السيناريو الرابع في الضفة الغربية
مدار الساعة ـ نشر في 2022/10/25 الساعة 23:33
يبدو الوضع في الضفة الغربية مفتوحا على كل الاحتمالات، مع هذه العمليات التي تقع، وأفعال الإسرائيليين التي تتكرر كل يوم، من اغتيالات واعتقالات، داخل الضفة الغربية بما فيها القدس.
من الواضح تماما أن إسرائيل تعود إلى الضفة الغربية، بعد أن خرجت الأمور عن سيطرة سلطة أوسلو، والأجيال الجديدة من الفلسطينيين، تعيد بلورة الموقف من الاحتلال، خصوصا، في ظل قضايا أساسية، أولها عدم انجاز أي حل سياسي يؤدي إلى قيام دولة فلسطينية، وثانيها مواصلة إسرائيل سياساتها ضد الضفة الغربية والقدس، وثالثها تردي الأوضاع المعيشية داخل الضفة الغربية، ورابعها حالة الغضب الكامن وضعف شرعية سلطة أوسلو بين أوساط الفلسطينيين.
أيا كانت شخصية رئيس الحكومة الإسرائيلية المقبلة، في حال تشكيلها، فإننا ندور فقط بين أقطاب اليمين الإسرائيلي، مع اختلاف المعالجات، دون اختلاف الجوهر، وهذا يعني في كل الأحوال أن الضفة الغربية تدخل السيناريو الأصعب والأسوأ، خلال الشهور القليلة المقبلة.
التكتيك الإسرائيلي القائم على توكيل المهمات الأمنية لسلطة أوسلو من جهة، واختراق أي تنظيمات موجودة، من أجل تحييدها، قد لا ينجح طويلا، خصوصا، مع بروز جيل جديد لا يتبع التنظيمات المعتادة، ووجود تنظيمات جديدة، لن تكون الأخيرة، إضافة إلى ما له علاقة بالعمليات الفردية التي لا تتخذ أي مرجعية تنظيمة أو حزبية، في عملياتها التي نراها حاليا.
تتعدد السيناريوهات داخل الضفة الغربية، لكن السيناريو الأخطر الذي لا تريده إسرائيل يتعلق بحدوث انتفاضة ثالثة، خصوصا، أن التقييمات تتوقع أن تكون انتفاضة مسلحة وليست سلمية، بمعنى أنها إذا انفجرت الأوضاع فستقف إسرائيل أمام عمليات عسكرية في الضفة الغربية والقدس، وقد تمتد إلى غزة وفلسطين المحتلة عام 1948، خصوصا، مع وجود السلاح اليوم في كل مكان، وحالة الغضب التي تجتاح أيضا فلسطين المحتلة عام 1948 والتي ظنت إسرائيل أنها استطاعت تحييدها، أو تسكينها مؤقتا، وإخراج هذه الكتلة البشرية من المواجهة.
السيناريو الثاني يرتبط بمواجهة متوسطة المستوى تستمر بذات الطريقة الحالية، أي الكر والفر، عمليات هنا ضد الاحتلال، وعمليات إسرائيلية ضد الفلسطينيين، وهذه حرب استنزاف طويلة، قد لا يحتملها الاحتلال، خصوصا، إذا امتدت بشكل يومي إلى القدس، وإلى بعض مناطق فلسطين المحتلة عام 1948، والمراهنة هنا على دور أمني لسلطة أوسلو، قد لا تنجح بل ستؤدي إلى نتائج عكسية تماما، خصوصا، مع عدم قدرة السلطة على تحمل المواجهة مع الفلسطينيين نيابة عن إسرائيل لاعتبارات كثيرة، أهمها أن تعسف الاحتلال، لا يمكن تبريره هنا ولا تمريره.
أما السيناريو الثالث فيرتبط بالكلام عن حل سياسي، ولا يبدو هذا واردا لدى الساسة الإسرائيليين، الذين يراعون متطلبات اليمين الديني المتطرف، الذي يعتبر أرض الضفة الغربية، أرض يهودا والسامرة، ولا يريد تسليم متر منها للفلسطينيين، فيما تبقى هنا عقدة السكان بالمفهوم الإسرائيلي، وهي عقدة يستحيل التعامل معها، عبر الترحيل أو التهجير، بالشكل الذي يتخوف منه البعض، فقد أصبح الوجود الفلسطيني حقيقة لا يمكن تجاوزها في كل الصيغ.
كل ما تريده إسرائيل اليوم هو السيناريو الرابع، أي بقاء الوضع في الضفة هادئا، بلا عمليات أو مواجهات، ومقايضة الفلسطينيين على حياتهم اليومية أو أرزاقهم، وشطب المشروع الفلسطيني، والاستفراد بالقدس والمسجد الأقصى، ومواصلة مصادرة الأراضي، وسجن الفلسطينيين، دون أن يبدي الفلسطينيون أي رد فعل، ويشمل هذا السيناريو حتى غزة، التي يراد إخراجها من التهديد، وتحويلها إلى كتلة محايدة طموحها يتمحور حول الكهرباء، والعمل في المستوطنات الإسرائيلية، وتجنب القتل والقصف الإسرائيلي، والحصار اليومي.
بكل تأكيد فإن السيناريو الرابع الذي اعتادت عليه إسرائيل لسنوات، لا يبدو قائما اليوم، وقد يستحيل استعادته لاعتبارات كثيرة، فيما السيناريو الثالث مجرد مضيعة للوقت، ويستحيل أيضا لاعتبارات إسرائيلية، ولا يتبقى أمام الضفة الغربية إلا السيناريو الأول والثاني.
والخلاصة تقول إن الضفة الغربية تخلع عباءة أوسلو اليوم، وتقف أمام مرحلة جديدة، عنوانها أن الضفة الغربية لن تكون كما كانت خلال عقدي أوسلو، بما فيهما من تفاصيل.
من الواضح تماما أن إسرائيل تعود إلى الضفة الغربية، بعد أن خرجت الأمور عن سيطرة سلطة أوسلو، والأجيال الجديدة من الفلسطينيين، تعيد بلورة الموقف من الاحتلال، خصوصا، في ظل قضايا أساسية، أولها عدم انجاز أي حل سياسي يؤدي إلى قيام دولة فلسطينية، وثانيها مواصلة إسرائيل سياساتها ضد الضفة الغربية والقدس، وثالثها تردي الأوضاع المعيشية داخل الضفة الغربية، ورابعها حالة الغضب الكامن وضعف شرعية سلطة أوسلو بين أوساط الفلسطينيين.
أيا كانت شخصية رئيس الحكومة الإسرائيلية المقبلة، في حال تشكيلها، فإننا ندور فقط بين أقطاب اليمين الإسرائيلي، مع اختلاف المعالجات، دون اختلاف الجوهر، وهذا يعني في كل الأحوال أن الضفة الغربية تدخل السيناريو الأصعب والأسوأ، خلال الشهور القليلة المقبلة.
التكتيك الإسرائيلي القائم على توكيل المهمات الأمنية لسلطة أوسلو من جهة، واختراق أي تنظيمات موجودة، من أجل تحييدها، قد لا ينجح طويلا، خصوصا، مع بروز جيل جديد لا يتبع التنظيمات المعتادة، ووجود تنظيمات جديدة، لن تكون الأخيرة، إضافة إلى ما له علاقة بالعمليات الفردية التي لا تتخذ أي مرجعية تنظيمة أو حزبية، في عملياتها التي نراها حاليا.
تتعدد السيناريوهات داخل الضفة الغربية، لكن السيناريو الأخطر الذي لا تريده إسرائيل يتعلق بحدوث انتفاضة ثالثة، خصوصا، أن التقييمات تتوقع أن تكون انتفاضة مسلحة وليست سلمية، بمعنى أنها إذا انفجرت الأوضاع فستقف إسرائيل أمام عمليات عسكرية في الضفة الغربية والقدس، وقد تمتد إلى غزة وفلسطين المحتلة عام 1948، خصوصا، مع وجود السلاح اليوم في كل مكان، وحالة الغضب التي تجتاح أيضا فلسطين المحتلة عام 1948 والتي ظنت إسرائيل أنها استطاعت تحييدها، أو تسكينها مؤقتا، وإخراج هذه الكتلة البشرية من المواجهة.
السيناريو الثاني يرتبط بمواجهة متوسطة المستوى تستمر بذات الطريقة الحالية، أي الكر والفر، عمليات هنا ضد الاحتلال، وعمليات إسرائيلية ضد الفلسطينيين، وهذه حرب استنزاف طويلة، قد لا يحتملها الاحتلال، خصوصا، إذا امتدت بشكل يومي إلى القدس، وإلى بعض مناطق فلسطين المحتلة عام 1948، والمراهنة هنا على دور أمني لسلطة أوسلو، قد لا تنجح بل ستؤدي إلى نتائج عكسية تماما، خصوصا، مع عدم قدرة السلطة على تحمل المواجهة مع الفلسطينيين نيابة عن إسرائيل لاعتبارات كثيرة، أهمها أن تعسف الاحتلال، لا يمكن تبريره هنا ولا تمريره.
أما السيناريو الثالث فيرتبط بالكلام عن حل سياسي، ولا يبدو هذا واردا لدى الساسة الإسرائيليين، الذين يراعون متطلبات اليمين الديني المتطرف، الذي يعتبر أرض الضفة الغربية، أرض يهودا والسامرة، ولا يريد تسليم متر منها للفلسطينيين، فيما تبقى هنا عقدة السكان بالمفهوم الإسرائيلي، وهي عقدة يستحيل التعامل معها، عبر الترحيل أو التهجير، بالشكل الذي يتخوف منه البعض، فقد أصبح الوجود الفلسطيني حقيقة لا يمكن تجاوزها في كل الصيغ.
كل ما تريده إسرائيل اليوم هو السيناريو الرابع، أي بقاء الوضع في الضفة هادئا، بلا عمليات أو مواجهات، ومقايضة الفلسطينيين على حياتهم اليومية أو أرزاقهم، وشطب المشروع الفلسطيني، والاستفراد بالقدس والمسجد الأقصى، ومواصلة مصادرة الأراضي، وسجن الفلسطينيين، دون أن يبدي الفلسطينيون أي رد فعل، ويشمل هذا السيناريو حتى غزة، التي يراد إخراجها من التهديد، وتحويلها إلى كتلة محايدة طموحها يتمحور حول الكهرباء، والعمل في المستوطنات الإسرائيلية، وتجنب القتل والقصف الإسرائيلي، والحصار اليومي.
بكل تأكيد فإن السيناريو الرابع الذي اعتادت عليه إسرائيل لسنوات، لا يبدو قائما اليوم، وقد يستحيل استعادته لاعتبارات كثيرة، فيما السيناريو الثالث مجرد مضيعة للوقت، ويستحيل أيضا لاعتبارات إسرائيلية، ولا يتبقى أمام الضفة الغربية إلا السيناريو الأول والثاني.
والخلاصة تقول إن الضفة الغربية تخلع عباءة أوسلو اليوم، وتقف أمام مرحلة جديدة، عنوانها أن الضفة الغربية لن تكون كما كانت خلال عقدي أوسلو، بما فيهما من تفاصيل.
مدار الساعة ـ نشر في 2022/10/25 الساعة 23:33