مدار الساعة ـ نشر في 2022/10/31 الساعة 14:25
مدار الساعة -العالم بعد جائحة كورونا ليس هو العالم قبل الجائحة، ويبدو هذا واضحاً في شتى مجالات الحياة، حيث طال التحول الرقمي المتسارع شتى القطاعات فمن التعليم عن بُعد إلى التجارة الإلكترونية إلى قطاع النقل وصولا إلى القطاع الصحي الذي يتحول بشكل متسارع نحو الرقمنة، ويشهد قطاع التكنولوجيا الصحية في الاردن تطورًا كبيرًا وملحوظا وبالرغم من الفرص المتعددة إلا أن هذا القطاع مازال يواجه الكثير من التحديات والعقبات الرئيسية التي قد تؤثر على سرعة نموه وتوسعه مثل ضعف كفاءة خدمات الإنترنت في المناطق النائية والحاجة لتدريب الكوادر?الصحية على التقنيات الجديدة بالنسبة للعديد منهم، فضلًا عن البيروقراطية النتنة والقيود التنظيمية المرهقة التي تواجه بعض شركات التكنولوجيا الصحية الناشئة.
كما أدت جائحة كورونا إلى انتشار موسع للتكنولوجيا الصحية بالمقارنة مع الطب التقليدي المعروف، فمع بداية الجائحة أصبح الطب عبر الإنترنت والتطبيب عن بعد من الوسائل الضرورية في ظل انتشار الفيروس؛ خاصة مع اعتبار المستشفيات والمراكز الصحية من أكثر الأماكن نشرا للعدوى و أصبح للتكنولوجيا الصحية دور كبير في كافة مراحل كشف المرض وعلاجه ومتابعته، كما أصبح الوعي بأهميتها كبيرا سواء من مقدمي الخدمة «الكوادر الطبية » أو من متلقيها «المرضى».
في الحقيقة القطاع الصحي ليس فقط من أكثر القطاعات تأثرا بالجائحة لا بل من أسرعها قابلية للتغير وأشدها حاجة للتحول نحو الرقمنة خاصة مع انتشار مفاهيم الطب الرقمي والصيدليات الإلكترونية، والتطبيقات الطبية الذكية، والعلاج عن بعد وغيرها الكثير من التحولات التي لم تكن منتشرة قبل الجائحة، خصوصا إذا عرفنا أن القطاع الطبي كان أقل القطاعات اهتماما بالتحول الرقمي قبل وصول «كوفيد-19، حيث نشرت مجلة » إيكونـــوميست» البريطانية (The Economist) في تقرير لها أن حوالي 75% من المستشفيات الأميركية قبل كورونا كانت ترسل ملفات ال?رضى عبر الفاكس.
لم يقتصر تقديم الخدمات الطبية عن بُعد على تقديم العلاج أو الوصفات الطبية فقط بل تعداه للدخول في مجالات صحية جديدة لم تكن منتشرة من قبل مثل خدمات الصحة النفسية التي نافست بقوة الخدمات على أرض الواقع، حيث أصبحت الفرص المتاحة أمام التقنيات الصحية أكثر من ذي قبل خاصة بعد الجائحة؛ وأصبح وعي الناس بأهمية الصحة النفسية وبمخاطر الاستهانة بها أعلى، مما دفع عددا أكبر من الأشخاص إلى استشارة أطباء ومتخصصين نفسيين، وأتاحت الجائحة الفرصة لاكتشاف آفاق جديدة لمستقبل الرعاية الصحية والاعتماد على التكنولوجيا بشكل أكبر من أج? توفير الرعاية الصحية لكل أفراد المجتمعات في كل المناطق دون تمييز.
لوحظ في الاونة الاخيرة زيادة في الاعتماد على تقديم الاستشارات الطبية عن بعد، التي تعود بالنفع على كل من المرضى ومقدمي الخدمات حيث يستفيد المرضى من توفير الوقت وعدم الاضطرار إلى التنقل الى المستشفيات وانتظار موعد الفحص، مما مكن مقدمي الخدمة من استغلال وقتهم بكفاءة أكبر، وبالتالي المساهمة في تطوير أوجه الرعاية الصحية القائمة على القيمة، كما لوحظ ايضا ان برمجيات وتطبيقات إدارة تدفق المرضى قد ساعدت في إدارة إشغال العنابر والغرف في جميع أنحاء المستشفى بكفاءة أكبر، بما يمنع فترات الإقامة الطويلة غير الضرورية لبع? المرضى وبالتالي تقليل كلف علاج المرضى.
من المتوقع ان تقضي التكنولوجيا الصحية والذكاء الاصطناعي على الطرق الطبية التقليدية المتبعة حاليا، والمتمثلة في تقديم الرعاية الطبية للمجموعة وكأنها شخص واحد، والتي لا تأخذ بعين الاعتبار الاختلافات الدقيقة بين البشر، فالطب المستقبلي هو طب موجه للفرد، حيث سيقدم العلاج المناسب لكل شخص على حدة وبما يناسب وضعه وجسده الذي هو بصمته الخاصة.
في الأردن، برنامج «حكيم» وهو أحد برامج شركة الحوسبة الصحية والذي تم إطلاقه عام 2009 بهدف حوسبة القطاع الصحي العام، أصبح يُطبق في حوالي 200 منشأة صحية من مستشفيات ومراكز صحية شاملة وأولية في القطاع العام، جرى خلالها حوسبة 80% من إجمالي عدد الأسرة في هذا القطاع، وإدخال أكثر من 7 ملايين ملف طبي إلكتروني على البرنامج، وتجاوز عدد مستخدميه الـ 30 ألف مستخدم من الكوادر الطبية.
خلاصة القول، مع برنامج حكيم نكون قد قطعنا شوطاً في الاتجاه نحو الرقمنة الصحية وأنجزنا الكثير لكن ما زال أمامنا الأكثر وقد تكون فرصة لإعداد أو تطوير الاستراتيجية الوطنية للصحة الرقمية إن وجدت.
أمين عام المجلس الصحي العالي السابق
كما أدت جائحة كورونا إلى انتشار موسع للتكنولوجيا الصحية بالمقارنة مع الطب التقليدي المعروف، فمع بداية الجائحة أصبح الطب عبر الإنترنت والتطبيب عن بعد من الوسائل الضرورية في ظل انتشار الفيروس؛ خاصة مع اعتبار المستشفيات والمراكز الصحية من أكثر الأماكن نشرا للعدوى و أصبح للتكنولوجيا الصحية دور كبير في كافة مراحل كشف المرض وعلاجه ومتابعته، كما أصبح الوعي بأهميتها كبيرا سواء من مقدمي الخدمة «الكوادر الطبية » أو من متلقيها «المرضى».
في الحقيقة القطاع الصحي ليس فقط من أكثر القطاعات تأثرا بالجائحة لا بل من أسرعها قابلية للتغير وأشدها حاجة للتحول نحو الرقمنة خاصة مع انتشار مفاهيم الطب الرقمي والصيدليات الإلكترونية، والتطبيقات الطبية الذكية، والعلاج عن بعد وغيرها الكثير من التحولات التي لم تكن منتشرة قبل الجائحة، خصوصا إذا عرفنا أن القطاع الطبي كان أقل القطاعات اهتماما بالتحول الرقمي قبل وصول «كوفيد-19، حيث نشرت مجلة » إيكونـــوميست» البريطانية (The Economist) في تقرير لها أن حوالي 75% من المستشفيات الأميركية قبل كورونا كانت ترسل ملفات ال?رضى عبر الفاكس.
لم يقتصر تقديم الخدمات الطبية عن بُعد على تقديم العلاج أو الوصفات الطبية فقط بل تعداه للدخول في مجالات صحية جديدة لم تكن منتشرة من قبل مثل خدمات الصحة النفسية التي نافست بقوة الخدمات على أرض الواقع، حيث أصبحت الفرص المتاحة أمام التقنيات الصحية أكثر من ذي قبل خاصة بعد الجائحة؛ وأصبح وعي الناس بأهمية الصحة النفسية وبمخاطر الاستهانة بها أعلى، مما دفع عددا أكبر من الأشخاص إلى استشارة أطباء ومتخصصين نفسيين، وأتاحت الجائحة الفرصة لاكتشاف آفاق جديدة لمستقبل الرعاية الصحية والاعتماد على التكنولوجيا بشكل أكبر من أج? توفير الرعاية الصحية لكل أفراد المجتمعات في كل المناطق دون تمييز.
لوحظ في الاونة الاخيرة زيادة في الاعتماد على تقديم الاستشارات الطبية عن بعد، التي تعود بالنفع على كل من المرضى ومقدمي الخدمات حيث يستفيد المرضى من توفير الوقت وعدم الاضطرار إلى التنقل الى المستشفيات وانتظار موعد الفحص، مما مكن مقدمي الخدمة من استغلال وقتهم بكفاءة أكبر، وبالتالي المساهمة في تطوير أوجه الرعاية الصحية القائمة على القيمة، كما لوحظ ايضا ان برمجيات وتطبيقات إدارة تدفق المرضى قد ساعدت في إدارة إشغال العنابر والغرف في جميع أنحاء المستشفى بكفاءة أكبر، بما يمنع فترات الإقامة الطويلة غير الضرورية لبع? المرضى وبالتالي تقليل كلف علاج المرضى.
من المتوقع ان تقضي التكنولوجيا الصحية والذكاء الاصطناعي على الطرق الطبية التقليدية المتبعة حاليا، والمتمثلة في تقديم الرعاية الطبية للمجموعة وكأنها شخص واحد، والتي لا تأخذ بعين الاعتبار الاختلافات الدقيقة بين البشر، فالطب المستقبلي هو طب موجه للفرد، حيث سيقدم العلاج المناسب لكل شخص على حدة وبما يناسب وضعه وجسده الذي هو بصمته الخاصة.
في الأردن، برنامج «حكيم» وهو أحد برامج شركة الحوسبة الصحية والذي تم إطلاقه عام 2009 بهدف حوسبة القطاع الصحي العام، أصبح يُطبق في حوالي 200 منشأة صحية من مستشفيات ومراكز صحية شاملة وأولية في القطاع العام، جرى خلالها حوسبة 80% من إجمالي عدد الأسرة في هذا القطاع، وإدخال أكثر من 7 ملايين ملف طبي إلكتروني على البرنامج، وتجاوز عدد مستخدميه الـ 30 ألف مستخدم من الكوادر الطبية.
خلاصة القول، مع برنامج حكيم نكون قد قطعنا شوطاً في الاتجاه نحو الرقمنة الصحية وأنجزنا الكثير لكن ما زال أمامنا الأكثر وقد تكون فرصة لإعداد أو تطوير الاستراتيجية الوطنية للصحة الرقمية إن وجدت.
أمين عام المجلس الصحي العالي السابق
مدار الساعة ـ نشر في 2022/10/31 الساعة 14:25