حرب دون ضجيج في الأردن
مدار الساعة ـ نشر في 2022/10/31 الساعة 23:57
الحروب التي يتم شنها على الشعوب متعددة، وإذا كنا في الأردن لا نخوض حرباً بالمعنى التقليدي فإن لدينا حربا أخطر، تطحن حياتنا كل يوم، دون ضجيج، لكنها أسوأ من كل الحروب.
حين تخرج شخصية طبية مخضرمة من طراز وزير الصحة السابق الدكتور كامل العجلوني الذي يشغل الآن موقع رئيس المركز الوطني للسكري والغدد الصم والوراثة قبل أيام ويقول أن عدد مصابي مرض السكري في الأردن وصل إلى 2 مليون مصاب، وإنه كان حذر في عام 2004 من وصول عدد مرضى السكري إلى مليون مصاب، إلا أن العدد وصل إلى 2 مليون، فهو يعلن عن هذه الحرب التي تهدد بنية البلد بأكمله بكل هدوء، وهي حرب تؤدي إلى خسائر إنسانية، فوق كلف العلاج للسكري ذاته، وتأثيراته على الصحة المقدرة بمليارات الدولارات سنويا وتزداد يوميا.
عدد الأردنيين لا يتجاوز السبعة ملايين ونصف المليون نسمة، وربما زيادة عن هذا الرقم قليلا، لكن عدد سكان الأردن الإجمالي يقترب من 11 مليونا، والدكتور العجلوني يتحدث عن الأردنيين ويقول إن 2 مليون مصاب بالسكري يعيشون بيننا، بما يعنيه ذلك من أمراض تتعلق بالقلب والعيون والأعصاب وغير ذلك، ويزيدنا الدكتور من الشعر بيتاً ويقول إن عدد المصابين بمرض التوتر الشرياني وصل إلى 2 مليون أيضا، وعدد الأشخاص المصابين بالسمنة وصل إلى 4 ملايين.
بحثت في أرشيف غوغل الذي لولاه لا يمكن أن نعيش هذه الأيام، عن تصريحات قديمة للدكتور العجلوني، فوجدت تصريحا في عام 2012 يقول فيه إن 30% من سكان المملكة ممن هم فوق سن 25 عاماً مصابون بمرض السكري مشيراً إلى أن المعلن من المصابين 17 % والكامن 13 % مؤكداً أن هذه النسبة جاءت بعد دراسات، كما قرأت تصريحا له منشور في عام 2009 يقول فيه إن مرض السكري في الأردن تحول إلى وباء، وإن عشرين بالمائة من السيدات الحوامل مصابات بالسكري، وإن غالبية المصابين بالسكري أعمارهم فوق الخامسة والعشرين من العمر.
نتشاغل في الأردن بالصراعات السياسية، والمناكفات، وفي توافه الأمور، وننحرف جميعا عبر صناعة رأي عام، يصب كل اهتمامه حول قضايا مختلفة، لكن لا أحد يقف عند هذه الأرقام الخطيرة جدا، ولو أردنا تضخيم الأرقام لتحدثنا عن 2 مليون شخص مصابين بأمراض نفسية، وهو رقم ليس سهلا، يضاف إلى بقية الأرقام المتعلقة بأمراض التدخين، والقلب، وغير ذلك.
القصة هنا ليست التورط بتوصيف المجتمع بكونه نموذجا للمجتمع المريض، بل الوقوف عند الأسباب التي منها النظام الغذائي السيئ جدا، خصوصا، في دول الشرق الأوسط، إضافة إلى الضغوطات العصبية والإنهاك والإرهاق وغير ذلك من مشاكل تسبب أمراض السكري والقلب، فنحن لا نعيش في مجتمع دون ضغوطات، وهي ضغوطات تنقلب إلى أمراض، خصوصا، مع العوامل الوراثية، والأدهى والأمر أن تداعيات مرض السكري باتت تتسلل إلى الشباب، ولم تعد تستوطن حياة كبار السن، مما يجعلنا نطلق الخيال لحالنا في هذا البلد بعد عشر سنين مثلا.
في دول ثانية تهلع كل الدولة وأجهزتها الرسمية أمام ما سماه الدكتور العجلوني بالوباء، فهو يفتك بالبلد، والكل يقول إنه يمكن التعايش معه، برغم معرفتنا أن نسبته ترتفع، في الأردن وفي كل دول العالم، خصوصا، مع الأغذية غير الصحية والمهرمنة، وغياب الرياضة، وغير ذلك.
لا بد أن تتداعى كل الأطراف لوقف هذه الحرب التي نعيشها دون ضجيج، لأن أغلبنا يظنها حالته، أو حالة هذا أو ذاك، فيما هي تنخر بنية بلد كامل، مع حزمة أمراض ثانية، فهذه هي الحرب التي ترهق المجتمع، فوق الفقر والبطالة، وبقية القضايا التي نعيشها، من لقمة الخبز، إلى قلة المياه.
لقد آن الأوان أن تتلفت مراكز القرار في عمان إلى الملفات الاجتماعية، والصحية، والتعليمية، وغيرها من ملفات، حتى لا نصل إلى مرحلة، نخسر فيها الكثير، وتصير لحظتها إعادة البناء صعبة جدا، إن لم تكن مستحيلة، خصوصا، مع استفحال هذه الكوارث المؤلمة وتوطنها في حياتنا.
حين تخرج شخصية طبية مخضرمة من طراز وزير الصحة السابق الدكتور كامل العجلوني الذي يشغل الآن موقع رئيس المركز الوطني للسكري والغدد الصم والوراثة قبل أيام ويقول أن عدد مصابي مرض السكري في الأردن وصل إلى 2 مليون مصاب، وإنه كان حذر في عام 2004 من وصول عدد مرضى السكري إلى مليون مصاب، إلا أن العدد وصل إلى 2 مليون، فهو يعلن عن هذه الحرب التي تهدد بنية البلد بأكمله بكل هدوء، وهي حرب تؤدي إلى خسائر إنسانية، فوق كلف العلاج للسكري ذاته، وتأثيراته على الصحة المقدرة بمليارات الدولارات سنويا وتزداد يوميا.
عدد الأردنيين لا يتجاوز السبعة ملايين ونصف المليون نسمة، وربما زيادة عن هذا الرقم قليلا، لكن عدد سكان الأردن الإجمالي يقترب من 11 مليونا، والدكتور العجلوني يتحدث عن الأردنيين ويقول إن 2 مليون مصاب بالسكري يعيشون بيننا، بما يعنيه ذلك من أمراض تتعلق بالقلب والعيون والأعصاب وغير ذلك، ويزيدنا الدكتور من الشعر بيتاً ويقول إن عدد المصابين بمرض التوتر الشرياني وصل إلى 2 مليون أيضا، وعدد الأشخاص المصابين بالسمنة وصل إلى 4 ملايين.
بحثت في أرشيف غوغل الذي لولاه لا يمكن أن نعيش هذه الأيام، عن تصريحات قديمة للدكتور العجلوني، فوجدت تصريحا في عام 2012 يقول فيه إن 30% من سكان المملكة ممن هم فوق سن 25 عاماً مصابون بمرض السكري مشيراً إلى أن المعلن من المصابين 17 % والكامن 13 % مؤكداً أن هذه النسبة جاءت بعد دراسات، كما قرأت تصريحا له منشور في عام 2009 يقول فيه إن مرض السكري في الأردن تحول إلى وباء، وإن عشرين بالمائة من السيدات الحوامل مصابات بالسكري، وإن غالبية المصابين بالسكري أعمارهم فوق الخامسة والعشرين من العمر.
نتشاغل في الأردن بالصراعات السياسية، والمناكفات، وفي توافه الأمور، وننحرف جميعا عبر صناعة رأي عام، يصب كل اهتمامه حول قضايا مختلفة، لكن لا أحد يقف عند هذه الأرقام الخطيرة جدا، ولو أردنا تضخيم الأرقام لتحدثنا عن 2 مليون شخص مصابين بأمراض نفسية، وهو رقم ليس سهلا، يضاف إلى بقية الأرقام المتعلقة بأمراض التدخين، والقلب، وغير ذلك.
القصة هنا ليست التورط بتوصيف المجتمع بكونه نموذجا للمجتمع المريض، بل الوقوف عند الأسباب التي منها النظام الغذائي السيئ جدا، خصوصا، في دول الشرق الأوسط، إضافة إلى الضغوطات العصبية والإنهاك والإرهاق وغير ذلك من مشاكل تسبب أمراض السكري والقلب، فنحن لا نعيش في مجتمع دون ضغوطات، وهي ضغوطات تنقلب إلى أمراض، خصوصا، مع العوامل الوراثية، والأدهى والأمر أن تداعيات مرض السكري باتت تتسلل إلى الشباب، ولم تعد تستوطن حياة كبار السن، مما يجعلنا نطلق الخيال لحالنا في هذا البلد بعد عشر سنين مثلا.
في دول ثانية تهلع كل الدولة وأجهزتها الرسمية أمام ما سماه الدكتور العجلوني بالوباء، فهو يفتك بالبلد، والكل يقول إنه يمكن التعايش معه، برغم معرفتنا أن نسبته ترتفع، في الأردن وفي كل دول العالم، خصوصا، مع الأغذية غير الصحية والمهرمنة، وغياب الرياضة، وغير ذلك.
لا بد أن تتداعى كل الأطراف لوقف هذه الحرب التي نعيشها دون ضجيج، لأن أغلبنا يظنها حالته، أو حالة هذا أو ذاك، فيما هي تنخر بنية بلد كامل، مع حزمة أمراض ثانية، فهذه هي الحرب التي ترهق المجتمع، فوق الفقر والبطالة، وبقية القضايا التي نعيشها، من لقمة الخبز، إلى قلة المياه.
لقد آن الأوان أن تتلفت مراكز القرار في عمان إلى الملفات الاجتماعية، والصحية، والتعليمية، وغيرها من ملفات، حتى لا نصل إلى مرحلة، نخسر فيها الكثير، وتصير لحظتها إعادة البناء صعبة جدا، إن لم تكن مستحيلة، خصوصا، مع استفحال هذه الكوارث المؤلمة وتوطنها في حياتنا.
مدار الساعة ـ نشر في 2022/10/31 الساعة 23:57