عراقيون يتأهبون للفيضانات بطريقة غريبة
مدار الساعة -مع بدء موسم الأمطار في إقليم كردستان العراق وقرب حلول فصل الشتاء، لجأ عدد من سكان إحدى القرى القريبة من عاصمة الإقليم أربيل، لطريقة بدت غريبة لحماية أنفسهم من خطر الفيضانات المتوقعة، وهي بناء جدران إسمنتية عند مداخل منازلهم بحيث تسدها تماما.
وتسببت الفيضانات خلال الشتاء الماضي بأضرار بشرية ومادية جسيمة لحقت بالعديد من القرى والنواحي بمحافظة أربيل، حيث راح ضحيتها قتلى جرحى وبلغت خسائرها ملايين الدولارات وفق السلطات المحلية.
وتعرضت مدينة أربيل في ديسمبر من العام الماضي إلى فيضانات مدمرة أودت بحياة 14 شخصا وتدمر أكثر من 2500 منزل، وخسائر قدرت بنحو 14 مليون دولار.
وضجت وسائل الإعلام وشبكات التواصل في العراق أخيرا بصور الجدران المزودة على جنباتها بأدراج، كي يتمكن سكان تلك المنازل من صعود الجدران الإسمنتية لدخول بيوتهم.
وانقسمت الآراء بشأن هذه الخطوة، بين من اعتبر ذلك مبالغة وشططا، فيما عبر كثيرون عن تفهمهم لدوافع من قاموا ببناء هذه الجدران عند بوابات بيوتهم، فهي محاولة لتلافي ما قد ينجم عن الفيضانات والسيول من كوارث ومآس.
ويشكو مواطنون في إقليم كردستان خاصة والعراق عامة من سوء أنظمة التصريف وتهالكها، مما يتسبب بمضاعفة خطر السيول والفيضانات المطرية.
لكن خبراء مناخ في العراق يشيرون إلى أن الهطولات العاصفة المتواصلة لساعات طويلة تقود بطبيعة الحال لتشكل السيول المدمرة، معتبرين أنها جزء من تداعيات ظاهرة تغير المناخ، علما بأن العراق واحد من أكثر 5 دول في العالم تضررا من ظاهرة التغير المناخي.
بنى تحتية متهالكة
ويرى مراقبون وفنيون أن كوارث الفيضانات وما تسببه من مآس وخسائر بشرية ومادية، والتي تتكرر تقريبا كل شتاء في عدد من المحافظات العراقية يجب أن تدفع السلطات المعنية نحو إعادة النظر في واقع البنى التحتية المتردي وفي أنظمة التصريف المتهالكة.
ويقولون إن ذلك ضروري لمنع حدوث فيضانات وسيول مدمرة وغيرها من الكوارث الطبيعية، التي يدفع ضريبتها عادة سكان المناطق الطرفية والأرياف والعشوائيات، والتي تعاني من تهالك تخطيطها العمراني والخدمي.