الزيود يكتب: جبل القرين؛ حيث ينام القمر هناك

مدار الساعة ـ نشر في 2017/07/28 الساعة 18:47
من هنا، ومن تلك التلال التي تنتصب بها شجر البلوط كحرس وجنود ، يغفو القمر على أفقها ، هناك يجلس يداعب رؤوس الشجر ، ويقترب ليلامس التراب ربما ، لذا أطلق السكان الجدد عليه ( تل القمر) ....!! من "صروت" وحتى "جبّة" مرورا "بالعالوك" و"المسرات" ، يقال كان الملك الروماني "آلوك" ينصب مملكته ، وربما جلس هنا من جبل (القرين) يتابع رعيته ، يجمعون ثمار الزيتون من هذه الشجرة المباركة التي ما زالت تعمّر الموارس ، والتلال ، مثله مثل القمح والشعير حيث غمر المروج بخيره الوفير في موسمه ، يجمع الناس الزيتون ويأخذونه نحو المعصرة الحجرية هناك في خربة المسرة الشرقية ، حيث وجد آثارها ، مع المطحنة والجرار وغرف الخزين ، حتى المدافن كان يقدم فيها الزيتون والقمح غذاء للآله .. من (تل القمر) حيث يطلّ على قرية المسرة الشرقية ، على بيوت الناس الطيبين من أهلنا حيث أقاموا بيوتهم الإسمنتية بعدما كانت طينية ، أهلنا الذين نصب بعضهم بيوت الشعر آنذاك في "السناد " وفي بعض فروعه وعروقه ، وربما لجؤوا إلى المغارات في الشتاء ، هربا من المطر وبحثا عن الدفء والمأوى لهم ولمواشيهم ولخزينهم من الموونة والبذار..... في السنوات القريبة ، أقام السكان الجدد وبعدما ضاقت المساحات في "جدر " القرية ، فبنوا بيوتهم على السفوح والأكتاف تحت تل القمر ، في الطرف المقابل للقرية القديمة ، ففيها شوارع جديدة ، وخدمات ، حتى القرميد زيّن سطوح بيوت الحجر الجديدة . ظلّت "مقبرة المسّرة " شاهدا هناك ، على طرف الوادي ، بالقرب من خربة الإثار البيزنطية ، في المقبرة القديمة دفن أجدادنا وبعض من آباءنا ، وفيها رقد شاعر الأردن حبيب الزيودي تحت ظل سنديانة ذات مساء تشريني ، أما مسجد المسرة فما زال بناؤه الحجري شاهدا على عراقة من مروا به وصلّوا ، رغم التحديثات عليه لكن ما زال يحمل عبق الماضي وأصالة من رفعوا بناءه وآذانه .. هنا حيث يطل القمر كل مساء ، هنا حكايات للآباء وللأجداد ، حكايات من الفروسية والشهادة والعسكرية والطيب ، حكايات القرية التي تغفو وتصحو على وطن ما زال زاهيا بعيون أبنائها.
مدار الساعة ـ نشر في 2017/07/28 الساعة 18:47