الحكومة: التوجه للحزبية أصبح جزءاً من الدستور والقوانين
مدار الساعة - التقى وزير الدولة لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة فيصل الشبول، اليوم الاثنين في رئاسة الوزراء، وفداً من اللجنة الوطنية للعسكريين السابقين، برئاسة العميد الركن المتقاعد أحمد الرقاد.
وقال الشبول، خلال اللقاء، إن جلالة الملك عبد الله الثاني يؤكد دائماً ضرورة دعم قواتنا المسلحة الباسلة، وإيلاء الاهتمام بالمتقاعدين العسكريين بصفتهم بيوت خبرة متراكمة في مختلف المجالات.
وفيما يتعلق بمسارات التحديث الثلاثة، أشار الشبول إلى أن الحكومة وبالشراكة مع مجلس النواب أنجزت قانوني الأحزاب السياسية، والانتخاب والتعديلات الدستورية المرتبطة بهما، مؤكداً أن هذه التعديلات أصبحت خارطة طريق واضحة للوصول إلى برلمان تشكله قوائم حزبية بنسبة 65 بالمئة بعد ثلاث دورات انتخابية.
وبين أن التوجه نحو الحياة الحزبية أصبح جزءاً من دستور الدولة وقوانينها، مؤكداً ضرورة أن تكون الأحزاب المشكلة قائمة على برامج وسياسات تخدم المواطنين.
وفيما يتعلَّق بخارطة تحديث القطاع العام، أشار الشبول إلى أنها جاءت لمعالجة الاختلالات التي أصابت القطاع العام، وتحسين مستوى الخدمات المقدَّمة للمواطنين، لافتا إلى أنها ستشمل إجراءات واضحة لضبط الترهل الإداري وتعزيز مبدأ الثواب والعقاب.
وأشار الشبول إلى أن رؤية التحديث الاقتصادي تهدف إلى زيادة نسبة النمو الاقتصادي إلى ما يقارب الـ 5 بالمئة، وتشغيل مليون أردني خلال عشر سنوات، كما تسعى إلى تعزيز الاستثمارات المحلية وجذب الاستثمار الأجنبي، وتنفيذ العديد من المشاريع الاستراتيجية المهمة كمشروع الناقل الوطني.
وحول دور الإعلام، أكد الشبول أن الحكومة وفي سبيل تعزيز تدفق المعلومة إلى وسائل الإعلام والمواطنين، عملت على تمكين وتأهيل الناطقين الإعلاميين في الوزارات في العام الحالي، وستعمل على تدريب زملائهم في المؤسسات والدوائر الحكومية في العام المقبل.
كما لفت إلى أن الأردن يقود جهداً عربياً لتنظيم التعامل مع كبريات الشركات الإعلامية العالمية، انسجاماً مع تجارب دول أوروبية مشابهة في هذا الخصوص؛ بهدف التصدي للأخبار الكاذبة وخطاب الكراهية وانتهاك الخصوصية المنتشر في بعض وسائل التواصل الاجتماعي، وتعويض الربح الفائت على وسائل الإعلام.
وتطرق الشبول إلى قرار مجلس الوزراء المتعلق برفع قيمة سعر الإعلان الحكومي وإعلانات العطاءات الحكوميَّة في الصُّحف اليوميَّة الورقيَّة، لتصبح ديناراً واحداً عن كلِّ كلمة بدلاً من 55 قرشاً، مؤكداً أن القرار جاء لزيادة الدَّعم الحكومي للصُّحف اليوميَّة، وتمكينها من إيجاد حلول وإيرادات مستدامة في ظلِّ التَّحدِّيات التي تعانيها، والحفاظ على حقوق العاملين فيها، وتعزيز قدرتها على المنافسة مع بقيَّة وسائل الإعلام.
وقال إن الأردن خرج من الأزمات المتعاقبة خلال العقود الماضية أقوى وأكثر منعة وصلابة بفضل حكمة قيادته الهاشمية، ووعي أبناء شعبه، مشيراً إلى الإجراءات الحصيفة التي اتُّخذت خلال جائحة كورونا والأزمة الروسيَّة – الأوكرانيَّة لتأمين مخزون استراتيجي غذائي في المستوعبات والصَّوامع، وتعزيز المخزون من السلع الأساسية، ومضاعفة قدرات النِّظام الصحِّي، وتوفير 18 مليون جرعة من المطاعيم، ودعم الأسر والمنشآت المتضرِّرة بفعل الجائحة.
وعرض وزير الدولة لشؤون الإعلام، الإجراءات التي قامت بها الحكومة في الجانب الاقتصادي، ومن أبرزها تثبيت أسعار المشتقات النفطية خلال فصل الشتاء في العام الماضي رغم ارتفاعها عالمياً، وتثبيت أسعار الخبز حتى نهاية عام 2023، إضافة إلى تخفيض الضَّريبة العامَّة على المبيعات لمادَّة الزّيوت النباتيَّة إلى نسبة (صفر)، واتخاذ عدد من الإجراءات التحفيزية في المناطق التنموية بهدف تعزيز الاستثمار.
وجدد الشبول التأكيد على أن موقف الأردن بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني ثابت وواضح تجاه القضية الفلسطينية، والذي يؤكده جلالته في جميع المحافل بضرورة قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من حزيران عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، والوصول إلى حل عادل وشامل لهذه القضية على أساس حل الدولتين، إضافة إلى استمرار الأردن في القيام بواجبه في حماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، من منطلق الوصاية الهاشمية التاريخية على هذه المقدسات.
بدوره، قال العميد المتقاعد الرقاد إن جلالة الملك عبد الله الثاني القائد الأعلى للقوات المسلحة يلتقي باستمرار المتقاعدين العسكريين، ويستمع إلى مطالبهم والتحديات التي يمرون بها، مشيراً إلى أن المتقاعدين يعدون الرديف الأول لقواتنا المسلحة التي تقدم الغالي والنفيس في سبيل الذود عن تراب الوطن.
وأشار إلى أهمية منظومة تحديث الحياة السياسية بعد إقرار قانوني الانتخاب والأحزاب السياسية والتعديلات الدستورية المرتبطة بهما، انطلاقاً من الرؤية الملكية لتفعيل الحياة الحزبية وخصوصا بين الشباب.
وتحدث عدد من أعضاء اللجنة الوطنية للعسكريين السابقين، خلال اللقاء، حول جملة من القضايا والمواضيع، ومن أبرزها دور الإعلام الأردني في الدفاع عن القضية الفلسطينية، وأهمية تفعيل دور الأحزاب، والتأكيد على تطبيق الجلوة العشائرية، والاستعانة بخبرات المتقاعدين العسكريين في المؤسسات والدوائر العامة والخاصة.
وأشاروا إلى أهمية تحسين المستوى المعيشي للمواطنين، وربط رواتب المتقاعدين مع التضخم، إلى جانب تعزيز وإبراز الهوية الأردنية، ودعم القوات المسلحة والأجهزة الأمنية في محاربة المخدرات، وضرورة التصدي للإشاعات التي تستهدف النسيج المجتمعي.