الوحدة الوطنية.. ليس الوحدات من يهددها ولا الفيصلي
شاهدت مباراة الفيصلي والوحدات, هي مجرد مباراة وانتهت... ولكني لا أعرف لماذا مع كل حدث رياضي يتداعى البعض للدفاع عن الوحدة الوطنية, واعتبار هذه الأندية بمثابة خطر عليها... تريثوا قليلا, الخطر على الوحدة الوطنية لا يأتي من الوحدات والفيصلي.. بل من المراكز الممولة التي تبحث في شرف الأنثى وحرية الأنثى... وتبحث, في قيمنا في دور المرأة.. وتبحث فقط عن الإساءة للموروث والأديان.. اقسم لو كان الفيصلي والوحدات بحجم خطورة هذه المراكز لتبرأت من الرياضة كلها.
الوحدة الوطنية ليس الوحدات من يهددها ولا الفيصلي, ثقوا تماما بأنها مصانة.. لكن من يهددها هو (المياصة) التي صارت نموذجا لبعض الاعلام على الأثير, هو حجم الإذاعات التي تبث كما هائلا من التفاهات, هو تعب الصحف الرصينة التي أسست الوعي لدى الناس مثل الرأي والدستور, هو التراخيص التي تعطى لنجوم السوشيال ميديا من أجل إقامة مهرجانات الرقص.. للأسف زمان في صبانا كنا نقدم للعالم العربي الثورة العربية الكبرى كأول مشروع تحرري عربي.. كنا نقدم أبجدياتها, كانت سرديتنا التي نطل بها على العالم العربي.. الآن صرنا نطل عبر بعض ال?ؤتمرات التي تقام لأجل نجوم (السقاعه) والكثير من (المياصة)..
حبذا لو أن الذين يخافون على الوحدة الوطنية, أعادوا نبش سردية الثورة العربية الكبرى كقصة لفلسطين وللعشائر وللعرش وللدولة.. بدلا من تباكيهم على وجود ناد مثل الوحدات أو ناد مثل الفيصلي.
الوحدة الوطنية تأكدوا أنها مصانة, حين يتعلق الأمر بالفيصلي والوحدات... ويا ليت لو أن المتباكين عليها, يتباكون على شعب يمتلك أكثر من (5) ملايين خط هاتفي, ويتجه شبابه للمقاهي أكثر من اتجاههم للأحزاب والأندية والمراكز الثقافية, والإنجاز الوحيد لدى الخريج هو الحصول على عقد في بلاد النفط، ومغادرة البلد.... يا ليت لو أنهم يتباكون على تكلس البعض وعجزه عن انجاز برنامج وطني يصهر الجميع, أن التسول للأسف صار نهجا لدى البعض.. يا ليت لو أنهم يتباكون على ألوف الدونمات المقفرة غير المستغلة, على الأردن الذي كان نموذجا في ?لزراعة والإكتفاء الذاتي... على وادي الأردن الذي كان جنة الدنيا, وكان المزارع فيه يمتلك كبرياء الدنيا...
الفيصلي والوحدات لا يشكلان خطرا على الوحدة الوطنية, مثل ما يشكله الذين يمتهنون بطولات ما بعد التقاعد, يمتهنون البث على السوشيال ميديا وأنا اسميهم حزب (الصوت واضح).. ويشككون بكل شيء, ويرجمون كل شيء.. ويقيمون طقسا للخراب وطقسا اخر للتبشير بزوال البلد.
يا ليت أن من يتباكون على الوحدة الوطنية, يتباكون قليلا.. على حال الكتب التي هجرت... على الخريج الذي يأخذ شهادته, ولا يعرف في تخصصه شيئا.. على الواسطة على المحسوبية.. على استعراضات سيارات المرسيدس واللكزس في الجامعات.. منذ متى صارت جامعاتنا, معارض للسيارات الفاخرة...
نعيب زماننا والعيب فينا..
Abdelhadi18@yahoo.com