ارتفاع جرائم الانتحار في الأردن

مدار الساعة ـ نشر في 2017/07/29 الساعة 08:51

مدار الساعة - سجل عام 2016 أعلى عدد حوادث انتحار في المملكة في ست سنوات، إذ ذهب ضحيتها 117 شخصاً، جرت بطرق مختلفة منها إطلاق نار وحرق وشنق وشرب سموم وتناول كميات كبيرة من الأدوية والقفز عن مرتفعات.

وبلغ عدد المنتحرين من الذكور 91، و26 من الإناث، وبنسبة 22.2%.

وقالت جمعية معهد تضامن النساء الأردني (تضامن) إن عدد جرائم الانتحار المرتكبة عام 2011 بلغت 39 جريمة، وبدأت بعدها بالارتفاع، ارتكبت 86 جريمة عام 2012، و108 جرائم عام 2013، وانخفضت الى 100 جريمة عام 2014 لتعود وترتفع عام 2015 لتبلغ 113 جريمة.

عوامل مشجعة

وفي تقرير يعد الأول من نوعه حول الانتحار، أصدرته منظمة الصحة العالمية في أيلول 2014 بعنوان (الوقاية من الانتحار: ضرورة عالمية)، لخص عوامل الخطر الرئيسية للانتحار في:

العوائق التي تحول دون الحصول على الرعاية الصحية، وسهولة الحصول على وسائل الانتحار، والتقارير الإعلامية غير الملائمة، والوصم المصاحب لسلوك طلب المساعدة، والكوارث والحروب والصراعات، وضغوط التبادل الثقافي والتفكك، والتمييز، والصدمة أو الإنتهاك، والشعور بالعزلة وفقدان الدعم الاجتماعي، والصراع أو الشقاق أو الخسارة في العلاقات.

فيما تمثلت عوامل الخطورة الفردية في وجود محاولة انتحار سابقة، والإضطرابات النفسية، واستهلاك الكحول على نحو ضار، وفقدان الوظيفة أو الخسارة المالية، واليأس، والألم المزمن، ووجود تاريخ عائلي للإنتحار، والعوامل الوراثية والبيولوجية.

خرافات وحقائق

وأشار تقرير المنظمة الدولية، الى عدد من الخرافات حول الانتحار وبيّنت الحقائق المتعلقة بها.

وفي ظل هذه الأرقام المتزايدة من حالات الانتحار أو حالات الشروع في الانتحار، فإن عددا من الخرافات المتعلقة بالانتحار والمنتشرة بين الأشخاص في الأردن وعلى مستوى العالم تساهم في منع مد يد المساعدة للأشخاص المعرضين لخطر الانتحار.

وتقول الخرافة الأولى بأن «الناس الذين يتحدثون عن الانتحار لا يقصدون القيام بذلك»، وفي الحقيقة كما تقول منظمة الصحة العالمية أن الناس الذين يتحدثون عن الانتحار قد يسعون للحصول على المساعدة أو الدعم، كون عدد كبير منهم يعانون من القلق والإكتئاب واليأس وربما يشعرون أنه لا يوجد خيار آخر.

وتقول الخرافة الثانية إن «معظم حالات الانتحار تحدث فجأة دون سابق إنذار»، والحقيقة أن معظم حالات الانتحار قد سبقها علامات تحذيرية سواء لفظية أو سلوكية، وبالتأكيد هنالك حالات قد تحدث دون سابق إنذار إلا أنه يجب أن نعرف ما هي هذه العلامات التحذيرية والانتباه لها.

وتقول الخرافة الثالثة إن «الشخص الذي لديه ميول انتحارية عازم على الموت»، والحقيقة على العكس من ذلك، غالباً ما يكون الأفراد الذين لديهم ميول انتحارية مترددين ما بين الحياة أو الموت، وقد يتصرف الشخص باندفاع عن طريق شرب المبيدات الحشرية مثلاً، ويموت بعد بضعة أيام على الرغم من أنه كان يريد أن يعيش، لذلك فإن الحصول على الدعم النفسي في الوقت المناسب يكون سبباً في الوقاية من الانتحار.

أما الخرافة الرابعة فتقول «الشخص الذي يفكر مرة في الانتحار سيظل دائماً يفكر في الانتحار»، والحقيقة أن تصاعد خطر الانتحار غالباً ما يكون قصير الأجل ويرتبط بوضع محدد، وفي حين أن الأفكار الانتحارية قد تعود مرة أخرى، إلا أنها ليست دائمة وبإمكان الشخص الذي يعاني من الأفكار والمحاولات الانتحارية في السابق المضي قدماً ليعيش حياة طويلة.

والخرافة الخامسة تقول بأنه «فقط ممن لديهم إضطرابات نفسية يقدمون على الانتحار»، والحقيقة أن السلوك الانتحاري يشير الى التعاسة العميقة لكن ليس بالضرورة الى الإضطراب النفسي، ولا يتأثر كثير من الناس المتعايشين مع الإضطرابات النفسية بالسلوك الانتحاري، وليس كل الناس الذين ينتحرون لديهم إضطراب نفسي.

أما الخرافة السادسة والأخيرة فتقول أن «الحديث عن الانتحار فكرة سيئة ويمكن تفسيرها على أنها تشجع عليه»، والحقيقة أنه ونظراً لانتشار وصم الانتحار على نطاق واسع فإن معظم الناس الذين يفكرون في الانتحار لا يعلمون مع من يتحدثون، وبدلاً من تشجيع السلوك الانتحاري فإن الحديث بانفتاح يمكن أن يمنح الفرد خيارات أخرى أو الوقت لإعادة التفكير في القرار المتخذ، وبالتالي الوقاية من الانتحار.الراي

مدار الساعة ـ نشر في 2017/07/29 الساعة 08:51