البطاينة يكتب: ما بين الفيصلي والوحدات

د. رافع شفيق البطاينة
مدار الساعة ـ نشر في 2022/10/25 الساعة 23:52
الفيصلي والوحدات فريقان عريقان على مستوى المملكة الأردنية الهاشمية، وأضافا نكهة كروية ومذاقاً خاصاً لكرة القدم الأردنية، وأضافا للدروي جاذبية جماهيرية من خلال المنافسة القوية بينهما للحصول على لقب البطولات الكروية الاردنية، واستطاعا شد الجماهير بمختلف أعمارهم واجناسهم ذكورا وإناثا لمشاهدة مباريات دوري المحترفين بشكل عام، والمباريات بينهما بشكل خاص، ووصلت سمعتهما إلى خارج المملكة من خلال مشاركتهما في البطولات العربية، والآسيوية، وخرج من بينهم لاعبون محترفون رفدا بهم منتخبنا الوطني لكرة القدم، وتحول هؤلاء اللاعبون فيما بعد، إلى مدربين، ساهموا في تدريب بعض الفرق الأردنية وحتى المنتخب الوطني..
والمنافسة بينهما اتسمت دوما بالمنافسة الشريفة بعيدا عن أي تعصب جهوي، وأصبحت العلاقة بينهما علاقة أخوية وجدانية بالتقادم التنافسي، إذا ما استثنينا سلوكيات بعض ما يسمون بالخارجون عن الروح الرياضية القانونية من بعض مشجعي الفريقين، جمعتهم الكرة الجلدية الدائرية ، والأرض الخضراء ، ولن تفرقهم الهتافات المنحرفة من بعض الأشخاص لأنهم في النهاية هم فريقين أردنيين يحملان الجنسية الأردنية ، يجمعهم حب الوطن الواحد سواء الأردن أو فلسطين، لأن الأردن وفلسطين توأمان بدم وشريان واحد كالجسد الواحد، فمن يعطس في فلسطين يشمته من في عمان ، وكم من بيوت العزاء أو الفرح فتحت في الدولتين ،الأردن وفلسطين ، وما صدر عن مجلس إدارة الوحدات مؤخرا بخصوص المباراة المنتظرة بينهما ، ما هي إلا سحابة غيم في حالة انفعال وتوتر ، فلا يمكن أن نتخيل دوري المحترفين بدون أي من الفريقين ، مع الإحترام والأهمية لباقي الفرق، فالظفر لا يمكن أن يخرج من اللحم، والدم الأخوي لا يمكن أن يصبح ماء، قد تنتهي المباراة، ومن ثم بطولة الدوري والكأس وكافة البطولات، ولكن تبقى علاقة المحبة والأخوة راسخة ومتجذرة من الصعب اقتلاعها، ولذلك على إدارة الفريقين أن يضعا مصلحة الوطن وأمنه واستقراره فوق كل اعتبار ، الخلاف الحاصل هو خلاف شكلي إداري من السهولة بمكان حلة بالحوار العقلاني الهاديء ، بعيدا عن أي تشنجات ، أو شعبويات أو تسجيل مواقف، لأن الكرة تجمع لاعبي الفريقين داخل المستطيل الأخضر، وكذلك تجمع جماهير الفريقين من كافة أنحاء المملكة على نفس المدرج وحول الملعب ، تحت أشعة الشمس الوحيدة نهارا، وتحت الأضواء نفسها ليلا، وللحديث بقية .
مدار الساعة ـ نشر في 2022/10/25 الساعة 23:52