ابو دلو يكتب: فلسطين في كأس العالم
الجميع يترقب بدء مجريات مباريات كأس العالم التي ستُقام بعد أقل من شهر في دولة قطر الشقيقة، وتعد الحدث الرياضي الأبرز على مستوى العالم.
في أي حدث لا نستطيع أن نحكم على نجاحه أو فشله إلا بعد الانتهاء منه، ولكن هذه المرة نستطيع أن نقيّم الحدث ونحكم عليه بالنجاح قبل البدء فيه؛ فقطر لم تقصر في بناء الملاعب على أحدث طراز إن لم تكن الأحدث في العالم فعلا بالإضافة للبنية التحتية من مطارات ومدن سكنية وخطوط مواصلات داخلية وقطارات وغيرها من متطلبات نجاح أي حدث مشابه لهذا الحدث الضخم.
أما نحن كعرب فعلينا أن نصفق لدولة قطر ولجهودها، كما على كل عربي الافتخار في إنجازها هذا، إذ تحاول قدر استطاعتها الترويج لهذه البطولة التي تقام لأول مرة على أرض عربية من خلال نشر الثقافة العربية والإسلامية وتقاليد منطقة الشرق الأوسط والعالم العربي، وهذا الأمر يُسجل لها فعلاً.
علينا جميعاً استغلال هذه التظاهرة الرياضية لنشر قيمنا وتقاليدنا والاستفادة منها بشتى النواحي، ولا يوجد ما يمنع من تبيان مواقفنا من قضايا عديدة حتى لو كانت سياسية، رغم أن الفيفا يحاول منع إشراك السياسة بالرياضة وهذا أمر جيد، ولكن الفيفا تكيل بمكيالين كما هي الأمم المتحدة والعالم غير العادل دائماً، فعند تعاطف أي لاعب أو ناد مع حدث سياسي فإن العقوبات والجزاءات واللوم والأصوات المنددة له تكون بالمرصاد، ولكن مثل تلك العقوبات لم نلمسها عندما أظهر بعض اللاعبين والأندية وحتى المنتخبات من تعاطفها وموقفها مع مجريات أحداث الحرب الروسية-الأوكرانية.
الخبراء والمتابعون يجمعون على أن الرياضة وخاصة كرة القدم أصبحت صناعة، وفعلا تعد أفيون الشعوب الذي سحر المليارات من سكان المعمورة، كما أنها تعتمد على الإعلانات والترويج بصورة كبيرة، وكون أن كرة القدم مشاهدة ومتابعة من مليارات البشر، فقد أصبح التعبير عن موقف معين أو نشر الأفكار والدفاع عن بعض الحقوق سواء اتفقنا معها أو اختلفنا ظاهرة تستخدم كرة القدم لنشرها والإعلان والترويج لها وعنها سواء من الإعلانات حول الملعب أو قمصان أو شارات اللاعبين، فنرى منها بين الحين والآخر على سبيل المثال، ظاهرة دعم المثليين أو محاربة الإرهاب أو نبذ العنصرية أو اللعب النظيف سواء اتفقنا معها أم لم نتفق.
لهذا يتوجب علينا كعرب استغلال هذا الحدث الرياضي الذي يقام على أرض عربية لدعم موقفنا من قضيتنا المركزية الأولى فلسطين. ويكون هذا الدعم ولو معنويا ورسالة للعالم من خلال رفع أعلام فلسطين في المدرجات، التي سوف يغلب عليها طابع الجماهير العربية، والدعوة لتوحيد هذه الجماهير بالهتاف والدعم، ورفع يافطات دعم للمرابطين وتبيان ما ينالهم من إجراءات واستفزازات ومهاجمات، وكلنا يذكر حفل افتتاح كأس العرب العام الماضي ومدى تفاعل الجماهير مع السلام الوطني الفلسطيني.
إلى جانب ذلك، لا بد من ضرورة قيام اتحادات الدول العربية المشاركة في البطولة على تأكيد هذا الدعم من خلال وضع علم فلسطين كشارة قادة المنتخبات العربية التي توضع على اليد، لعلها تكون رسالة مباشرة لنا كعرب بأن قضية فلسطين هي أولويتنا مهما تعددت قضايانا، وستبقى القضية الأولى للعرب، ولن نتخلى عن الدفاع عنها ومواصلة دعم أشقائنا ودعم قضيتهم لنيل حقوقهم المشروعة على أرضهم.
أتمنى النجاح الباهر لهذه البطولة كما هو مخطط لها، وأن تكون قطر قادرة على إرسال رسائل للغرب بأننا كعرب قادرون على إحداث الفارق والفرق.