سيناريوهات مشاركة العرب في انتخابات الكنيست الاسرائيلية ال 25
مدار الساعة ـ نشر في 2022/10/31 الساعة 22:52
مدار الساعة -تعتمد مشاركة النواب العرب في الانتخابات الاسرائيلية المُقررة في الأول من نوفمبر 2022 على نسبة التصويت في الوسط العربي ، فاذا لم تصل هذه النسبة الى ما بين 40% – 43 % فان العرب، وعلى ابعد تقدير، سيفقِدون تمثيلهم السياسي في الكنيست الاسرائيلية ،لأول مرة في تاريخهم منذ العام 1949 ،ولن يجلسوا لا على مقاعد المعارضة أو الائتلاف ، أما السيناريوهات المحتملة للتمثيل العربي داخل الكنيست ال 25 فهي كالتالي :
السيناريو الأول : من المرجح جداً ان يقوم تألُف ( ايمن عودة – احمد الطيبي “حداش – تاعل 4 مقاعد” )، هو ما تبقّى من (القائمة المشتركة) بعد تفكُكِها ،بدعم الائتلاف الحكومي الإسرائيلي المُقبل اذا تمكّن رئيس وزراء الحكومة الانتقالية الحالي يائير لابيد ، زعيم حزب (يش عاتيد – يوجد مستقبل) من المحافظة على “معسكر التغيير” ،والذي تشارك فيه قائمة منصور عباس (القائمة العربية الموحًدة – الجناح الجنوبي للحركة الإسلامية “4 مقاعد”)، إذ تمنح الاستطلاعات مُعسكر لابيد ما بين 56 – 57 مقعداً من اصل 120 مقعداً تُشكِّل الكنيست الاسرائيلية (البرلمان)
السيناريو الثاني : من المُحْتَمل ان يجلس جميع أعضاء الكنيست العرب على مقاعد المعارضة، اذا فاز منهم حزبين أو ثلاثة في الانتخابات، وان لا يدخل جميع أعضاء الكنيست العرب : قائمة تالف ( ايمن عودة – احمد الطيبي )، وقائمة (منصور عباس) الموجودة حالياً في تركيبة الائتلاف لحكومة لابيد الانتقالية ،ويجلسون جميعهم في مقاعد المعارضة ، وذلك اذا تمكّن وزير الأمن الحالي بيني غانتس ،زعيم “المُعسكر الرسمي الوطني” من تشكيل حكومة وحدة وطنية واسعة من الأحزاب الصهيونية، يشارك فيها أيضاً المُتدينين اليهود – بعد فضّ شراكتهم مع نتنياهو والليكود في حال تعادلت الكتلتين: كتلة نتنياهو وكتلة التغيير – ، وذلك باتفاق غانتس مع زعيم “يش عاتيد” لابيد على التّناوب على رئاسة الحكومة .
السيناريو الثالث : ربما يستطيع زعيم المعارضة الحالية ، رئيس حزب الليكود، بنيامين نتنياهو ، من إعادة ترميم علاقاته الطيبة التي نسجها في العام 2021 مع زعيم (القائمة العربية الموحدة – راعم) منصور عباس، ويُقدم له رزمة مُكتسبات للوسط العربي في إسرائيل ، شريطة الحصول على دعمه في تشكيل ائتلاف يميني بزعامة نتنياهو ، في حال بقيت نتائج الاستطلاعات كما هي اليوم والتي تعطي “مُعسكر نتنياهو 59 مقعداً ، هذا في حال لم تنجح ايليت شاكيد ، زعيمة حزب “البيت اليهودي” من تخطّي نسبة الحسم – 3.25 % – ،والتي تقترب منها كثيراً بحسب استطلاع لصحيفة معاريف وإذاعة 103 اف ام العبرية اُجري مؤخراً، إذ منحتها الاستطلاعات قبل أسبوعين من موعد الانتخابات 3 مقاعد ( نحو 2.80% من عتبة الحسم ) على حساب الليكود وأحزاب يمينية أخرى ، أما اذا دعمها حزب الليكود وحصلت على 4 مقاعد عندها سيتمكًن نتنياهو من تشكيل ائتلاف من 62 مقعداً [26] ، دون الحاجة لدعم أو مُشاركة منصور عباس .
الخلاصة :
اثبتت التجارب السابقة للأحزاب العربية المشاركة في الانتخابات البرلمانية الاسرائيلية ، ان الصوت العربي يكون حاضراً بقوة في الحياة السياسية الاسرائيلية ، رغم ان العرب يشكلون نحو 20% فقط من المجتمع الإسرائيلي ، ويدرك العرب ان تمثيلهم السياسي داخل الكنيست (البرلمان) يكون كبيراً في حال توحّدت تياراتهم الحزبية، واندمجت مع بعضها البعض رغم بعض الاختلافات الأيديولوجية بينها، إذ يستطيع العرب اليوم ان يشكّلوا القوة الثالثة داخل الكنيست بواقع 18 مقعداً ، شريطة المُشاركة الواسعة في التصويت العربي في الانتخابات في نسبة تزيد عن 65% .
أقطاب السياسة في إسرائيل ، سواء رئيس الحكومة الانتقالية الاسرائيلية الحالية ، يائير لابيد ، أو زعيم المعارضة بنيامين نتنياهو ، يدركون تماماّ ثِقَل الصوت العربي ، واهميه دعم الأحزاب العربية التي ستشارك في انتخابات الكنيست ، لذلك يسعى كل طرف لاستثمار العرب كل حسب الظرف الذي يناسبه ، فزعيم “يش عاتيد – يوجد مستقبل ” لابيد ، لا يستبعد الاستعانة بحزبي ” ايمن عودة واحمد الطيبي ” مع قائمة “منصور عباس” في دعم استمرارية حكومته الانتقالية ، ويسعى لضمان دخول هذه الأحزاب العربية للكنيست الجديدة ال 25 ، من خلال العمل على رفع نسبة التصويت في الوسط العربي ، في المقابل ، يدرك زعيم الليكود نتنياهو جيداً ان “انكباب” العرب على صناديق الاقتراع هو ما افقده فرصة تشكيل حكومة في العام 2020 ،لذلك يعمل جاهداً على عدم خروج العرب لصناديق الاقتراع في الأول من نوفمبر المقبل .
عموماً الانتخابات الاسرائيلية تحمل معها الكثير من المفاجات ولا يعرف ماذا تحمل معها هذه المفاجآت من امور قد تؤثر على عموم المشهد ، ولا ننسى أيضاً ان هناك لاعب أساسي اخر يشارك لاول مرّة في انتخابات الاول من نوفمبر 2022 ،هو “المعسكر الرسمي الوطني ” ،والذي تشكّل قبل اكثر من اشهر، ورغم تراجعه في الاستطلاعات الاخيرة الى 11 مقعداً من 13 ،وأقطابه وزير الأمن الحالي بيني غانتس ،والقيادي المُنشق عن الليكود جدعون ساعر، ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق غادي ايزينكوت ” ، الا ان هذا المعسكر له وزنه ، ويرى زعيمه غانتس انه الوحيد القادر على تشكيل حكومة وحدة وطنية مستقرة في إسرائيل ، اذا استمر التعادل بين معسكري لابيد ونتنياهو – 60 / 60 – سيد الموقف، ويُعوّل غانتس على ان تتمكن قيادات الليكود من التخلص من نتنياهو بفعل ملفات الفساد التي يتورط بها، ويغازل غانتس المتدينين كثيراً لكسبهم في صفه ، أو ربما يقوم الإسلامي منصور عباس بحركة مفاجئة أخرى ، ويدعم ائتلاف نتنياهو اليميني هذه المرة اذا حصل منه على مكاسب دسمة للوسط العربي، وهذا ليس مُستبعداً ابدأ في السياسة الاسرائيلية ، فحكومة بنيت – لابيد كان ائتلافها يضم تيارات بأيديولوجيات مختلفة ، أجمعت كلها على ضرورة تغيير نتنياهو، لا احد يستطيع الحكم على السياسة الاسرائيلية ، هذه السياسة التي أصبحت ،على ما يبدو، تأخذ من ” الفوضى السياسية” و”الفراغ السياسي” ، والانتخابات المتكررة ، استراتيجية جديدة .
- الدراسة كاملة موجودة على مدونة الباحث المتخصصة أ د فايل
مدار الساعة ـ نشر في 2022/10/31 الساعة 22:52