العبادي يكتب: الدور الهاشمي المتميز في حماية المسجد الأقصى ودعم نضال الفلسطينيين
مدار الساعة ـ نشر في 2017/07/29 الساعة 11:16
محمد مناور العبادي *
قبل نحو عشرين عاما في تموز 1997, وقف المغفور له الملك الحسين الى جانب الفلسطينيين حين تصدى ابناء شعبنا العربي الفلسطيني لقوات الاحتلال في عملية حدثت في قلب القدس قتل واصيب فيها العشرات من جنود الاحتلال.. فردت اسرائيل بالتخطيط لعملية اغتيال خالد مشعل الذي كان يشغل منصب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس وليس له علاقه اصلا بالعمل العسكري فيها وكان يقيم في عمان..
كادت العملية التي نفذت في ايلول من نفس العام ان تنجح من نفس العام في حقن مشعل بمادة سامة من شأنها ان تسبب له الموت التدريجي كما مات الشهيد ياسر عرفات دون ان يعرف احد سر موته. الا ان العملية انكشف في لحظتها بعد ان سرى السم في دماء مشعل.
وفي تموز الحالي تصدى فلسطينيون من عرب فلسطين المحتله عام 1948 لقوات الاحتلال في عملية قتل واصيب فيها العديد من جنود الاحتلال الذين اعتادوا على انتهاك حرمات المسجد الاقصى. وردت الشرطة الاسرائيلية على العملية بتركيب بوابات اليكترونية داخل الحرم والبدء بعملية تقسيمه بين المسلمين واليهود وقتل اثنان من الاردنيين بدم بارد على يد حارس امن في السفاره الاسرائيلية بعمان يتمتع بحصانة قضائية ودبلوماسية ليلحقا بالشهيد القاضي رائد زعيتر الذي قتله الاسرائيليون ايضا قبل نحو 3 سنوات..
وفي الحالتين كان الهاشميون بالمرصاد لمخططات غلاة اليمين الاسرائيلي وفي الحالتين انتصروا لفلسطين وفي طليعتها القدس ولدماء الاردنيين والفلسطينيين الزكية.
في المره الاولى احتجز الاردن في مكان سري وآمن وبتعليمات مباشرة من الملك الحسين رحمه الله فريق الاغتيال الاسرائيلي كاملا وفرض الملك شروطه على ريس وزراء اسرائيل بارسال الترياق الشافي للزعيم الفلسطيني والافراج الفوري عن شيخ المجاهدين العرب احمد ياسين الزعيم مؤسس حركة حماس الذي جرى استقبال رسمي حافل له في عمان حيث عولج مما لحق به من مضاعفات السجن، واطمان الملك على صحته قبل ان يعود الى غزة. فكانت هذه الحادثه ضربة قاصمة لمخططات اليمين الاسرائيي..
في المرة الثانيه احتجز الاردن كادر السفارة الاسرائيلية وحراساته وبقوا رهائن داخل سفارتهم ومنع مغادرتهم عقابا لهم على ما اقترفه الحارس الاسرائيلي لاستكمال التحقيق مع القاتل لان دماء الاردنيين غالية على الملك.
وحقق الاردن ما أراد في الاستماع الى افادة القاتل رغم كل الحصانات التي يحملها لان دماء الاردنيين اغلى من كل حصانات العالم وهكذا تصدى الملك عبد الله الثاني لمخططات اليمين الاسرائيلي كما تصدى لها المرحوم والده ونجح الاثنان وانتصرا للاردن ولفلسطين ولكرامة ودماء الاردنيين والفلسطينين ، اذ اصر الملك عبد الله الثاني على ان تزيل اسرائيل وبسرعه البوابات الاليكترونية وان تلغي للابد مشروعها لتقسيم الحرم القدسي وان تتراجع عن كل التغييرات التي ادخلتها عليه تمهيدا لتقسيمه فكان للملك ما أراد ـ ولا غرابة في ذلك فالابن سر ابيه.
بل اكد الملك ان الاردن لن يتساهل مع جرائم اسرائيل الجديدة والقديمة على حد سواء وان دماء القاضي المرحوم زعيتر مازالت تنادي الضمير الانساني ليثأر من قتلته بدم بارد..
المرة الثالثة التي انتصر فيها الهاشميون على غلاة اليمين الاسرائيلي حين حاول متطرفون يهود احراق المسجد الاقصى في اب 1969 وكادت النيران ان تاكل كل مافيه حتى اساساته، وكان الهدف من عملية الحرق هدم المسجد، لكن المقدسيين وحماته من موظفي وزارة الاوقاف الاردنية وكل فلسطين هبوا كرجل واحد لانقاذه، فنجحوا في الحد من آثار الحريق. فقام الملك ابو عبد الله ببيع قصره في بريطانيا لترميم المسجد واعادة تأهيله على حسابه الخاص، ليكون له وكل الفلسطيين، كل الاجر عند الله سبحانه وتعالى.
وهكذا فان عودة الامور الى نصابها في المسجد الاقصى ماكانت لتكون لولا وقفة الملك والشعبين الاردني والفلسطيني وكل العرب والمسلمين والقوى المحبة للسلام الى جانب الملك في دفاعه عن حرمات المسجد الاقصى .
وكما قال اكثر من معلق ومحلل اسرائيلي وعربي وعالمي لقد اثبتت احداث الاقصىى للعالم كله، ان اسرائيل ليست سيدة البيت، وان السيادة على الحرم القدسي، لن تكون الا للاردن، حسب اتفاقية السلام الاردنية الاسرائيلية، باسم كل العرب والمسلمين.
وما يجري اليوم في القدس مما حرك العالم كله، سبق وان حذر منه الملك عبد الله الثاني، في خطاب غير مسبوق امام اول قمة اسلاميه امريكيه في السعودية، حين قال مخاطبا العالم: ان الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس مسؤولية تاريخية راسخة ولا حياد عنها، ونتشرف بحملها نيابة عن الأمتين العربية والإسلامية وان اي اخلال بوضعية الاماكن المقدسة فيها سيؤدي الى عواقب كارثية.
وصح ما قاله الملك، كماهو في كل مرة . من هنا كان الدعم العالمي للاردن في قضية القدس في المعارك التي خاضها الاردن من اجل المدينة المقدسه، وانتصر فيها جميعها، بدعم الشعب الفلسطيني والشعوب العربيه والاسلاميه والعالم للاردن، حفاظا على امن وسلامة ليس الشرق الاوسط فقط ، بل العالم كله الذي اقر اليوم كما كل مره بحق الاردن برعاية الاماكن المقدسه في القدس وان اي اخلال بهذه الرعاية سيؤدي الى عواقب كارثية ستصيب العالم كله.
--------------
• صحفي وباحث
--------------
• صحفي وباحث
مدار الساعة ـ نشر في 2017/07/29 الساعة 11:16