوبة المهمة التي تنتظره في مجموعته بالدور الأول، يتطلع المنتخب الكاميروني لكرة القدم إلى مشاركته في بطولة كأس العالم 2022 بشكل جديد وحماس كبير عما كانت عليه مشاركاته الأخيرة في المسابقة.
ويعود المنتخب الكاميروني إلى الظهور في المونديال بعدما غاب عن النسخة الماضية عام 2018 بروسيا، ويسعى الفريق بقيادة مديره الفني ريجبور سونغ إلى تقديم عروض في البطولة تتناسب مع التاريخ العريق للفريق الملقب بـ"الأسود غير المروضة".
ولا تزال مشاركته في نسخة 1990 هي الأبرز والأشهر على الإطلاق، إذ شق طريقه بجدارة إلى دور الثمانية للبطولة على حساب منتخبات عريقة، قبل أن يسقط بصعوبة أمام المنتخب الإنجليزي.
وخلال تلك المشاركة، حقق المنتخب الكاميروني 3 انتصارات خلال 5 مباريات خاضها بالبطولة، فيما حقق انتصاراً واحداً فقط في 18 مباراة خاضها بالمشاركات الـ6 الأخرى السابقة له في البطولة، والتي لم ينجح خلالها في اجتياز دور المجموعات.
ويتطلع المنتخب الكاميروني حالياً إلى تغيير الصورة التي ظهر عليها في النسخ الأخيرة من المونديال.
وعلى مدار العقد الماضي، لم يكن للمنتخب الكاميروني أي بصمة على الساحتين القارية والعالمية سوى الفوز بلقب كأس الأمم الأفريقية في 2017 بالغابون.
وبخلاف هذا، كان الإخفاق حاضراً في أي مشاركات للفريق قارياً وعالمياً، ولكن الفريق ظهر بشكل أفضل مع مطلع العام الحالي بعد فوز أسطورة كرة القدم الكاميروني صامويل إيتو برئاسة اتحاد اللعبة في بلاده .
وقدم المنتخب الكاميروني عروضاً مميزة خلال بطولة كأس الأمم الأفريقية، التي استضافتها بلاده مطلع هذا العام، ولكنه أنهى مشاركته في المركز الثالث.
ومع عدم الفوز باللقب، أجرى الاتحاد الكاميروني بقيادة إيتو تغييراً سريعاً على الإدارة الفنية للفريق بإسناد منصب المدير الفني إلى ريجبور سونغ زميله سابقاً في صفوف المنتخب الكاميروني.
وكانت المهمة الأولى والأساسية لسونغ مع الفريق هي اجتياز عقبة المنتخب الجزائري في الدور النهائي الحاسم بالتصفيات الأفريقية المؤهلة لمونديال 2022، وكان هذا بعد أسابيع قليلة من تولي سونج المسؤولية.
ونجح سونغ في الاختبار، واجتاز العقبة الجزائرية بفضل هدف في الوقت القاتل من مباراة الإياب بهذا الدور الفاصل ليعود المنتخب الكاميروني إلى المونديال بحماس شديد ورغبة هائلة في الظهور بشكل جديد.
ولكن قرعة المونديال، التي أجريت في أول أبريل الماضي، وضعت الفريق في مجموعة نارية هي المجموعة السابعة مع منتخبات البرازيل وسويسرا وصربيا، ما يعني أن المنتخب الكاميروني سيكون بحاجة إلى مفاجأة كبيرة على غرار ما قدمه في مونديال 1990 إذا أراد العبور من هذه المجموعة الصعبة.
ويعتمد سونغ على مجموعة من المحترفين بالخارج، معظمهم في القارة الأوروبية، وفي مقدمتهم إيريك ماكسيم تشوبو موتينج مهاجم بايرن ميونخ الألماني وأندري أنغيسا لاعب وسط نابولي الإيطالي وحارس المرمى أندري أونانا (انتر ميلان الإيطالي).
وتكمن قوة المنتخب الكاميروني في قدرات خط الهجوم بقيادة موتينغ وفنسان أبو بكر، فيما تبدو نقطة الضعف الوحيد هي خط الدفاع وإن ظهر بشكل جيد خلال التصفيات المؤهلة للمونديال.
ومن المؤكد أن سونغ، الذي قاد دفاع الفريق لسنوات طويلة خلال مسيرته كلاعب، عمد في الفترة الماضية على علاج هذه المشكلة.
ويستهل المنتخب الكاميروني مشاركته في المونديال بمواجهة نظيره السويسري ثم يلتقي المنتخبين الصربي والبرازيلي في المباراتين التاليتين على الترتيب.